رسالة اليوم

20/09/2018 - محبّةٌ مؤقتة

-

-

كَسَحَابِ الصُّبْحِ، وَكَالنَّدَى الْمَاضِي بَاكِرًا. (هوشع4:6)

استمرَّ اسمُ القبائل العشرة المنفصلة باسمِ إسرائيل أيّام العهد القديم بسبب الثَّورة التي قادَها يربُعام، ولكنَّها كانت تُعرَف أحيانًا باسمِ إفرايم، الذي كان اِسم أحد الأسباط الذي كوَّن هذه المَملكة الجديدة – وقد كانت هذه المَملكة غير أمينة لله. في المقابل بقي سبطي يهوذا وبنيامين جنباً إلى جنبٍ، والذين شكَّلا مملكة يهوذا أكثر أمانة له. ورغم ذلك بما أنَّ المملكتين لم تفعلا إرادة الله كما ينبغي، كانت الرِّسالة التي قدَّمها النَّبي هوشَع بمثابة تحذيرٍ لكليهما.

 

غَضِبَ اللهُ القديرُ من منفيي إسرائيل لأنّهم أصبحوا مشعوذين و وثنيين، بالمناسبة قلَّة منهم، كانوا مهتمَّين بخدمة إله آبائهم. بالحقيقة ما حصل في الأرض التي أعطاهم الربُّ إيّاها خلال حكم كلِّ ملوكِهم تقريباً كان أمرٌ لا يُصدَّق. حيث عَبَدَ قادتُهم آلهة الأمم من حولهم بدلاً من أن يكونوا قدوةً حسنة. لذلك في ضوء هذا الوضع، استخدم الله هوشع ليسأل ما يجب فعله بتلك القبائل. وللأسف لم يأخذوا تحذير الله مأخذ الجدّ، ونتيجة لذلك لم يستعيدوا مكانتهم كشعب الربِّ مرةً أخرى.

 

لم يكن ملوك يهوذا وأغلبية شعوبهم مخلِصين حقاً للربِّ دائماً. بدأوا بتقليد الإسرائيليين وبمرور الوقت فعلَ بعضُهم نفس الأشياء أو حتى أسوأ من تلك التي يرتكبها حكام إسرائيل الحمقى. على الرُّغم أنَّ الله أقام أنبياءً لتحذيرهم بشأنِ أهمية المبادئ الإلهية، لكنَّ العديد من هؤلاء الملوك اضطهدوا خدَّام الربِّ الذين أُرسِلوا لتحذيرهم من خطأهم. ونتيجة لذلك، فإنَّ الله القدير سوف يعاقب مملكة يهوذا بطريقة لا تُنسى.

 

في الواقع، كان الحبُّ الذي تمتَّع به كِلا الشَّعبين لله سريع الزَّوال - واليوم في وسطنا، كثيرون يتصرَّفون بنفس الطريقة، أو حتى أسوأ من ذلك! هؤلاء الناس، يحبون الربَّ فعلاً عندما يعانون من أيِّ شيء يستعبدهم أو يعذّبهم، ولكنَّهم يعودون لممارساتهم القديمة ويتخلَّون عن الحقيقة عند أوّل فرصة. الآن أولئك الذين يتصرَّفون بهذه الطريقة، سيدركون أنَّ وقت الحِساب سيأتي أسرع ممَّا يعتقدون تماماً مثل شعب إسرائيل وشعب يهوذا!

 

من يحبُّ الله حقاً هو فرحٌ دائماً ومستعدٌّ للقيام بإرادة الله مهما كانت الظروف. ولكن بالنِّسبة للكثيرين، ما أن يُحجَب ضوء الشَّمس فإنّهم يبتعدون عن الربّ؛ بالنِّهاية محبتهم له عابرة لذلك سرعان ما ينخرطون في أعمالهم الخاصَّة. وهكذا فإنَّ الذين يتركون الآبَ سوف يصرخون بمرارة يوماً ما لكنَّ أنينهم لن يفيدَهم. أولئك الذين يستسلمون للخطيئة سيُربطون مع تلك الشَّياطين القذرة التي التزموا بها وسوف يُلقَوا معاً في لهيب الجحيم الأبدي (رؤيا 21: 8).

 

 

 

محبتي في المسيح

د. ر.ر. سوارز