رسالة اليوم

21/10/2018 - نَصِيحةٌ غَيرُ ضَرَوريةٌ

-

-

 

لِأَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَعْمَلُ شَيْئًا فِي ٱلْخَفَاءِ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ عَلَانِيَةً. إِنْ كُنْتَ تَعْمَلُ هَذِهِ ٱلْأَشْيَاءَ فَأَظْهِرْ نَفْسَكَ لِلْعَالَمِ. (يوحنا 7: 4)

 

لقد أعطى إخوةُ الرَّبِّ يسُوع مَرةً نصيحةً لمْ تَكُنْ مُشجعة. ويجبُ أن نكونَ حذرينَ عندما نَلتفتُ إلى ما يقولهُ أصدقاؤنَا وأقاربنَا وحتى الوعاظ. حَسناً، في العديدِ من المُناسباتِ، عندما يحاولُ الناس مُساعدتنا لا يكونونَ مقادين بالرُّوحِ. وفي الواقع، هذا أمرٌ خطيرٌ للغايةِ، لأنّ العدوُّ يستخدمُ العديدَ من الذين ينصحوننَا لإيذائنا. وإذا كُنا نُصدقُ أنّ كلماتهُم هي إجابةٌ من الله، فسوف ينتهي بنا الأمر إلى اِتخاذِ قراراتٍ قد تؤدي بنا إلى ضررٍ لا يمكنُ إصلاحه.

المُشير هو أحدُ أسماءِ الرَّبِّ يسوع المَسيح (إشعياء 9: 6). وبما أنّ الرَّبَّ يعلمُ كُلَّ شيءٍ وهو يُحبنَا، فهو الوحيدُ الذي يمكنهُ أن يقدمَ لنا المشورةَ الصالحةَ. وفقط أبانا هو الوحيد الحَكيم والصَالح والمُحبّ. ولذلك لا تقبل ما يقولهُ لك أي شَخصٍ، ما لم تكُن متأكداً من أنّ الرَّبَّ هو الذي أعلنهُ لهُ. إنّ العقلَ البشري سريعٌ جداً، وهو قادرٌ على التفكيرِ وإيجادِ الحُلول بسرعةٍ مُخيفةٍ، ولكنْ، ما نفكرُ به - أو الحلُّ الذي نجدهُ - لا يأتي دَائماً من الشخص الذي يَعرفُ كلَّ شيءٍ. وإذا كُنا في الرُّوح، سَنعرفُ من خِلالِ الكتابِ المُقدسِ ما القرارُ الذي يَجبُ اتخاذهُ في أي موقفٍ.

حَقيقةٌ أخرى مهمةٌ، وهي أنه عندما يقودنَا الرَّبُّ بحكمته، ويتحدثُ إلينا مُباشرةً أو من خلالِ شخصٍ ما، فإنّ قلوبنا سَتدركُ ذلك. وفي الواقع، سَنشعرُ دائمًا بالسلامِ والفرحِ عندما يقودُ حياتنَا. لذلكَ، إذا وصلتنا أفكارٌ أو أي شيءٍ وجعلنَا مُرتبكين، يجبُ علينا أن نرفضهُ، لأنّ الكتابَ المُقدس يُعلن أنّ الله العليِّ لَيْسَ إِلَهَ تَشْوِيشٍ بَلْ إِلَهُ سَلَامٍ. (1 كورنثوس 14: 33).

إنه منَّ السهلِ ملاحظةُ إذا كان شخصاً ما قوياً في الإيمان أم لا يستند إلى ما يَتحدثُ بهِ، والذي يرسلهُ الله عليهِ أن يقولَ ما يأتي منهُ. قد يتحدثُ خادمُ الرَّبِّ عن الرياضة أو السياسة أو الفلسفة أو العمل، ولكنهُ في مرحلةٍ ما سيقول شيئًا لهُ صلةٌ بالكتابِ المُقدسِ. وكلّ من لا يتكلم وفقاً لما يقولهُ الرَّبُّ، فهو لا يَعرفُهُ أو ربما هو ضعيفٌ في الإيمان، ولذلك كُلُّ مشورتهم لا تُفيدنَا.

إذا كُنت تخدمُ الرَّبَّ، فاطلُب منهُ أن يُوجه حَياتك. وإذا كان الآباء يَستمتعون بإعطاءِ الارشادِ المُناسب لأطفالهم، فكم بالحري سَيكونُ أبونا السَماوي (لوقا 11: 13)! لذا لا تخافوا من طلبِ المُساعدةِ، لأنّ الرَّبَّ قد طلب مِنا أن نَسأل لنحصُل على الأشياءِ المُعدةِ لنَا.

يجبُ على أبناءِ الله أن يَهتموا بهذهِ الحَقيقةِ: ونحن من خِلالِ الوحي الإلهي، نتكلمُ كما لو كانَ الرَّبُّ هو من يتكلم، ونَرى مثلما هو سَيرى، ونَتصرفُ بنفس الطريقة التي كان سيتصرفُ بها. فلماذا لا نَطلبُ المسحةَ؟

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز