رسالة اليوم

09/10/2018 - هَدفُ المَسِيحيينَ السَّامِي

-

-

 

ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي دَعَاكُمْ إِلَيْهِ بِإِنْجِيلِنَا، لِٱقْتِنَاءِ مَجْدِ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. (2 تسالونيكي 14:2)

 

إنّ رِسالتنا إلى جَميعِ الناسِ لا عِلاقة لهَا بما تُعلِّمهُ الأديان في جَميعِ أنحاءِ العالمِ. فهُناك خطأ كبير يَرتكبهُ المُبشّرون، الذين يذهبوا إلى أماكنَ مُتنوعة في الأرضِ، حَيثُ لا يَزالُ أتباعُ الإنْجيل أقليةٌ. وهَذا الخَطأ هو الارتباط بِرجالِ الدِّين، الذينَ يَدّْعونَ أنّهُم مَسيحيّون. هَؤلاء المُرسلون يَشعرونَ بِالخوف من العَداء المَحلّي، ومن أجلِ حمايةِ أنفُسِهم، فهُم يَرتبطون بِبعض "المُبشرين المَحليين المَسيحيين" الذين لا تُمثل المَسيحية بالنسبة لهُم سِوى الظاهر. وفي وَاقع الأمر، هُم لمْ يفهموا أنّ الرَّبَّ أمرنَا "لَا تُسَلِّمُوا عَلَى أَحَدٍ فِي ٱلطَّرِيقِ" (لوقا4:10) وهَذا يَجبُ أن نَلتزمَ بهِ. وإذا كان لدى هَؤلاء المُبشرين نفسَ المجدِ الذي كان في يسُوع، فإنهُم سَيكونوا مَحْميّون كمَا كان الرَّبَّ.

قبلَ أن نسمعَ كلمةَ الله كُنا مفقودين ولمْ يَكُن لنا أيُ أملٍ في الخَلَّاِص. ولكنْ بعد ذلكَ، اِستنارت حَياتُنا بِرسالةِ الصَّليبِ الحُلوة، وبفرحٍ آمنَّا، واِتخذنَا أفضلَ قرارٍ في حَياتنَا. ونتيجةً لذلكَ، اِنتهى أي سُلطانٍ كان للشَّيْطان عَلينا، وأصبحنَا جُزءاً من شعبِ الله.

وعلمَ الشَّيْطان أنهُ لنْ يكون قَادراً على تغييِر العملِ الذي قامَ بهِ رُوحُ الله من أجلنَا، ولذلك يسعى لتَحويلنَا إلى مُتعصبينَ دِينياً. وهَذا الأمرُ خطيرٌ جداً، لأنهُ بحدوثِ ذلك، فإننا سَنصلُ لإهمالِ وصايا العليِّ، ومن لا يَسمع ولا يَفي بأوامر الآب فهو لا يَحُبه، وبالتالي لا يُحبهُ الآبُ أيضاً.

إنّ دَعوتنا ليستْ لاستبدالِ دِينٍ بِدين. فنحنُ قدْ خرجنَا من مَملكةِ الظلامِ ونُقِلنا إلى ملكوتِ ابنِ الله (1 بطرس 2: 9). وعلاماتُ المَاضي لمْ تعُدْ موجودةٌ علينَا. وبالإيمان باسم يسُوع وبِتوجيهات الكلمةِ، يُمكننا أن نَفعل كُلَّ الأشياءِ التي فعلهَا مُخلِّصنا في أيام خِدمتهِ الأرضيةِ (يوحنا 14: 12).

يَجبُ عَلينا أن نَفهم أنهُ لتحقيقِ الانتصارِ في الإيمانِ هُناك شيءٌ آخر يَجبُ أن نَحصُل عليهِ، فلقد قالَ الرَسُول بُولس أنهُ يجبُ أن نَحصل على مَجدِ رَبنا يَسُوع المَسيح. وهَذا يَجبُ أن يُصبحَ هَدفاً لنا. إنّ نفسَ المِسحة التي كانت على مَلكِ المُلوك هي تحت تَصرُّفنا. ولقدْ ترك من أجلنا اِبنُ العليِّ صلاحياتهِ الإلهيةِ وجاءَ إلى الأرضِ ليكونَ إنساناً مِثلنا. والآن، إذا طلبنَا مَجدهُ، يُمكننا التّصرفِ بنفسِ الطريقةِ التي تَصرَّفَ بِها يسُوع.

سلكَ يسُوع بمجدِ سُلطان الله. وفي يومِ مَا وقف على القارب، الذي يَتأرجح وسطَ العاصفةِ، وأمرَ الريحَ والبحرَ أن يَقفا سَاكنين. وأطاعهُ الريحُ والبَحرُ بصَمتٍ. وأمر السيدُ المسيح أيضاً المشلول أن يَمشي، والأبكم أن يَتكلم، والأعمى أن يُبصر، والشَّياطين أن تَذهب بَعيداً، ولمْ تَكُنْ أبداً أوامرهُ مُستحيلةً. ويُمكن أن يَحدُث نفسَ الشيءِ مَعك: وسَوف تكونُ نِعمةٌ كَبيرةً عندمَا تَحصُل على مَجدِ الرَّبّ.

 

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز