رسالة اليوم

11/10/2018 - اِحترامُ المُؤسَّسةِ الإلهيةِ

-

-

 

وَأَمَّا نَحْنُ فَٱلرَّبُّ هُوَ إِلَهُنَا، وَلَمْ نَتْرُكْهُ. وَٱلْكَهَنَةُ ٱلْخَادِمُونَ ٱلرَّبَّ هُمْ بَنُو هَارُونَ وَٱللَّاوِيُّونَ فِي ٱلْعَمَلِ (2 أخبار الأيام 10:13).

 

بعدَ التمرُّد الذي قاده يَرُبْعَامَ، عِندما اِنقسمت إسرائيل إلى مَملكتين - المملكة الشِّمالية، التي اِستمرت تحتَ اِسم إسرائيل، وممَلكةِ الجنوبِ (يهوذا)، والتي فَقدت عشرةَ قبائل وكانت مُكونةٍ من يَهوذا وبنيامين، القبائل المُتبقية – قدْ كانت هُناك مَعركةٍ داميةٍ أودت بحياةِ الكثيرين. وفي وقتٍ لاحق، بعدَ وفاةِ رَحُبْعَامَ، خَلفهُ ابنهُ أَبِيَّا. الذي بعدَ ذلك بِوقتٍ قصيرٍ شنّ حرباً ضدَّ مملكةِ الشِّمال المُتمرِّدة، والتي كانت تُهاجم الجنوب باستمرار.

لقد نادى المَلكُ أَبِيَّا بصوتهِ قبلَ المعركةِ، وأعطى فُرصةً لقبائلِ الشِّمال، مُذكراً إياهم بأنّ يَهوذا قرّروا أن يُبقوا الرَّبَّ إلههُم، الأمر الذي لمْ يفعلهُ مُتمرّدو إسرائيل (1 أخبار الأيام 13: 10-11). وكمَا أشار أيضاً إلى أجزاءٍ من الكتاب المُقدّس التي أعطى فيهَا الله ٱلْمُلْكَ علَى إِسْرَائِيلَ لِدَاوُدَ إِلَى ٱلْأَبَدِ وَلِبَنِيهِ (1 أخبار الأيام 13: 5 ؛ 2 صموئيل 7: 12-13 و 16). ولكنْ، لمْ يُفيد كلام أَبِيَّا كثيراً. وبعد ذلك، خرجَ ومعه 400.000 رجلاً، لمُحاربة يَرُبْعَامَ، الذي أيضاً خرجَ ضدّه مع ضِعفِ هذا العدد من الجنود.

حَاول أَبِيَّا أن يَجعلَ المُتمردين يُدركون أنهُم لنْ يَنجحوا، لأنّ ٱلْمُلْكَ يَنتمي إلى عَائلة داوُّد، وسوف يُهزمون بسببِ تركهم للرَّبّ. لقد كانت تِلك المَعركة واحدةٌ من المَعاركِ الكُبرى التي وقعت على الأرض. وقامَ يَرُبْعَامَ، الذي كانَ خَبيراً في الحَرب، بِوضعِ خِطة: حيثُ وضع حِصاراً على يَهوذا، وبدا أنّ ذلك سَيؤمن لهُ النّصر. لكنَّ أَبِيَّا وشعبهُ صرخوا إلى القدير الذي سَمعهُم وضربَ إسرائيل ضربة قوية، وكان عددُ القتلى فيها كبيراً جداً وصَل إلى غايةِ: 500.000 رجل شجاع.

إنّ ما حدثَ في ذلك اليَوم هو مِثالٌ لجميع الذين هُم من الله. وبِغضِّ النظرِ عن عددِ الجُنود الذين يَقذفهم العدوُّ علينا، فإنّ الذين يخدمون الله، ولا ينكرون سِيادتهِ لنْ يُهزموا، لأنّ الله نَفسهُ يُحارب عنهُم. لقدْ حاولَ أَبِيَّا إقناعهُم بعدمِ الاستمرارِ في عِنادهم. وبَتذكيرهم بِالكهنوت الذي أقامهُ الرَّبَّ، والذي كانَ مَسؤوليةُ بَنُو هَارُونَ وَٱللَّاوِيُّونَ، لكنَّ إسرائيل اِعتبرته غير مُهمٍ، ونتيجةً لذلك، اِبتعدوا عنْ الرَّبِّ بدونهِ، وأصبحوا ضُعفاء وهُزموا في الحَرب.

الدرسُ الذي نَتعلمهُ نَحنُ من هَذا هو أنّ الذين يَقفون ضدَّ الذين أقامهم الله لإنجازِ عملهِ، هُم في الواقعِ يتمرّدون ضدَّ الإرادةِ الإلهيةِ. وتُعتبرُ خطيئةُ ٱلتَّمَرُّدَ ضدّ الرَّبِّ، مساويةٌ لتلك التي يَرتكبها أولئكَ الذين يُمارسونَ ٱلْعِرَافَةِ (1 صموئيل 23:15). إنّ جميعَ الذين يَتمرَّدونَ ضد الوصايَا الإلهية سوف يُهزمون. وفقط أولئك الذين لديهم الرَّبّ وبجانبهم ويُحافظون على وصَاياه، سوف يَحصلون على البركة (يوحنا 14: 21).

لا ينبغي لأحدٍ أن ينسى أنهُ عملٌ من الله، كمَا يُوضحُ حرفُ الجرِ "من" يَعني أن الرَّبّ هو الذي أمر بهِ. ومن يَسمحُ لنفسهِ بأن ينجرفَ "من" الشَّيْطان، صانع الانشقاقات، سوف يُهزم بالتأكيد لأنهُ سَيقاتلُ ضد قائدَ القواتِ السَماوية.

 

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز