رسالة اليوم

29/09/2018 - التِلَمِيذُ المُتَردِّد

-

-

 

"قَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنْ تَلَامِيذِهِ، وَهُوَ أَنْدَرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ: 9«هُنَا غُلَامٌ مَعَهُ خَمْسَةُ أَرْغِفَةِ شَعِيرٍ وَسَمَكَتَانِ، وَلَكِنْ مَا هَذَا لِمِثْلِ هَؤُلَاءِ» ؟" (يوحنا 6: 8-9)

أظهرَ أَنْدَرَاوُسُ فضيلةً هامةً في اليوم الذى أكثرَ فيه الرَّبّ يسُوع الخُبز والسّمك، وهي: أنهُ عرفَ مَا يدورُ من حوله، عِندما عَرف أنّ هُناك صبيٌّ معهُ بعضُ الطعامِ. ولكنهُ عندمَا سأل " وَلَكِنْ مَا هَذَا لِمِثْلِ هَؤُلَاءِ ؟" أظهرَ أنهُ لم يكن "مُتماشياً" مع مَا يُمكن أن يفعلهُ الرَّبّ.

ولذلكَ، فمن المُهم أن نَكون مُدركين للواقعِ من حَولنَا، مثل بَعض الشُرور التي تُسيطر على بَعض الناس، وما يفعلهُ الأشرار، وفرصِ العمل، والتقنياتِ الجديدة المُستخدمةِ في الزَراعةِ مثلاً، وأيضاً ما يَتعلق بَالقضايا الاقتَصادية. فيجبُ أن يكونَ رجالُ الله دَاخل الحَلقة ولكنْ دون أن يُثرثروا كثيراً.

حَسناَ، إنّ الذينَ لا يَعيشونَ في شَركة مع الله العليَّ، من خِلال القِراءةِ في الكلمةِ والصَلاة، لا يَفهمونَ لماذا تَحدُثُ بعضَ الأشياءَ لأشخاصٍ مُعينين، أو لا يُلاحظون أحياناً أنّ الرَّبَّ يُوجههم للحديثِ مع شخصٍ ما حولَ موضوعٍ مُعينٍ. ومن ناحيةٍ أخرى، فإن الذين يَعيشونَ في محضرِ العليِّ ويَطلبون أن يَستخدمهُم لنْ تفوتهُم أيُّ فرصةٍ. وهؤلاء الأشخاصِ هُم مثلُ أنبياءِ الرَّبّ الذين عَملوا في الماضي.

وممّا لا شك فيهِ أن معرفةَ التفاصيلِ المُتعلقة بالأشياءِ الطبيعية أمرٌ جيدٌ. ونحنُ حقيقةً لا نعرفُ كيفَ أكتشفَ هذا التلميذُ أَنْدَرَاوُسُ أنّ هُناكَ صبياً صغيراً معهُ أرغفةَ خُبزٍ وسَمك. ولكنَّ خادمَ الرَّبِّ عَرف بالضبط كميةَ الطعامِ التي كانت مع ذاك الصَبي، والتي رُبما كانت غِذائهُ الخَاص أو ليَبيعها ويُساعدَ بها في مَصاريفِ أسرتهِ. فتأكد أخي من أن تكونَّ دائماً لديك مَعرفةٌ بالأشياءِ من حَولكَ، لأنّ العليِّ يُريدُ أن يَستخدمكَ بالتأكيد. فكيف سَيوجهُ الرَّبُّ أيّاً من أبنائهِ لشراءِ قطعةِ أرضٍ، وسَيستطيعونَ اِستثمارهَا إذا لم يَكونوا مُهتمين بالزراعةِ؟ ويَنطبقُ نفس الشيءِ على أي عَملٍ آخر.

شَعرَ أَنْدَرَاوُسُ بأنّ الأرغفةَ الخَمسةَ والسَمكتين لنْ تُطعم هَذا الحَشد، وذلك نَتيجةً لأنه لم ينتبه لمَا كانَ ينوي الرَّبّ فعلهُ. حَسناً، لقدْ كانَ يسوع يَعلم مَاذا سَيفعل، وكلّ ما كان يَحتاجُ إليهِ هو أن يُقدِّم لهُ هَذا الصَبي طعامهُ، حتى يَتمكن من إنجازِ العَمل. وبِالبركةِ، سَيكفي هذا القليل من الطعام للكثير من الناس، لذا يجبُ علينا ألّا نجهلَ أبداً مَا يَستطيعُ الرَّبُّ فعلهُ عندما نثقُ بهِ.

قد تبدو لنا بعضُ الأمورِ مُستحيلةٌ في كثيرٍ من الأحيانِ، ولكنْ إذا تَبعنا التوجيهاتِ السَّماوية، سوف نكونُ قادرينَ على إنجازهَا. مُنذُ العُصورِ الأولى حَول الرَّبُّ الإله النَساءَ العَواقِر إلى أُمهات. وفي يومٍ من الأيامِ، أعلن أن العَذراءَ ستحملُ، وعندما حان الوقت لذلك، نَفذ كَلمتهُ. يَزرعُ اللهُ البذرةَ وفي اللحظةِ التي نُؤمن بهِ فيهَا، يُنفذُ ما وعدنَا بهِ. فَكُن "مُستيقظٍ" وسَيستخدمُك الرَّبّ.

إنّ الرَّبَّ القدير هو إلهُ المُعجزاتِ. فلقد كانَ هو من أمرَ مُوسى بالتوقفِ عنْ الصَّلاةِ وإخبارِ الناس بِالمُضي قُدماً. ولذلكَ، عندمَا أطاعَ مُوسى وضربَ المِياه، اِنقسم البَحرُ وعبرَ إسرائيلَ على أرضٍ جَافةٍ (خروج 14: 21-22). وفي حَالةِ مُضاعفةِ الأكلِ هَذهِ، كانت المَعلوماتُ التي قدمهَا أَنْدَرَاوُسُ مُهمةٌ للغاية. وأدعوكَ أنتَ أيضاً، وبِنفس الطريقة التي كان بهَا هَذا التِلميذُ جَاهزاً للمُساعدة، لا تُفوت فُرصتكَ للعملِ سَوياً مع الرَّبِّ.

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز