رسالة اليوم

28/09/2018 - قرارٌ حكيم

-

-


فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا الشِّبَاكَ وَتَبِعَاهُ. (متى20:4)


سارَ يسوعُ على الشَّاطئ - وهو مكانٌ للاستجمامِ لبعض النّاس ومعيشةٌ للآخرين. واليوم يواصلُ الله السَّيرَ قريبًا جدًا من الأنشطة البشرية من أجلِ تحقيقِ هدفه ومساعدة المحتاجين ودعوة الآخرين لإنجازِ شيءٍ أعظم. ومن يسمع صوتَ الله يجب أن يستجيبَ فوراً.

من الواضح أنّه وُجِدَ هناك أشخاصٌ يؤدّون مهامَ مختلفة في ذلك المكان، لكنَّ يسوعَ اختار الأخوين بطرس وأندراوس وذاك قد سَرَّ العليِّ. لقد كان قرارًا من قِبَل الله الخالق القدير الذي حدَّد ذلك اليوم لدعوة هؤلاء الرِّجال. طوبى للذين يفهمون الدَّعوة الإلهية ويستجيبون إليها. لكن للأسفِ، الكثيرون منهمكون في أمورِ العالم لدرجة أنّهم لا يستطيعون سماع صوت الربِّ. كما أنه أمرٌ مؤسفٌ جداً لآخرين يسمعون دعوة الله القدير لكنَّهم لا يقبلونها، ببساطةٍ لأنَّهم يفضِّلون أن يفعلوا ما يرونه الأفضلَ لهم.

تُعلن الكلمة أنَّ بطرسَ وأندراوس كانا يلقيان الشِّباك لأنّهما كانا صيادَين. لم يكونوا في إجازةٍ أو يمارسون هواية، بل كانوا يكسَبون خبزَهم اليومي عن طريق الصَّيد. يدعو الله الأفراد الذين ينخرطون في نشاطٍ ما دائماً، والأذكياء يقولون "نعم" للربِّ. لكنَّ آخرين يفتقرون إلى البَصيرة، وبالتالي يتجاهلون دعوة العليِّ أو يؤجّلوا هذه القضية لوقتٍ لاحقٍ.

دعا السَّيد هؤلاء الرِّجال للقيام بشيءٍ أكثر نُبلاً وأهمية وثمراً. وذات الشَّيء حدث لي ولجميع الذين تمَّت دعوتهم للخدمة. وبناءً على دعوة الله نُظهر مكنونات قلوبنا. لقد رأيت الكثيرَ من الناس يتّخذون القرار الحكيم، لكنَّني مع الأسف شاهدتُ أيضاً البعضَ يحتقرون أعظمَ وأكبرَ دعوةٍ يُمكن للإنسان أن يتلقّاها في حياتهِ كلِّها.

لم يفكِّر بطرسُ وأندراوس مرَّتين فتركا شباكَهما على الفور. هذا ما يجبُ على الجميعِ فِعله. بغضِّ النَّظر عن الدَّور الذي نلعبه أو كيف سيبدو مستقبلنا الوظيفيّ: يجب أن نستجيبَ في أقربِ وقتٍ ممكنٍ إن سمِعنا صوتَ الله يكلِّفنا بمهمَّة. أمَّا الذين يَسعَون إلى حلِّ قضاياهم الشَّخصية أولاً ثمَّ يستجيبوا للربِّ، فلن ينجحوا أبداً. والذين يتهاونوا في البدء بعملِ "العليِّ" ليس لديهم أيِّ فكرةٍ عمَّا سيفقدونه.

إنَّ الصَّيادين في (متى4) لم يتركوا شباكَهم فقط بل تَبِعوا يسوع أيضاً. والضَّربة الموفقة للشَّيطان هي أن يتسبَّب لهؤلاء الذين كلَّفهم الربُّ بعملهِ أن يقوموا به بلا مبالاةٍ. كما يسمحُ الكثيرون للجشعِ بالسَّيطرة عليهم عندما "يقبلون" القيامَ بعملِ الربِّ شريطة أن يكونوا قادةً في الكنيسة. إخوتي: الشَّيءُ الجيِّد هو أن تكون خادماً في كلِّ شيءٍ دائماً.

ممَّا لا شكَّ فيه أنَّ بطرسَ وأندراوس لم يندموا أبدًا للقرار الذي اتَّخذوه، فالذين يقولون "نعم" لخطة الخالق لن يُعوزهم شيء. سوف يهتمُّ الله بكلِّ التفاصيل طالما أنَّ الخادمَ يذهب إلى حيث يقولُ له أن يذهبَ ويفعلَ ما يحدِّده فقط.


محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز