رسالة اليوم

14/10/2018 - لا يَغَفل الرَّبُّ عنْ عَدمِ شُكرِنَا

-

-

 

أَرْبَعِينَ سَنَةً مَقَتُّ ذَلِكَ ٱلْجِيلَ، وَقُلْتُ: «هُمْ شَعْبٌ ضَالٌّ قَلْبُهُمْ، وَهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا سُبُلِي». 11فَأَقْسَمْتُ فِي غَضَبِي: «لَا يَدْخُلُونَ رَاحَتِي»". (مزمور 95: 10-11)

تسبَّبَ الاسرائيليون لمدةِ 40 عاماً بفقدان فرح الرَّبِّ. وهم الذينَ دعاهُم ليكونوا شعباً خاصاً له - شعبٌ تمّ اِنقاذهُ من العبوديةِ التي كانوا فيها في مِصر، بيدٍ قويّةٍ، وفي هذهِ الفترةِ قام الرَّبُّ بصنع العجائبَ معهُم، مثل شقِّ البحر لكي يعبروا دون أن تتبلّل أقدامهم، وأخذوا ماءً من الصّخرةِ وإرسال لهُم المنّ السّماوي كُلَّ يومٍ - أصبحوا مصدرَ الاشمئزاز للإله الأبدي. فكُن حذراً حتى لا تُثير نفس النوع من الشُعور لدى الرَّبّ. إنّ خطةَ الخلاص هي خطةٌ رائعةٌ في التصميم والتنفيذ، لذلك لا تدع الخطية تُبقيك بعيداً عن الرَّبّ.

لقد هاجمت قوّى الجحيم الشّعب في المرَّةِ الأولى التي لمْ يثقوا فيها بكلمةِ الله. ومنذُ ذلك الحين، دَخلوا من عُمقٍ إلى عُمقٍ آخر (مزمور 42: 7). واستخدام العدوُّ حتى توابل الطعام، التي كانوا يستخدمونهَا لإثارةِ غضبِ العليِّ (العدد 11: 5). لقد تصرّفوا مثل الأطفالِ المُدلّلين، ونتيجةً لذلك لم يعُد الرَّبُّ مُستمتعاً بهم. وكم من الناسِ الآن فقدوا مَحبتهُم الأولى؟ حيث كانوا في البداية يُحبون الله حقاً. ولكنَّهم اليوم، لمْ يعودوا يفرحون بِالصّلاةِ، ولا يَذهبوا إلى بَيتِ الله كما كان في السابقِ، ولا يخدمون أيضا البَعيدين ويوصِلوا لهم الكلمة.

فلا تدع الشَّيْطان يُهاجمك مهما حدث، لأنّ الله لديهِ خطةٌ رائعةٌ لحياتك. وكُنْ مطيعاً لما تُخبرك به الكلمة، واهرب من الشهواتِ لأنّ الأرواح الشّريرة تعملُ بلا مللٍ لتُخرجك من المَحضر الإلهي. إنّ نيةَ الشيطانِ دائماً هي سرقةُ خلاصك، وإيذائك بكُلِّ أنواع المشاكلِ واستخدامك في أغراضهِ القذرة. لكنَّ خطةَ الربِّ هي أن يسطع مَجدهُ على حياتك. فهو يَفرحُ حتى بِخاطئٍ واحدٍ يتوبُ ويرجع.

اِبتعدت قلوبُ بني إسرائيل عنْ الحقيقةِ. وعندما يَصلُ شخصٌ ما إلى هذهِ النُقطة فهو لنْ يكونَ سعيداً بالعيش في القداسةِ بعد الآن. فهم لمْ يعتبروا أن ما فعلوهُ أثمٌ يحتاجُ إلى التوبةِ والرجوعِ، وهَذا أسوأ، لأنهُم اعتبروا أنفسهم استثناء، وعندما يعلقُ الأمر بالوصَايا التي تُحذر من الإثم، لا يُوجد استثناء. وهَكذا، ُكلُّ المَظاهر التي تتخلى عنْ الحشمةِ ومظاهرِ القداسةِ الأخرى. فإذا كان هذا ما يحدثُ معك، فاسرعْ الآن إلى أذرُع الله.

إياكَ أن تكونَّ مثل الذين اِختاروا تَصديق أكاذيبِ الشَّيْطان، أكثر من الطُرق التي مَهّدها الرَّبُّ في قُلوبهم. ليس جيدِ أن تخيِّبُ أملِ ذلك الشَّخصُ الذي لديه القُدرة على إلقاءِ الجسدِ والرُّوح في الجَحيم. فإذا كانت لديك أفكارٌ خاطئةٌ، أو فعلتَ أشياءً بشعةً وخوفُ الرَّبِّ لا يشتعلُ في قلبك كما كان من قبل، فهذا عَلامةٌ على أنك قد ابتعدت عنهُ. اِفتح قلبكَ الآن لهُ، واعترف بخطاياك. ومِثلما جاءت هذه الآية من أجلِ مُتمردي إسرائيل، فإنها سَتأتي أيضاً من أجل كُلِّ الذين بقيوا في خَطاياهُم، وسوف لنْ يَرتاحوا أبداً لأنهُم استهانوا بِالمستقبلِ الرَهيبِ الذي يَنتظرهُم. لتبتهج نفسُك بالرَّبِّ وسيعُطيك شَهوةَ قلبكَ. (مزمور 37: 4).

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز