رسالة اليوم

25/10/2018 - لا تَدَعَهَا تُكْتَب

-

-

 

"هَا قَدْ كُتِبَ أَمَامِي. لَا أَسْكُتُ بَلْ أُجَازِي. أُجَازِي فِي حِضْنِهِمْ، آثَامَكُمْ وَآثَامَ آبَائِكُمْ مَعًا قَالَ ٱلرَّبُّ، ٱلَّذِينَ بَخَّرُوا عَلَى ٱلْجِبَالِ، وَعَيَّرُونِي عَلَى ٱلْآكَامِ، فَأَكِيلُ عَمَلَهُمُ ٱلْأَوَّلَ فِي حِضْنِهِمْ" (إشعياء 65: 6-7)

إنّ فكرةَ أنّ الله يُراقبُ أخطاءَنا كلَّ يومٍ لكي يديننا هي أكذوبةٌ من الشَّيْطانِ. وفي الواقع، أنّ الرَّبَّ لا يريد أن يهلك أحدٌ منا، بلّ يكون للجميع حياةٌ أبديةٌ (يوحنا 3: 16). فهو بالأحرى ليس ضِدَّنا! بل يتمنى سَلامتنا، لذا يُرسلُ خدامه ليُرشدونا إلى طريقِ الخلاصِ. إنّ الآب السّماوي يُحبنا كثيراً لدرجةِ أنهُ قرّر تحمل كُلَّ خطايانَا على ابنه الوحيد يسُوع. ويُريدنا الآن أن نُؤمن به ونتخلّص من كُلّ فخاخِ العدوُّ.

الله يَهتمُ بنا، ويَفعل ذلك حتى لا نُدان. فهو يَتبعنا بِعيونه ويُراقبنا بحكمتهِ، ويهدف دَائماً لأن يَجعلنا أن نتعلم كيفَ لا نُخطئ، وإذا أخطأنا فلن نُرضيه أبداً. ويُريدنا الله أن نبتعد عنْ طريق الشرير، وأن نتجهَ إلى الإنجيل، الذي فيه القوُّة للبشريةِ كُلها. فإذا كُنت قدْ أخطأت، فلا تدع الشَّيْطان يَسلُب مِنك حَياتك! وأفتح قلبكَ إلى الرَّبّ واِسألهُ الغُفران قبل فواتِ الأوان. لقد فشل شعبُ الرَّبِّ في أشعياءَ في طلبِ المَغفرةِ، بِسبب الشرِّ الذي فعلوه. وسمح بذلك شعبُ إسرائيلَ بأن تُكتب خَطاياهُم. فيا أخي، إذا اِستمريت في تشجيع قلبكَ على الخطية وفشِلت في طلبِ الغُفران من الرَّبِّ، سيأتي اليوم الذي سَتكتبُ فيه خَطاياك، ومن ثم لنْ يكونَ لديك مَخرجٌ وسَيكونُ عليك أن تنتظرَ جَزائُكَ. لذلك، تأكد من رُجوعكَ حلاً لأن هَذا هو وقتُ خلاصِك!

وكمَّا هو الحَال في العهدِ القديم، لا يزالُ هُناك الكثيرون اليوم يَرتكبون نفسَ الخطأ الغَبي: ويفشلون في الاعترافِ بخطاياهم إِلى الرَّبِّ ويحصلونَ على غُفرانهِ. حسناً، فَعاجلا أم آجلا لنْ نكون هُنا بعدُ على الأرض. فما الذي سيفعلهُ أولئك الذين أساؤوا اِستخدام صبرِ الله عندما يَقفون أمام القاضي الصَالح؟

عندما نَعترفُ بخطايانا إلى الله، يَغفرها لنا ولا يعود يَذكُرها (عبرانيين 8: 12). فلماذا تَستمرُ في الخَطيئة؟ فإذا كان مكتوبٌ في "سجل" أنك إذا احتقرت العرض الإلهي، مَاذا سيكونوا وضعكَ في الأبديةِ؟ ألن يكونَ من الجيدِ لو أنك في تلك اللحظةِ كُنت صَادقاً وأعترف أنك خاطئ وطلبت من الله أن يغفرَ لك ويطهرك من كُلِّ إثمٍ؟ فلا تَنتظر يوماً آخر! أفعل هذا الآن، لأن الغد قد يكونُ الوقتُ مُتأخراً جداً.

إن وَاحدةٌ من أعظمِ النعمِ التي يُمكننا الحصول عليها هي أن نَكون خليقةً جديدةً في المسيح (غلاطية 6: 15 ب). ومن يَقبل هَذه النعمة يتغير. وسَتزول كل الأشياء القديمة وسيصبحُ كُلُّ شيءٍ جديدٍ (2كورنثوس 5: 17). وعندمَا تشعر في قلبكَ بالقوة اللازمةِ لإدراكِ الرَّبِّ، اغتنم الفُرصةَ واتخذ قراركَ. وإذا قُمت بذلك، سِيتمُ إعادةُ خلقِ رُوحك في المَسيح يسوع لأعمالٍ صالحةٍ. فأمنح رُوحك الراحةَ التي تحتاجُها. وكافح من أجلِ الحُصول على بركةِ الرَّبِّ، وسَتتبارك حَياتُك كُلهَا!

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز