رسالة اليوم

18/10/2018 - لَا تَكُونُوا أَغْبِيَاءَ

-

-

مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ لَا تَكُونُوا أَغْبِيَاءَ بَلْ فَاهِمِينَ مَا هِيَ مَشِيئَةُ ٱلرَّبِّ. (أفسس 17:5)

كلّ من يُريد مرضاة الله ويَجعلهُ مسروراً بهِ، يجبُ أن يهربَ من أعمالِ الظُلمةِ. والجُهال روحياً لا يرون أي مُشكلةٍ في عَدمِ تكريس أنفسهم للرَّبّ، وفي الحفاظِ على أصدقاءِ السّوءِ أو في القيام بما يُدينهُ الكتابُ المُقدَّسُ. بَينما، يَعلمُ الحُكماء - أولئك الذين يَعرفون المسيحَ أكثر، كيف يَدخلون من البابِ الضيقِ، ومن الطريقِ الكرب (متى 7: 13)، ويُكافحون حتى يَظلوا وَاقفين - ويَعرفون أن العالم شرِّير ويَجب أن لا يَتنجسوا به.

لا يُوجد لدى الاغبياء حِسٌ نحو الحَقيقةِ، ويَنخرطون بالخطيئةِ، ولا يُدركون أنهم يُرضون العدوُّ، وليس الله. وعندما تُهاجمهم قوَّى الشر، يَلومونَ الرَّبَّ لعدمِ حِمايتهم لأنهُم يَعتبرون أنفسهُم مُخلصين في أي وضعٍ. ولكنَّ، جهلهُم يُتثبتُ أنهم لم يتم خَلاصهم. لا يُوجدُ خادمٌ للخطيةِ يستمرُ في الكنيسةِ إلى الأبد، أليس كذلك؟ ولهذا السبب يُغادرُ العديدَ منهم بيت الرَّبِّ.

يَجبُ على كُلِّ شخصٍ ولد من جديد أن يسعى إلى المعموديةِ بالرُّوحِ القُدس، لأنهُ بِمجردِ الحُصولِ عليها، يَستطيع أن يَنجوا من الشهواتِ، وأول ما تقتربُ منهُ الخطيئة سَينخسهُ رُوح الله قلبهِ. وفي الواقع، لقدْ طلبَ يسُوع من تلاميذهِ ألا يَتعاملوا مع "بَثْشَبَعَ" في هَذا العَالم (2 صموئيل 11)، وبَدلاً من ذلك، أن يَشربوا مِيَاهًا مِنْ جُبِّهم، وَمِيَاهًا جَارِيَةً مِنْ بِئْرِهم (أمثال 15:5) وبَذلك سَيتمكنون من الفِرار من الخَطيئة مهما كانت. فيا أخي، إذا كان هُناك شرٌّ في قلبكَ، أو قد تكون تأثرت بِعروضِ الشَّيْطان، فتوقف عن ذلك الآن. لأن هَذا يعني أن الشَّيْطان قدْ تمكنَ من اِختراقِ حَياتكَ - وإذا اِستمر هذا الوضع، فإن سُقوطك سَيكون أمراً مُؤكداً.

سَيُبني أبناءَ الله على أساسِ الحقّ الوحيد: كلمةَ الرَّبّ. ولهذا السَبب فهُم لا يَهتمون بما هو في العالمِ ولا يُحبون أفعالهُ، وبالتالي فإن ثيابهم لا تتسخُ أبداً. وعندما يَشعرون أن وراءَ ابتسامةٍ ما أو مُجاملةٍ غير صادقة هُناك عمل للعدو، فإن خُدام العلِّي يرفضون ذلك، لأنهُم يعرفون أنه عليهم أن يكونوا أكثرَ ذكاءً من العدوُّ، ولذلك عليهم أن يحفظوا وصايا الله.

إنّ الذين يَملكونَ الحكمةَ من العليِّ، يُمكنهُم مقاومة حتى العَواصف، لأنهُم مؤسسون على الصَخر، الذي هو الرَّبّ يسوع (مزمور 62: 7). إنهُم يَعلمون أنهُ لو أنه لمْ يُخطئوا، لكانوا قدْ استمتعوا بسعادةٍ إضافيةٍ، ولكنْ لأنهُم يُطيعون الله العليِّ، فإنهم لا يَسقطون، فهم في النهاية يَعرفون أن المَلذات العَابرة سَتجعلهم يَعيشون في الجَحيم الأبدي. إنهُم يُفضلون أن لا يَكون لديهُم شيءٌ في الحَياةِ أكثرَ من الحُصولِ على شيء عنْ طريق الكذبِ والشَهوات، وهي شرَّ من شرور الشيطان.

الأَغْبِيَاءَ وغيرِ الحَكماء لا يَلتزمونَ بالعهدِ الذي قَطعهُ على مَذبح الرَّبّ ونَتيجةً لذلك يَخسرونَ كُلَّ شيءٍ - بِما في ذَلك خلّاصهُم! بالنسبة للأَغْبِيَاءَ، لا توجد مُشكلةٌ حول المُتعةِ المُحرمة أو المَال غير قَانوني، شريطةَ أن "يكون لذلك لسَببٌ وجِيه". إذا وجدت نَفسك في هَذا المَوقفِ، فقُم بإصلاحِ طُرقك الآن، بينما لا يَزال هُناك وقت. لا أُريدكَ أن تُحرق، لأنّ غَيرَ الحَكيم ومنْ يَلعبُ بالنار، سَيحترقُ بها.

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز