رسالة اليوم

19/10/2018 - عِندمَا يَتَشدَّد رَجُلُ الله

-

-

 

وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلسَّابِعَةِ تَشَدَّدَ يَهُويَادَاعُ وَأَخَذَ مَعَهُ فِي ٱلْعَهْدِ رُؤَسَاءَ ٱلْمِئَاتِ: عَزَرْيَا بْنَ يَرُوحَامَ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنَ يَهُوحَانَانَ، وَعَزَرْيَا بْنَ عُوبِيدَ، وَمَعَسِيَا بْنَ عَدَايَا، وَأَلِيشَافَاطَ بْنَ زِكْرِي (2 أخبار الأيام 23: 1).

تتحدَّثُ هذهِ الآية التي قَرأناها، عن الشّرّ الذي اِنتشر في يَهوذا في العهد القديم. ولم ترَ تلك المَنطقة شَيئاً مثل هَذا من قبل. وفي الواقع، مَا حدثَ على رأس هَذا الشّعب يُمكن أن يُحرج حتى أكثرَ الرجالِ شرّاً.

علينا أن نُراقب ماحدثَ منذُ وفاةِ الملك يَهوشافاط، لكي نفهم مِقدار الشرّ الذي سَاد في ذَلِك الوقت: فبمجرَّدِ تولّي اِبنهِ يَهُورَامُ المَملكة، قامَ وقتلَ جميع إخوتهِ بالسّيف، وكُلُّ أبناءِ ذَلكَ الحاكم القَاسي قُتلوا بِواسطةِ مجموعةً من الناس، الذينَ لمْ يَعُد بإمكانِهم تَحمُّل المزيدِ من الاضطهادِ من هَذا الرَجل. ولكنْ لم ينجُ إلا ابنهِ الأصغر أَخَزْيَا، واستلم الحُكم بعدهُ، ولكنْ– عَثَلْيَا بِنْتُ عُمْرِي – أُمَّهُ كَانَتْ تُشِيرُ عَلَيْهِ بِفِعْلِ ٱلشَّرِّ وتوفي قبلَ الأوان. وبعد أن رأت أنّ ابنها قدْ مات، أمرت بقتلِ كُلِّ أحفادها من أجلِ الاستيلاءِ على المَملكة. ولكن، ٱمْرَأَةُ يَهُويَادَاعَ ٱلْكَاهِنِ، فَأَخَذَتْ يُوآشَ بْنَ أَخَزْيَا وَسَرَقَتْهُ مِنْ وَسَطِ بَنِي ٱلْمَلِكِ ٱلَّذِينَ قُتِلُوا، وخبّأته. لأنهُ كما قالَ الرَّبّ: سِرَاجٌ لِدَاوُدَ لن ينطفئ (الملوك الأول 11: 36).

بَالرغم من أنَّ يُوآشَ، كان لا يزالُ طفلاً صغيراً، إلا أنهُ كان الحلّ للشعب. كان عُمر يُوآشَ سَبع سَنواتٍ عندمَا بدأ الحُكم واستمرَ حُكمهُ في أورشليم لمُدةِ أربعةِ عقود. في حِين كانَ يَهُويَادَاع حياً، حكمَ يُوآشَ حُكماً مِثالياً. ولكنْ، بِمُجردِ أن مَات الكاهن أظهرَ أيضاً هذا الشرِّير ما كان في قلبهِ.

نقرأُ في هذا المَقطع الذي في هَذه الرسالة أنَّ يَهُويَادَاعَ تَشَدَّدَ. ويا اِخوتي، عندمَا يتشدَّدُ رجلُ الرَّبّ في أداءِ واجبهِ، يفعلُ الشّيء العَظيم. ولكنَّ الأمر المُحزن هو أنّ الكثير من الناس لم يَعودوا لخدمة الرَّبّ كما ينبغي، لأنهُم يُفكرون في أنفسهُم وما يستطيعون تحقيقهُ بأيديهم، ناسين أنّ الذي يؤمن بالرًّبّ هو الذي يَنجحُ دائماً. كان يَهُويَادَاعُ مُخلِصاً في كُلِّ شيءٍ ولمْ يحتقر حتى رُؤساء المئة. لقدْ قام الكاهنُ بعهدٍ معهم، أظهر فيهِ أنه يَحترمُ أولئك الذين كانوا أقلّ منهُ مكانةً. وبالمثل، يجبُ على القادةِ في الخدمةِ إعطاءُ القيمةِ اللازمةِ للذين يَخدمون مَعهم. لقد جعلَ الله هَؤلاء الأشخاص كقادةٍ، واليوم، يَنطبقُ ذات الأمر الذي على العامل، على اللاوي، وباختصار على كُلِّ الذينَ يعملونَ في خِدمةِ الرَّبّ. فليس من الصَوابِ احتقارهُم - سواءَ كانوا قادةً أو فعَلة. لقد تمَّت مَشيئةُ الله في المَاضي فقط بِتعاونِ الذين كانوا مَدعوونَ لتنفيذِ إرادةِ الرَّبِّ.

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز