رسالة اليوم

06/11/2018 - لا تَحتقروا اليَهُودَ

-

-

 

'لِأَنَّ ٱلرَّبَّ سَيَرْحَمُ يَعْقُوبَ وَيَخْتَارُ أَيْضًا إِسْرَائِيلَ، وَيُرِيحُهُمْ فِي أَرْضِهِمْ، فَتَقْتَرِنُ بِهِمِ ٱلْغُرَبَاءُ وَيَنْضَمُّونَ إِلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ'. (اشعياء 14: 1)

 

رَفضَ نسلُ إبراهيم الرَّبّ كإله، ورَفضوا اِبنهُ ودَفعوا ثمناً باهظًاً. ألم يَرفضوا ابن الله! فماذا سَيحدُث للعَالم إذا رفضَ ابن الله؟ هل سَتبقى هُناك حَياةٌ على الأرض؟ لقد كانت مَأساة شَعب إسرائيل هي رَفض المَسيح. وبلا شكّ، كان سَيجدُ حلاً لجَميع مَشاكلهم. واليوم يحدثُ نفس الشيءِ لأولئك الذين يَرفضون الخلَّاص، لأنّ كل ما يحتاجون إليهِ قد تمّ إعدادهُ وتنفيذهُ منذُ زمنٍ.

إننا نسلُ إبراهيم بالوعد، ولذلك، نحنُ ورثةٌ لكُل البركاتِ التي وهبهَا الرَّبُّ لإبراهيم (رومية 4)! ولهَذا السبب، يجبُ أن نكونَ أكثرُ نُضوجاً في الإيمان، ولا نُضيع البركات التي أعدّت لنا. لا يستطيعُ الجحيم إصابةَ أي من أولئك الذين هُم في يسوع. لديهم الحق في اِستخدامِ اسم المُخلِّص ضد كُل قوّى الظلام والمشاكل التي تُصيبهم. بالإضافةِ إلى ذلك، نحنُ نستطيع بِهذا الاسم أن نَدخل إلى مَحضر الرَّبّ.

أدّى عدمُ الإدراك شَعب إسرائيل لزيارةِ الله لهُم إلى الجهلِ والمُعاناة التي مرّوا بها عبرَ التاريخ. ومعَ ذلك ، فإننا نَفهم من خلالِ هذهِ الآيةِ الواردةِ في سفر إشعياء أن إسرائيل سَتخلع الحِجاب من على عَينيها وسوف تتجهُ إلى يَسوع، وسَوف يَعطف الرَّبُّ على بني يَعقوب، وسيكون المُستقبل الذي ينتظرهُم عجيباً.

ليس لنا أن نعرفَ عدد الأجيالِ التي سَتجتاز هَذا، ولا عدد التَجارب التي سَيخوضونها. ولكن سيأتي اليوم الذي سَيندمون فيه على ما فعلوا، وسوف يُدركون بفرحٍ أنّ وقت افتقادهم قد حان. وبعد ذلك، سَيرون كل الأشياء التي وعدهُم بها الرَّبّ العليِّ تتحقق، وسيعودون إلى وطنهم - وهَذا الوحي لا يقتصر فقط على مَنطقةِ الشرقِ الأوسط فحسب، بل في كُلّ عالم الوعود الإلهية. وفي الواقع، لقدْ كانت البَركة التي وعدَّ بها الله من حق إسرائيل، ولكنْ برفضهم لابن الله، أصبحت من حق الأُمم الحُصول عليها، وأدركوا كمْ هو رائعٌ أن يَتمتعوا بالسلام والشراكة مع الرُّوح القُدس (رومية 9-11) .

سَيصبحُ اليهود أكبر المُبشرين بالإنجيل، بمجردِ أن يَصلُّوا إلى أرضِهم. فهُم شعبٌ قويٌّ جداً لا يُمكننا إنكارُ ذلك. ولذلك نحنُ نعتقدُ أنه عندما يحينُ وقتُ افتقادهم، سيصبحون من أعظم الوعاظ بعملِ الله في نهاية الزّمان. ولكنْ في حين أنّ هذا لم يحدث بعْد، يَجبُ ألا نفوتَ نحنُ الفُرصةَ للعملِ.

فلقد وكلّنا الله العليِّ على خدمةِ المُصالحة التي فعلها، ولذلك لا ينبغي أن نترك أي شيءٍ يُبعدنا عن أروعِ عملٍ، وهو كسبُ البَعدين للرَّبِّ. عَظيمٌ هو العمل الذي يتعين علينا القيامُ بهِ، لأن الكتاب المُقدّس يَنصُّ على أنّ الغُرباء سوف يلتصقون ببيتِ يعقوب. وبالتأكيد، سَينتصر الله في المَعركةِ الكُبرى، وبَعدها سَتعرف البَشرية الحَقيقة وسَتظهر العَدالة الإلهية نَفسها.

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز