رسالة اليوم

10/11/2018 - لا تَقبَل عُروضَ العَدُّو

-

-

 

وَإِنَّمَا أَقُولُ هَذَا لِئَلَّا يَخْدَعَكُمْ أَحَدٌ بِكَلَامٍ مَلِقٍ. (كولوسي 2: 4)

 

إنّ الشَّيْطانَ مُخادع، لذلكَ يجبُ أن نكونَ حذرينَ منهُ. فيمكنُ للشرير أن يؤدي بالمسيحي للتفكير بِشكلٍ مُختلفٍ في كلمةِ الله. فعلى سَبيل المَثال: يُمكن أن يجعل شخصاً ما يَعتقد أنهُ لم يتزوج الشَخص المُناسب، ويَجبُ عليه أن يجدَ شخصاً آخراً. كمَّا أنه قد يقودُ العديدَ من الناس إلى الضياعِ بسببِ التَكبّرِ، في مُحاولةٍ لتحقيقِ أنفسهم من خِلال المَلابس والأحذيةِ والمُجوهرات وغيرهَا من الأشياءِ المادية. وتلك الأشياء يُرسلها الشَّيْطان لغرضٍ واحدٍ: لكي يأخُذنا بعيداً عنْ الإيمانِ ويَقودنا إلى الهَلاك.

إنّ لدى خُدام الجَحيم مَواهب شريرة مثل الشَّيْطان نَفسهُ، فهم يتفوقون في اِستخدام الكلماتِ المنمّقة بقوةٍ في الإقناعِ. وإذا كان مُمكناً، فإنهم يَخدعون حتى المُختارين. اِحترس! فَخلَّاصُك هو أغلى عَطيةٌ من الله. وهو ضَمانٌ لمستقبلك في الأبديةِ. ولكنْ، إذا خسرتهُ، فسوف تُعاني من الألم والمُعاناة طوال الأبدية (رؤيا 3: 11).

جرّبَ الشَّيْطان الرَّبَّ نفسهُ، ولذلك، لن يكونَ هُناك أمرٌ مُستحيلٌ عليهِ. ونحنُ بالتأكيد لسنا اِستثناءً. ومما لا شك فيه أنهُ سيجربكَ أكثر من مرةٍ، ورُبما فعل ذلك بالفعل، وربما تكون قد سَقطت في عروضهِ. يا ترُى كمْ من شخصٍ دعاهُ الله للقيام بعملٍ معينٍ ولكنه لمْ يفعل؟ ما جعله يفشل في تحقيقِ خطةِ الرَّبِّ لحياتهِ، وهَذا بسبب العدُّو، ونحنُ قبلناه. ألا يُحب الله لنا أن نفعل ما يُريد ؟ هل من المُمكن أن نقول "لا" لأي من أوامرهِ دون أن ندفع ثمن هَذا الرفض؟ إن الشيطان يجعلَ الكثير من الناسِ يفتخرون بالثروةِ، لكي يَضربهم ضربةٌ قاتلة. وهُناك العديدُ من الأشياءِ الأخرى التي يَستخدمها الخصم والتي يُمكن أن تضطهدُ البشر.

كيف يمكنُ أن يهتمَ المسيحي بأمور هَذا العَالم؟ لدرجة أنّ البعض لا يجدون الوقت للذهابِ إلى الكنيسة، لأنهُم بحاجةٍ لكسبِ المالِ. والبعضُ الآخر يُفكرُ فقط في كيفية امتلاكِ منزلٍ، وبالنسبةِ للكثيرين، فإن الهدفَ الأساسي هو تعليم أبنائهم تعليمٌ جامعي ممتاز. بينما تأمرنا الكلمة بالاهتمامِ بما هو فوق (كولوسي 3: 1-3). ولهذا السبب لا يُساهم الكثير منهم في الكرازة للبعيدين. والمسيحيون الذين يَهتمون بهذا العالم يخدعون أنفسهم، ويخدعون غيرهم.

إن واحدةً من الحقائق التي تَخدعُ شعب الله، هي شهوةُ امتلاك الأشياء. ربما يعتقدُ البعض "إذا كان جاري يَستطيعُ شراءَ تلك المَلابس ، فَلماذا لا يُمكنني أنا ذلك؟" "وإذا كان يُمكن لأصدقائي قضاء العطلة في قارةٍ أخرى، فلماذا لا أستطيع أنا وعَائلتي فعل ذَلك؟" كُل هَذه الأشياء يستخدمُها الشَّيْطان لينتزع المُكافأة التي تَنتظرُ المُؤمنين.

أعلن يسُوع أن مِثل هذه الأشياء تُشبه الأشواك التي تخنقُ الكلمة (متى 13: 22). وعندما تسقطُ البذرةُ بين الأشواكِ، لن يكُن لديها المَناخُ المُناسب لتُعطي الثمرَ. والناسُ الذين لمْ ينتجوا ثمر الرُّوحِ، أو لمْ يأخذوا أي شخصٍ إلى الرَّبِّ، يجبُ أن يكونوا حذرين، لأن العدو قد خدعهُم. وكُلّ ما جَمعوه في العَالم المادي سَيبقى هُنا. أما الذين يَنجحون في الحُصول على الكنوز الحَقيقية، ويقضون أيامهم في تنفيذ ما يُرضي الله، سَيكافؤون في اليوم العظيم (متى 6: 19-20).

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز