رسالة اليوم

01/10/2018 - من اتَّقى ٱلرَّبِّ، اتّكَلَ عَلَيهِ

-

-

 

يَا مُتَّقِي ٱلرَّبِّ، ٱتَّكِلُوا عَلَى ٱلرَّبِّ. هُوَ مُعِينُهُمْ وَمِجَنُّهُمْ. (مزمور 115: 11)

مخافةُ الرَّبِّ هي أفضلُ شيءٍ يجبُ أن نَفعلهُ. لكنَّ القليلَ من المَسيحيين يَفعلون ذلك فعلاً. وربما تكون عزيزي القَارئ واحداً مِنهُم. ففي واقعِ الأمر، لا يَعترفُ أحد بأنهُ لا يخافُ الرَّبِّ العليِّ، ولكنَّهُ بالطريقةِ التي يَعيشُ بهَا، تدلُ على مَدى التقوى ومَخافةُ الرَّبِّ في حَياتهِ. حسناً، إن مَواقفنا تَجاه ما يُحذرنا منهُ الكتابُ المُقدسُ والدُروسُ والأوامرُ الواردةُ بهِ، يُحدِّد نوعَ العلاقةِ التي لنَا مع الآب. وأولئك الذين يَخشونهُ ويَحترمونهُ حقاً، يعيشونَ حَياةً فاضلة.

لنتحدّث بِشكلٍ مُباشر: إنّ الذين يَخشونَ الله، يَثقون بهِ أيضاً. وعِندما يَتعرضونَ لضغطٍ ما من خِلالِ الشَهوات، يَظهر مَا إذا كانوا يُحبونهُ أم لا. وبِغضِّ النظر عن المحنةِ التي تمُرُّ بها: فإذا كُنت تَتقي الرَّبّ، فلنْ تَرضخ لها أبداً. ومن ناحيةٍ أخرى، إن الذين يقعون فريسةً للشهواتِ يُثبتون أنهُم لا يَثقونَ في الرَّبِّ. قدْ تكونُ الشَّهوةُ مرضاً على المَدى الطويل، ويقولُ بعضُ الناسِ أنه لا يوجدُ علاجٌ، ولكنْ إذا وضعت ثِقتك في الله، سوف تَخرُج من المِحنةِ كما فعل إبراهيم الثَابِت. و "إسحاقُكَ" سَيأتي في الوقتِ المُناسب، عِندما تثبُت في إيمانكَ وتَثِق فيما يَقولهُ الله لك.

يُوضح مَوقفكَ وقتَ التَجربةِ مَا إذا كُنت تَثقُ في الله أم لا. وأولئك الذين يقبلونَ الحُلول البَشرية، ويَستسلمون للخَطية، ولا يَهتمون لطلبِ وجهِ الآب، هُم لا يَتقونهُ. ولا يُمكن لأحدٍ أن يَسعى إلى الرَّبِّ، ويَخافهُ ويُطيعهُ إلا وسيُحقق قصدهُ في حَياتهِ.

والدليلُ على أنّ لديك القليلُ من التقوى، هو من خلالِ الطريقةِ التي تَعيشُ بها. ولا يَستطيعُ أن يُساعدكَ أولئكَ الذينَ لا يُؤمنون بهِ. ومن خلالِ التَجاربِ الصَغيرة، والإغراءاتِ البسيطةِ والقضايا التي يعتبرها الكثيرون غيرَ مُهمةٍ، نُثبتُ فيها نحن ما هي عِلاقتنا بالآبِ. ومن يَثقُ في الرَّبِّ، لنْ يتوقف عنْ مُساعدتهِ في وقت التّجربةِ وحين تهاجمه قوى الشرّ أو تُهاجم أحباءَهُ.

كم شكلٍ من أشكالِ الشرّ قد دخلَ حَياتكَ؟ وهذا يَدلُّ على أنّ الله لمْ يَكُنْ دِرعُكَ. حسناً، إنّ من يخافُ الرَّبَّ يَحترمُ قولهُ، والذين يَحترمونهُ لا يقبلونَ أيَّ اقتراحاتٍ أو اِستفزازاتٍ من العدوُّ. وفي أولِ إشارةٍ للخطيئة، يَبدأ المَسيحي بالصلاةِ ويُنذر بِأنهُ سيستخدمُ قوَّة الله. فمعَ المَسيح، لا توجدُ مُشكلةٌ تتركُ دُون حلٍّ.

ابحث في الكتابِ المُقدّس وانظر إلى الأمثلة على أولئكَ الذين خَدموا الله، ووثقوا بهِ وأثبتوا أنهُم يَخشونهُ حقاً. وسَيحدثُ نفسُ الشيءِ معك. ويُمكن أن تتغيرَ حياتك في اللحظةِ التي تُقرر فيها العملَ بكلمةِ الله. ولكنْ عندما تَستمر في الصَّلاة دون الاعتمادِ الكاملِ على ما هو مَكتوبٌ في الكتابِ المُقدسِ، وتنتظر أن يحدُث شيء، دُون إيمانٍ حقيقي في قلبكَ، يُمكنك أن تتأكد أنهُ لا شيءَ سوف يَحدُث. لأنهُ فقط الذينَ يحترمون مَا نطقت بهِ شِفاهُ الرَّبِّ، يَنتصرون على جِيوشِ الشرّ.

 

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز