رسالة اليوم

13/10/2018 - اخُرُج لمُلاقةِ الرَّبِّ

-

-

 

نَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِحَمْدٍ، وَبِتَرْنِيمَاتٍ نَهْتِفُ لَهُ. (مزمور 95: 2)

 

لا تنتظر أن يَدعوكَ الرَّبَّ لكي تُقدِّم نفسكَ لهُ، لأنّ الاقترابَ منهُ أمرٌ مَتروكٌ لك. لا يُمكننا أن ننسى مَا تقولهُ الكلمةُ في (يُوحنا 19: 11أ): " لَمْ يَكُنْ لَكَ عَلَيَّ سُلْطَانٌ ٱلْبَتَّةَ، لَوْ لَمْ تَكُنْ قَدْ أُعْطِيتَ مِنْ فَوْقُ". لذا، عِندما تشعُر بالرغبةِ في البحث عنْ الآب، اِفعل ذلك لأنَّها عَلامةٌ على أنهُ يُحذركَ بالفعل، لأنّ الوقتَ قد حانَ لتقفَ أمامهُ. تجعلنا الّلمساتُ الإلهية وإن كانت خفَية، نشتاقُ لأن نأتي أمامَ الخالقِ، لنمنحهُ أنفسنا ونفعل إرادته.

إذا حَدثت حَربٌ في بلادنا، فإن الحُكومة سوف تطلبُ من الأشخاصِ العسكريين أن يلتحقوا بثُكناتهم. وكثيرٌ من الأشخاصِ سَيقدِّمونَ أنفسهم لخدمةِ الوطنِ الأُم، حتى لو كانوا غير مُؤهلين. لذلك يجبُ على الذين تمَّ اختيارهُم لهذهِ المُهمّةِ، سواءَ تمّ استدعاؤهم أم لا، أن يُسرعوا لأداءَ مُهمّتهم. لذلك عِندما تشعُر بالدّعوةِ الإلهيةِ أو تمتلكك الرِّغبةِ في التطوعِ، ضعْ في اِعتباركَ أنهُ من الآن فصاعداً لمْ تعُد مُلكاً لنفسكَ، بل "للبلد" الذي سَيستخدمك كما يَحلو لهُ.

تجدرُ الإشارةُ إلى أنّ الذين يدخلونَ إلى مَحضرِ الرَّبّ، يجبُ أن يفعلوا ذَلك بفرحٍ وترنُمٍ. ولذلك، لا تقف أمام الله بوجهٍ حزينٍ، أو بحالةٍ معنويةٍ مُنخفضةٍ. ولكنْ عليك أن تتحدث عنهُ وعنْ احسانهِ معكَ، وإنكِ تؤمن حقاً أنه يستطيعُ مساعدتك. و بفعلِكَ بذلكَ، أنتَ تُرضي الرَّبّ. ولكنْ، لا تُفكر في تقديمِ الشّكر والمدح له بطريقةِ ضعيفةٍ، كما لو كان الله يُعاني من النقصِ أو سَيكونُ سعيداً بكلماتَ الفَارغةِ.

عندمَا يَنتظر الرَّبّ أن نمدحه هَذا لا يكونُ دليل ضَعف أو نَقص بل بالعكس؛ فهو كاملٌ ولا يَنقصهُ أو يزيده شيء. لكنَّ الحقيقةَ، إنَّ الثناءَ الذي نُقدمهُ لهُ يجعلنَا أقرب كثيراً بالنسبةِ إليه، ولهذا السّبب يجبُ أن يكونَ مَدحنا له بقلبٍ مبتهجِ وسعيد لمَا هو عليهِ وما يفعلهُ دائماً،. فمدحُ الرَّبِّ غذاءٌ لأرواحنا.

يمكنكَ كتابةُ الأغاني للرَّبًّ، ولكنْ من الأفضلِ أن تُسبِّحه بالمزامير، لأنّ هَذهِ الترانيم المُقدسة لهَا مسحةٌ عظيمةٌ. وعندمَا نُرنمها للعليِّ، يمتلئ فَمُنا فرحاً، وقلوبنَا تَمتلئ بالرَّبَّ، ونُصبحُ شعباً أفضلَ بكثيرٍ مما كُنا عليهِ قبل ذلك. فالاحتفالُ بالترانيم المُستوحاة - المَزامير - يُجدّدُ أرواحنا ويُعطينا المِسحةَ لنفهم الكلمة.

لذا في المرةِ القادمة التي تُسبح فيها الرَّب، اِفعل ذَلك بما هو مُوجود عِندك في الكتابِ المُقدّس، وانظر كمْ سَتنمو رُوحياً، لأنّ روحك سَتتقوى مع التَسبيح الذي مَصدرهُ قلبُ الله.

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز