رسالة اليوم

02/11/2018 - المَجَدُ لمْ يَذهب إِلى رَأسهِ!

-

-

 

فَطَلَبَ دَانِيآلُ مِنَ ٱلْمَلِكِ، فَوَلَّى شَدْرَخَ وَمِيشَخَ وَعَبْدَنَغُوَ عَلَى أَعْمَالِ وِلَايَةِ بَابِلَ. أَمَّا دَانِيآلُ فَكَانَ فِي بَابِ ٱلْمَلِكِ. (دانيال 49:2)

 

كانَ المَلك نَبوخذ نصّر يَحلُم بأمرٍ مَا كثيراً، ولأنّ رُوحه أصبحت مُضطربةً، اِنتهى بهِ الأمر لنِسيان مَا كان يَحلمُ بهِ. فقامَ الملك بِاستدعاء حُكماء بابل كُلهم، لكي يَعرفوا مَاهية الحُلم وما هو تفسيرهُ، ولكنهُم لم يَكونوا قادرينَ على فعلِ ذلك. ولهَذا السبب، أمرَ الملك بَقتلهم جَميعاً.

وحيث أنّ المرسوم المَلكي حكم بقتل كُلِّ الحُكماء، طلبوا مِنهُ أن يَقتل دَانيال أيضاً. ولكنَّ، هذا الشاب سَأل حارس المَلك بحكمةٍ حول سَبب هَذا الحُكم الصَارم، وقدمَ طلباً للملك، واجتمع معَ أصدقائهِ الثلاثة للصلاة، طَالبين من الرَّبّ أن يُريهم ما هو حُلم المَلك وما هو تفسيرهُ. فأجاب الرَّبُّ العليِّ دَانيال وغيَّر المَرسوم المَلكي، لأنهُ عِندما كشفَ لهُ الرَّبّ عنْ الحُلم وتفسرهُ، ذَهب إلى المَلك نيابةً عن جميعِ الذين حُكم عليهم بِالإعدام. وكانَ أفضل شيءٍ فَعلهُ هو أنهُ أعطى المَجد للرَّبّ.

إنّ أحدَ الفُروق التي تُبين أولئكَ الذين يَخدمونَ الله منَّ الذينَ لا يَخدمونهُ هو الولاءَ: فأولئك الذينَ يلتزمون بالحق سَيمجدون الرَّبَّ دائماً! ولقد أخذَ دانيال ذَلك الأمر فُرصةٌ للحديثِ عن ما يُؤمن بهِ، وليُمجد الرَّبَّ العليِّ. ولقد كان هو وأصدقاؤهُ قد أُسروا إلى بابل، لكنَّ القدير كان مَعهُم.

لقد كافأَ المَلك دَانيال بعد تَفسيره للحلم، وذلك بَتعيينه حَاكماً على مُقاطعةِ بابل بِأكملها. وتمّت تَرقيته من قِبلِ المَلك وتلقى الكثير من الهَدايا.و لكنَّ الأهم من ذلك، هو أنهُ دانيال حتى في وقت مُكافئتهِ لم يَنسى أصدقائهُ الذين صلُّوا معهُ، ومن أجل ذَلك قدمَ طلباً لدى المًلك الذي سمعَ لكلامهِ، وقام بتعيين شَدْرَخَ وَمِيشَخَ وَعَبْدَنَغُوَ على شؤون بابل. وأخيراً لا يجب أن يَسمح خُادم الرَّبّ أن يَكون المَجد لرَأسه.

أن تكونَ أنانياً ليس أمراً جيداً. وأولئكَ الذين يُساعدونك في الصَّلاةِ من أجلِ مُشكلةٍ مَا، يَجبُ الاعترافَ بما يَفعلونهُ ومُكافأتهم. ولا يَنبغي لأحد أن يُفكر في الأحتفاظِ بِكُلِّ البركاتِ لكونهِ مُميزاً. إن الاعترافَ بجميلِ أولئك الذين يَساعدوننَا في الصَّلاة أو التَبشير بِالكلمةِ، أمرٌ مفيدٌ جداً.

يَجبُ أن يكونَ خُدام الرَّبِّ مُخلصين لأصَدقائهم. ومن نَاحيةٍ أخرى، إن أولئكَ الذين ليسَ لديهم خَوف من الرَّبّ السَاكن في قُلوبهم سوفَ يَتصرفونَ بعدمِ مُبالاةٍ: فَعندمَا يَظنون أن شَخصاً ما يُمكن أن يُفيدهُم بشيءٍ ما، فَنجدهم يقتلونهُ دون أن يشعروا به، ولكنْ بمجردِ أن يشعروا أنه لا يملك شيئًا يمكن أن يُفيدهُم، يَعاملون هذا الفرد كأولئك البعيدين. لكنَّ الله يَتمجد فقط في حياةِ أولئكَ الذينَ يَخدمونهُ بالرَّوحِ والحَق!

لا ينبغي لنا أبداً أن نشعرَ باليأسِ أو نقول إنهُ لا يُوجد مَخرج. وبعد كُلِّ شيءٍ، الذي يَخدمُ الرَّبَّ سوف يرى أن كل سحابةٍ لديها بطانةٍ فضية. لقد تلقى دَانيال الإعلان، وجَعل حُلم الملك مَعروفاً، وفسّرهُ، ونتيجة لذلك مَجدَ الرَّبّ العليِّ!

 

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز