رسالة اليوم

16/10/2018 - الطَريقُ إِلى السَّعَادَةِ

-

-

 

ٱدْخُلُوا أَبْوَابَهُ بِحَمْدٍ، دِيَارَهُ بِٱلتَّسْبِيحِ. ٱحْمَدُوهُ، بَارِكُوا ٱسْمَهُ. (مزمور 100: 4)

إنّ الأبوابَ التي يُشيرُ إليها هُنا صاحبُ المَزمورِ تُمثلُ الفهمَ الذي يُعطيهِ لنا الرَّبّ من خِلالِ كلمتهِ. وبِدون هذهِ الأبواب، لا يُمكننا الدُخول للمحضر الإلهي، ونتيجةً لذلك لا نَحصُل نحنُ على أية بركة. ومن ناحيةٍ أخرى، عِندما نَحصل على إعلان من الكلمة بِخصوصِ شيءٍ ما، فنحنُ لسنا بعد بِحاجةٍ للانتظارِ حتى يَتحقق ذلك. ولكنْ، كُلّ ما يَتعيَّن علينا فِعلهُ هو أخذُ ما هُو لنا على الفَور بالإيمان والتَصميم.

سَتنفتح لنا العديدُ من الأبواب، خِلال رَحلة إيماننا، وقدْ تكونُ أبواباً قويةً للتوبيخ عن خطيئةٍ مُعينةٍ ارتكبناها، أو على وشك أن نَرتكبها أو قد تكون إعلاناً عنْ شيءٍ قد تم إنجازه بالفعلِ لنا، والذي يَنتظرُ كلمةَ "نعم" منا لكي نَحصل عليه.

لاحظ أنهُ في هَذا المَقطع من الكتاب المُقدَّس يقولُ لنا الرَّبّ بدلاً من البُكاء والبقاء في الخَارج، أن ندخلَ أبوابهُ. وعلى سبيلِ المثال، إذا اشترينا مُنتجاً ما ولكننا لمْ نقرأ التعليمات الواردةَ في الكتالوج، فقد تحدثُ معنا مُشكلة، وأيضاً هَذا المُنتج قدْ لا يَعمل. حسناً إن إرشاداتَ الشركةِ المُصنعة تمت أضافتها ليتم اِتباعُها. فعلىَّ سبيلِ المِثال لا أحد يَخطر بِباله، أهميةَ معايرةِ مِقياسِ ضغطِ الهَواء في الإطارات، أليسَ كذلك؟ ولكنَّ، أولئك الذين لا يَهتمون بمعرفة ذلك، قد يَنتهي بهم الأمر عند قيادة السيارةِ على طريقٍ زلق أو مُنحنى صَعب، إلى مَخاطر جسيمة.

يجبُ أن ندخلُ أبوابهِ بأغني الحمدْ - سواءَ كانت هَذهِ الأغاني مَعروفةً أم لا. لذلكَ، لا تفعل أي شيء مُختلف عنْ ذلك لأنهُ في الكتابِ المُقدس تُعتبر خَطيئة التمرُد أو العصيان مثل العِرافةِ (1صموئيل 15: 23أ). إنّ ما يَحدثُ في قلبِ الرَّبِّ عندمَا يرى شخصاً يُحضر الأرواحَ الشرَّيرة، هو نفسهُ ما يشعر بهِ عندما يَقومُ أحدُ أبنائهِ بِالابتعادِ عنْ توجيهاته. وبالمناسبةِ، هذا كانَ سببَ فُقدان الملك شَاول لمملكتهِ. من جهةٍ أخرى، يَتبع الحُكماء توجيهات الله، وبِذلك يَنجحون دَائماً.

سَتشعُر عِندما تَدخل محضر الرَّبّ كما لو أنكَ أمامَ العَرش. ثُم سيأخُذك الله إلى أماكنَ خاصةٍ - إلى بلاطهِ الملكي - حَيثُ ستكون بخيرٍ وستكونُ لديك خِبراتٍ جديدةٍ، وسوف يَتكلمُ لك الرُّوح وسَوف تَسكبُ نفسك أمام الرَّبّ. عِندها سَتتمكنُ من فهم الخطأ الذي حَدث، وما يجبُ عليكَ إصلاحهُ حتى يُصبحُ الله راضٍ عَنْك.

عندمَا تكون في خلوةٍ مع الرَّبِّ، لا تَستعجل في النُطقِ بالكلماتِ. فقط أُشعُر بالحركةِ المُقدسة على حياتكَ، ولا ترفُض الاعترافَ بخطاياك أو التَوبةِ عنهَا. وأسكُب رُوحك، وأعلنْ عن نَوايا قلبك. وأغسل نَفسك بماءٍ نقيٍ - وهو كلمةُ الله - وسَتأتي مِسحةُ جديدةٌ تُنيرُ عقلكَ.

إنّ الذين يَتصرفون بهذهِ الطريقةِ، سَيسمعونَ صوتَ الرَّبِّ، وسوف يرون قيودهُم تسقطُ على الأرضِ أمامهُم، ولنْ يسقطوا بعدها أبداً. لذا تأكد دَائمًا من اِتباع خَريطةَ الطَريقِ إلى السَعادةِ الأبدية!

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز