رسالة اليوم

19/09/2018 - أطِعْ من القلب

-

-

التَّعْلِيمِ الَّتِي تَسَلَّمْتُمُوهَا. (رومية17:6)

 

تسبَّبت الخطيئة في تلفِ البشرية تمامًا. ومع ذلك، كان العملُ الذي أنجزَه المسيحُ لنا عظيماً لدرجة أنّه أعادَنا بالكامل. وهذا يعني أنَّنا نحن الذين قبلنا يسوع في قلوبنا، إلى جانب نوالنا الخلاص، لم نعدْ كائنات غير كاملة بعيدين عن فرصة العيش في محضر الله. ولكن لتحقيق هذه الغاية، ما علينا إلّا إطاعة التعليم الذي تمَّ تسليمه لنا حتى نتمتّع بكل ما يذخره أبينا لنا.

 

أولئك الذين لم يتغيَّروا حتى الآن هم عبيدٌ للخطية، ونتيجة لذلك ليس لديهم أيّ فكرة عمَّا يفقدونه؛ فالتّعدي الذي قد يمنحهم المتعة أمرٌ مؤلم ولا يجلبُ لهم السَّعادة الحقيقية. ولأنّهم يخدمون العدوَّ، فلا يستطيعون التّوقف عن التّفكير في الأشياء الشِّريرة، وهكذا ينتهي بهم الأمرُ إلى فقدانِ ما يقدِّمه الله العليّ لجميع الذين يطيعونه.

إنَّ التعليم الإلهي السَّليم هو أفضل فلسفةٍ للحياة، يجب إعتمادها من قِبَل جميع النّاس. في جوهرها لا يوجد سوى الأشياء الجيِّدة والمكافأة أفضلُ بكثير دائماً من أيِّ عرضٍ يقدِّمه العدوُّ. توفِّر لنا مبادئ الربِّ عقلًا نقيًا وقلبًا هادئًا. إذا اتّبعنا التَّوجيه السَّماوي فإنِّنا لن نشعرَ بالضَّجر من أيِّ هجمةٍ جهنّمية على حياتِنا لأنه لا يوجد إدانةٍ لنا، فنحن قادرون على مواجهة الشَّر مع اليقين أنّنا سوف نخرجُ منتصرين.

إنَّ سرَّ طاعة الربِّ بشكلٍ صَحيحٍ هو أن تفعل ذلك من القلب، لأنَّه لا يُعطي مجده لآخر. يعلمُ الله القديرُ دوافعَنا حتى قبل أن نفتحَ أفواهنا (مزمور 139: 4). فهو لن يقبلنا إن كان لدينا ذهنٌ مجزّأ أحياناً، أو لم نضع قلوبنا بين يديه، ناهيك عن معرفته. فما يهمّ في العالم الرُّوحي هو ما يحدث داخلنا. لذا يجب أن تكون النَّعم على شفاهِنا دائما "نعم"، و الّلا "لا" وما زاد على ذلك فهو من الشِّرير (متى37:5 ، يعقوب 5: 12).

 

قدَّم لنا الخالقُ هذا الشَّكل من التّعليم المسجَّل في كلمته بعدما فعل ما هو ضروريٌّ لخلاصِنا. فكلُّ ما يحتويه الكتابُ المقدَّس هو لتوجيهنا ونجاحِنا. فإذا تجاهلنا مبادئ الربِّ - أو إذا عرفناها وفشلنا في تطبيقها في حياتِنا - فسوف نُحرَم من الفُرصِ التي لا يجب أن نخسرَها أبداً.

 

أحد الدّروس المستقاة من هذه الآية في رسالة رومية هو أنّه حتى بعد تجديدنا، سوف نعاني من آثار الخطيئة إذا ارتكبنا أيّ سوء تصرّف، وبالتالي سنُعاق من أن نحيا حياةً طبيعيةً وكريمةً، وغفران الربِّ يستعيد حقوقنا تماماً!

 

محبتي في المسيح

 

د. ر.ر سوارز