رسالة اليوم

26/09/2018 - احْكُمُوا حُكْمًا عَادِلاً

-

-

 

لاَ تَحْكُمُوا حَسَبَ الظَّاهِرِ بَلِ احْكُمُوا حُكْمًا عَادِلاً». (يوحنا24:7)

 

 

نحتاجُ إلى الاهتمامِ بكلِّ ما نقومُ به لأنَّ جميع القرارات التي نتَّخذها أو الكلمات التي نقولها ستُؤخذ بعين الاعتبار في القضَاءِ. لذلك عند مواجهة أيِّ ظلم قد ننزعجُ أو نغضبُ، ولكن بعد ذلك بوقتٍ قصير يجب إزالة الغضبِ من قلوبنا.

 

عندما نقع ضحيةً لكذبةٍ ما، فإنَّ الرِّغبة في الانتقام أو أيّ شعور سيِّئ آخر قد يراود عقولنا. حتى هذه الَّلحظة لم نخطئ لأنّنا نعلم أنّ التجربة بحدِّ ذاتها ليست خطية- وفي النهاية، يسوع نفسه قد جرِّب ولكنّه لم يخطئ (متى 4). بأيّة حالٍ نُحاسَب عندما نستسلمُ للإغواء. لذلك يُنصَح دائمًا بالتفكير مليًا قبل اتخاذ أيِّ إجراءٍ لأنّه إذا لم يكن ذلك وفقًا لما تعلنه لنا كلمة الله، فسوف نلحق الأذى بأنفسنا.

يُخبرنا الربُّ ألَّا نحكم حسَب المظهر. فقد تشيرُ جميع الأدلّة إلى شخصٍ معيَّن أنه متَّهم بارتكابِ ذنبٍ ما، ولكن لأنّ روح الله فينا، فإنَّنا نعرف من يقف وراء هذه الأشياء. نفس الرُّوح يعلِّمنا أنَّ الشَّيطان هو الذي يحرِّض النَّاس على أذيتِنا ثمَّ يقودنا إلى كراهية الذين اعتدوا علينا ويدفعنا لتحقيق العدالة بأيدينا.

 

والآن، إنَّ العدالة الصَّالحة هي الإعلان الذي يعطينا إيّاه الربُّ للقراءة والتأمل والإستماع من خلالِ كلمته. لذلك عندما نواجه مشكلةً ونحتاج إلى اتخاذ قرارٍ، علينا الرُّجوع إلى الكتاب المقدَّس: والفهم الذي نحصلُ عليه سيكون بمثابةِ سماع صوت الله.

المحاكمة العادلة لا تخطئ أبداً. على سبيلِ المثال عندما امتلك داودُ علاقة غير شرعية مع بثشبع، لم يقلْ الربُّ أنه لم يرَ خطيته. وقد كان داود ملك إسرائيل رجلًا حسبَ قلب الله، ورغم ذلك أظهر له العليُّ أنه كان على خطأ (صموئيل الثاني 11-12). واليوم لا يزال أبانا يتصرَّف بنفسِ الطريقة، ومن لا يريد أن يشعرَ بالحرج يجب أن يهربَ من الخطأ لأنّ الذين يرتكبون التجاوزات سيدفعون ثمناً باهظاً. لذا، احرص على ألّا تشعر بأنك مميَّز، فبسبب هذا الشّعور قد ارتكبَ الكثيرون الأخطاء، واليوم يعانون من ذكرياتٍ مريرة.

 

من الأفضل عدم الخضوع لمقترحات الجحيم. بالموافقة على العدالة الإلهية لن نتعثَّر في أيٍّ من أفعالنا. وإن وُجِد لديك رغبات خبيثة، اذهبْ مسرعاً مصلياً إلى الآب واعترف بعَجزك على مقاومة التَّجربة. اطلب منه أن يغفر لك ولا تسمح للشِّرير بأن يسكنَ في عقلك. لأنَّ الله يحبّنا حقاً، فلن يفشل أبداً ولن يسمحَ لأيٍّ من أولاده أن يسقط.

 

من السَّهل العيش بدون أيِّ تأثير ٍللعدوّ: كلُّ ما عليك فعله هو أن تحترم الربَّ الذي تبوّأت كلمتُه المكان الذي تركه يسوعُ عندما صعد إلى السَّماء. لذلك، تحت أيِّ ظرفٍ من الظروف، اثبت بما هو مكتوب فيها لأنّ إعلان الله هو الحكم الصَّالح!

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز