رسالة اليوم

18/09/2018 - سَتَكونُ لمنْ خَادِماً؟

-

-

 " لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ ٱلَّذِي تُقَدِّمُونَ ذَوَاتِكُمْ لَهُ عَبِيدًا لِلطَّاعَةِ، أَنْتُمْ عَبِيدٌ لِلَّذِي تُطِيعُونَهُ: إِمَّا لِلْخَطِيَّةِ لِلْمَوْتِ أَوْ لِلطَّاعَةِ لِلْبِرِّ؟"(رومية 16:6)

إنّ الواقعَ من حَولنَا قاسٍ، لأنهُ في العالمِ الرُّوحي لا يُوجدُ شيءٌ غيرهُ: فإمَا أن نَخدمَ الله أو الشَّيْطان. ولكنْ، خِدمةُ الله هي أفضلُ شيء يُمكننا القيامُ به لأننا بِذلك سَنمتلكُ كُلَّ البركاتِ التي لديهِ. ومن نَاحيةٍ أخرى، إن أولئكَ الأشخاصَ الذينَ يخدمونَ الشَّيْطان يُخدعُون كثيراً أنفسهم. لأنهُ يَحثُ البشرَ على ارتكابِ الخَطايا، وهَذا ليس مُربحاً على الإطلاق. وكُلَّ الناسِ يَستمدونَ المُتعةَ القذرةَ التي لا تُبهجُ قلوبهمُ، بل تَفضحهُم وتَجرهُم إلى أكثرِ الأفعالِ شراً، والتي ألفها الشَخصُ الذي لا يَفعل شيئاً سوى الضرّر. ففي الخَطيئة لا يُوجدُ سوى الخِداع، ولا أحد سَيحظى بالسلام والسَعادةِ في مَملكةِ الظلمةِ.

إنّ خُدامَ الرَّبِّ يَتمتعونَ بِامتيازِ عظيم لأن قوُّة خَالقِ السَماءِ والأرض تَحتَ تصرُفهم. وهذا يُتيحُ لهؤلاءِ الأشخاص أن يَعيشوا حَياةً هادئةً وصَالحةً ومُباركة؛ وهم مَحميونَ بِالسُلطة التي من فوق، وكُلُّ ما هُم بحاجة إليهِ من الله هو لهُم. وباختصارٍ أكثر، فإن أولئكَ الذين ينفذونَ الخطةَ الإلهيةَ يُصبحونَ سُعداء تَماماً ويُنجحونْ.

إنّ عُروضَ العَدوُّ، إلى جَانبِ كونِها غيرَ صَحيحةٍ، فهي أيضاً حِيلٌ لجَذبِ أولئكَ المُتسرعين. وجميعِ الذين آمنوا بهِا اكتشفوا - عندمَا فواتَ الأوان - إن كُلَّ ما حَصلوا عليهِ من الشَّيْطانِ هو الخسارةَ. يعطي الشرِّير للنَاس لحظاتٍ مؤقتةٍ من المُتعة التي سَتنتهي بعدَ وقتٍ قصيرٍ. والله يَقولُ في الكِتابِ المُقدس: لِأَنَّهُ بِسَبَبِ ٱمْرَأَةٍ زَانِيَةٍ يَفْتَقِرُ ٱلْمَرْءُ إِلَى رَغِيفِ خُبْزٍ (أمثال 6: 26). فويلٌ للذينَ يقبلونَ خدمةً من العدوُّ لأن الخَسائرَ سَتكونُ كبيرةٌ جداً.

يُحذرنَا الكِتابُ المُقدس من عدمِ قبولِ أي شيء من العَدوُّ. أولئكَ الذين يرفضونَ كلمة الرَّبّ يَخسرون الحِماية الإلهيةِ، ونتيجةٌ لذلكَ، يَقعونَ فَريسةٍ لأفعالِ الشَّيْطان. إن الغرضَ من اِقترابِ الشرَّ مِن شخصٍ مَا، هو فقط لقتلِهِ وسَرقتهِ وتدميرهِ (يوحنا 10: 10 أ). فلا يُخطئ أحد: لأن أولئكَ الذين يَقبلونَ أي اِقتراحاتٍ من الشَّيْطانِ سَيدفعونَ الثمنَ بَاهظاً، والأسوأ من ذَلك، سَيُحرمونَ من نِعمةِ الله.

يجبُ أن يَكونَ خُدامَ الخَطيئةِ مُدركين جَيداً أنهُم سَيرثون المَوت، فهو طَبيعةُ الشَّيْطانِ. الذي يُذعن للخطيةِ، مَهما كان صَغيراً، يُصبحُ عبداً لأسوأ شَخصٍ موجودٍ في عَالمِ الشرِّ - الرئيس نَفسهُ، الشَّيْطان. إنهُ لا يَرحم، وشرير، وليس عندهُ رأفة بأحد. ففي قلبهِ لا يُوجد المَحبة والرحمةِ والرأفةِ أو أيٍ من الصفاتِ الحسنةِ الأخرى، ولكنْ الشرّ فقط.

الآن، أنظر مَاذا سَيحدُث لخُدمِ الله: سَوف يَبَرقونَ إلى الأبد. والذين يُؤمنونَ بِالرَّبِّ لا يُخيب ظنهُم أبداً. فإذا كُنتَ من الله، اِبدأ في الاستمتاعِ بِكُلِّ ما وعدكَ بهِ الرَّبّ. وكُنْ قويا ولا تَقبل أي مُعاناةٍ. حَقِّق أحَلامك.!

 

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز