رسالة اليوم

06/10/2018 - كَيفَ يُرِيدُ اللهُ أن يَراكَ

-

-

 

لِيَكُنَّ الْحَمَالُ الْعَظِيمَةُ لِلَّهِ فِي فَمِهِ وَالسَّيْفَ الثَّانِي لِيَدِهَا لِكَيْ يَقْدِرُوا الْخَطَارَ عَلَى الأُمَمِ وَالعُقَابَاتِ عَلَى الشَّعْب (مزمور 149: 6-7).

 

سَيكونُ الله مُحبَطاً جِداً عندما يَرى جُزء من شَعبهِ مَهزوماً في الإيمانِ. ويجبُ أن نَفهمَ أنّ الله القدير لا يُريد أن يَرانا نَبكي، أو نَلعن يوم مِيلادنا، أو نَنحني أمام العدوُّ، أو نشكو سوءَ النَّصيب. بل يُريدنا العليُّ أن نَكون مُنتصرين في كُلِّ معاركنا. وإذا كان العدوُّ يُسببُ لك أي ضررٍ، أو إذا كان يُسيطرُ على حَياتك بالشهواتِ المُحرمة أو يَضطهدكَ بأفكارٍ سلبيةٍ أو غيرِ أخلاقيةٍ، فأنت تَحملُ شهادةً سيئةً على إيمانكَ.

لكنْ، إذا عرفتَ من أنت في المَسيح واِتخذت مكانتك فيهِ، فالله مُستعدٌ لجعلِ التسبيحةِ العظيمة - التي لمْ يعَرفها أحد – أن تكونَ على شَفتيك. يُريدُ الآبُ السَماوي أن يُظهر نفسهُ في كُلِّ واحدٍ من أبنائهِ، ولهَذا فهو لنْ يسمح لكلمتهِ أن تَسقُط على الأرضِ. وسوف تكون مُتفاجئ بما يُمكنك القيامُ بهِ من أجل تمجيدِ ذلك الشخصِ الذي قدمَ لك هَذا الخَلاص العَظيم.

إن رَّبَّ الجنودِ لا يُريد أن أحد أبنائهِ يُضطهدُ أو تُهيمنُ عليهِ قوى الشرّ. فهو فقط يُريدُ أن يَراهم كجنودٍ للصليبِ، رَافعين الكلمةَ، التي هي أمضى من السَيف ذو حَدين (عبرانيين 4: 12). فجنرالنَا يُريدكَ أن تعمل، وتستخدم هَذا السيف، وهُو سلاحُ هجومٍ، وليس دفاع.

إنَّ الأديانَ ضَارةٌ، وهي تُسببُ أذىً كبيراً لنا. وتعلّمُ الكثير من الأشياءِ التي لا قيمةَ لها وتَتسبِّبُ بوقوع الكثيرِ من الناسِ في قبضةِ الأرواحِ الشرِّيرة، وتُحولهُم إلى ضحايا للخطيةِ عِندما يَتورَّطون في المُخدرات، وخِيانةِ الأمانةِ، والزنى، والشُذوذ الجنسي وأي شيءٍ سيءٍ آخر. ولكنَّ الخالقَ يَتوقُ لأن يرى جميع أبنائهِ يسعونَ لخلاصِ جميعِ الشُعوب. فمن غير المُمكن أن نقف مكتوفي الأيدي بينما يَعبرُ الزائرون الرُّوحيون - أي الأرواحُ الشريرةُ – لحياة الكثيرِ من الناس الأبرياء.

ليس من الجيدِ أن نُخيِّب أمل الرَّبِّ إيها الإخوةُ. ويَجب على الشياطينِ التي تُسيطرُ علي حيَاةِ كثيرٍ من الناسِ وتدمرهَا، أن تسمعَ التوبيخَ الإلهي من فمكَ. لذا لا تُهمل عَمل الرَّبِّ، ولا تسمح للشَّيْطان بتوريطك في أكاذيبهِ، ولا تنخدع بأي نوعٍ من الخطايا. ما يحتاجُ إليه كُلُّ ابنٍ لله هو أن يكونَ حازماً في الإيمانِ وأن يستخدم السّيفِ ذو الحَدين - فهو يَقطعُ في كلا الجانبين الرُّوحي والمَادي ولتوبيخِ عُملاءِ الجَحيم.

لقد دَفع الرَّبُّ يسوع ثمناً باهظاً لكي يُخلِّصنا من أعمالِ الشرِّ، لذلك نحن لم نعُد فريسةً سهلةً للعدو، بل وأصبحنَا به منتصرين في كُلِّ شيءٍ. ونحنُ نعلمُ أنَّ الدِّينَ يَكمنُ عندما نقبلُ تعاليماً لم يذكرها الكتابُ المُقدس، ولذلك عَلينا أن نَهرُب منها ونَكون مَا يُريدنا الرَّبُّ أن نكونهُ.

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز