رسالة اليوم

17/10/2018 - أعِدْ النَّظرَ في خَيَارتِك

-

-

وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَمْ تَتَعَلَّمُوا ٱلْمَسِيحَ هَكَذَا. (افسس 4: 20)

 

إنّ أفضلَ ما حدثَ معنَا هو الفُرصة التي قدمهَا الرَّبُّ لنا، لكي نَتعلم كلمتهُ. فبغضِّ النظرِ عنْ أي شيءٍ، ومن خلالِ الفهمِ الذي تُعطيهِ لنا، نُصبحُ نحنُ أعضاء في جسدِ المسيح وشُركاء الطبيعة الإلهية، ونتيجةً لذلك، أصبحنَا مُنتصرينَ على قوُّى الجحيم. ولا ينبغي أن يكون هذا مُجردُ أفكارٍ نحفظها في أذهاناً، بل تجربةٌ حقيقيةٌ.

هل فَشلَ الشَّيْطان في كُلِّ مرةٍ هاجم فيها حَياتك أم أنكَ تدفعُ الآن ثمنَ سَماعِك لأكاذيبهِ؟ لاحظ أن الكلمةَ تُعلمنا أن نَتعلّم المَسيح - والذين يَتعلمونهُ يُصبحونَ مِثلهُ. فلا تُحاول أن تصل لمَعرفتهُ بأي وسائلٍ أخرى، لأنها غير صالحة. جيدة هي الصلاة، وهي تُساعدنا وتُقوينا، لكنها لا تكفي لفهمِ الرَّبّ بالكامل.

عِندما نُصلي بِشكلٍ صحيح، نَحصُل على الاستجابةِ التي نَنتظرها من الرَّبّ، وفيها الحل لنقاطِ ضعفنَا واِحتياجاتنَا، وكذلك القُدرةَ على أتخاذِ المَوقفِ المُناسبِ في مواجهةِ المَشاكلِ. إن الصلاةَ هي الحَديثُ مع الآب عن وعودهِ لنا في الكتابِ المُقدسِ. ولكن، إذا أردنا أن نعرفَ يسُوع حقاً، يجبُ علينا الانتباهُ إلى ما نفهمه من خلالِ قراءةِ الكلمةِ والوعظِ.

إننا بدونِ هذهِ المعرفة سنتحدثُ فقط عنهُ استناداً لما سمعناه. لكنْ تَعلُم المسيح أمرٌ رائعٌ جداً، لأنهُ بذلك نَبدأ في تمييز نَوايا أولئك الذين يقتربون منَّا. قد يبدو أنهم أقوياءَ في الصَّلاة، ولكنْ حتى من دونِ معرفةِ كيف يُدير هؤلاء الناس "المتنورون" حياتهم ، وما يَفعلونه أو ما يُؤمنون به، سنكونُ قادرينَ على إدراك ما إذا كان الله قدر ارسلهُم حقاً. إن أولئك الذين يَعرفون المَسيح ويتعلمونهُ لا يَترددون أبداً عِند مُواجهةِ أكاذيبِ الشَّيْطان ومَكرهِ.

إنّ ما نتعلمهُ عن المَسيح يَسمحُ لنا بأن نستمتع ببركاتهِ، وأيضاً نُبارك بها الكثير منَّ المُحتاجين، لأن هُناك عددٌ كبيرٌ من الناس، لا يعرفون ابن الله ويعيشون حَياةَ الخَطيئة. وأناس مثلهم يَنجذبونَ بسهولةٍ لفُرصةِ كسبِ المالَ وقضاءَ الوقتِ والجُهد في جَمعهِ، وهو مَا يَعتبرونهُ فرصةٌ ذهبيةٌ - وهو مَا لنْ يتحققُ في الواقعِ. حسنًا، يَجبُ أن نَحكُم ليسَ فقط على كلماتنَا، ولكنْ أيضاً على أفعالنَا! أولئكَ الذينَ يَعرفونُ الرَّبَّ يسُوع حقاً، لديهم الكثير من الأسبابِ لقيادةِ حياةِ جيدةٍ وتعليم أولئك الذين يَتعثرون في الإيمان.

إنّ مَعرفةِ يسُوع تَجعلنَا نَكتشفُ ونميزَ المَحبةِ الإلهيةِ - ومن يَفعل ذَلك يَبدأ في العَيش على أكمل وجهِ. وبالنسبة لهُؤلاء، ليس هُناك مُكان أفضل من الوجودِ مع الرَّبّ، والصُعوبات لنْ تجعلهم يَتخلون عنْ المَكان الذي أرسلهُم لهُ الله. وأيضا، عِندما يَقتربون من الأب سَيكونون دَائماً نموذجاً يحتذى بهِ الجَميع، حَتى أولئك الذينَ تتقوى قُلوبهُم.

في الواقعِ، فإنّ حَياةَ أولئك الذينَ تعلموا المَسيح هي بِمثابةِ شَهادة، وخيرَ دَليل على أنهم تلاميذَ المعلم، وبالتالي فهم ليَسوا خائفين من أيّ شيءٍ قد يَحدثُ لهُم.

 

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز