رسالة اليوم

13/09/2018 - الخَطِيئةُ لنْ تَسُودكُم

-

-

 " كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا ٱحْسِبُوا أَنْفُسَكُمْ أَمْوَاتًا عَنِ ٱلْخَطِيَّةِ، وَلَكِنْ أَحْيَاءً لِلهِ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا ". (رومية 6: 11)

يَستخدمُ الشَّيطانُ مَواقفَ مُختلفةٍ لإبعادنَا عنْ الحُضورِ الإلهي. ومع ذَلك ، يَجبُ ألا نخافَ من استراتيجياتهِ لأننا لمْ نَعُد تحتَ سَيطرتهِ، بل نحنُ تحتَ النعمةِ الإلهية. ولذلكَ، إذا كان هُناك ضَعفٌ في قلبكَ، فإن العدوُّ سيرى ذَلك وسَيقتربُ منكَ خِلسةً، ويُوقظُ اهتمامكَ بِالخطيئةِ. ويُمكن أن يَلفت انتباهك إلى شيءٍ غير لائقٍ في كلمةِ الله. فماذا سَتفعل في هذهِ الحالة؟ الشيءُ الصحيح الذي يَنبغي فعَلهُ هو تنفيذُ ما نَتعلمهُ من هَذهِ الآية: فَيجبُ أن نَحسب أنفسنا أموتاً عنْ الخطيئةِ، وبالتالي، عن شهواتِ الجَسد.

مُنذ اللحظةِ التي مَات فيها الإنسانُ الوحيد الذي لمْ يفعل خَطيئة، من أجلِ تعديتنا وأصبحَ خطيئةً لأجلنا، وحررنَا من كُلِّ ذنوبنا وآثامنا. وهَذا لأن المَسيح حمل أثامنا جميعهَا على صَليبِ الجُلجثة. ومن هَذا المُنطلق أصبح لدينا الحقُّ في المُطالبةِ بِحقوقنا فيهِ. فَإِنَّ ٱلْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ ٱلْخَطَايَا، لمْ يعُد يجبُ عليه أن يَموتَ من أجلِ أي شَخصٍ (1بطرس 3: 18)، لقدْ حرَّرنا موتَ يسُوع عنَّا من كُلذِ أنواع المُعاناة، وذلك حتى نَستطيع إعلانَ أننا أحراراً من فخاخِ العدوُّ إلى الأبد. وعِندما تأتي أي شَهوةٍ على حَياتك، أو إذا كانَ العدوُّ يُريد أن يُظهر لكَ أنك في يدهِ لتقوم بشيءٍ خاطئ، قُل لنفسكَ أنكَ مَيتٌ عنْ كُلِّ الذنوبِ والخَطايا، وأرفض أي كذبةٍ نَسجها سيدُ المُكر. فلأننا قدْ مُتنا مع المَسيح، يجبُ علينا ألا نسمح لأي اقتراحٍ من الشرير أن يجد مكانهُ داخلنا. والإعلان الذي فيهِ نحنُ نموتُ عنْ الخَطيئة، يُحررنَا من أي عِقابٍ. وما عَليك فِعلهُ هو الاعتراف بِتجاوزاتكَ وتَجنبِ أن تُحمل بعيداً عنْ طريقِ أبو الكذاب (يوحنا 44:8).

لاحَظ أن العَدل الإلهي لا يُخبرنا بأن نعتبر أنفسنَا أمواتاً فقط عنْ الخَطيئة - وهذا ما يَعني أننا لنْ نستجيب لنَداءاتِ الشرّ - بل إنهُ يُرشدنا لأخذ القرار بأن نكونَ أحياءً لله، وهو ما يَعني أننا قادرونَ على وضعِ القوةِ السَماويةِ في العمل. وكما أن المَوتى لم يَعودوا بَحاجةٍ إلى دَفع أي فواتير، فليس علينَا أن ندفع مَا ندينَ بهِ للعدوُّ لأنهُ فعلَ إرادتهِ في المَاضي! ولكنْ، من الضروري أن نُصدقَ ونَعتبر أنفسنَا قادرينَ على إنجازِ الخِطةِ الإلهية.

إن حَصر نفسك حياً بالله هو أمرٌ ذو أهميةٍ قصوى - فلنعاود الاتصالَ بهِ لتحقيقِ خطتهِ. لقد كُنَّا قبل خَلاصنا أمواتاً عنْ الله، وقُطعنا مِنهُ، وبالتالي لم نَتمكن من أداءِ المَهام التي أعطاهَا لنا. ولكنْ الآن يَتم العكس، وعلينا فقط أن نُصدقَ ما يقولهُ الرَّبّ لنا، لأنه لا يُوجدُ مُستحيل بالنسبةِ لنا.

ولذلكَ، فإن حَقيقة أن يسُوع مات لأجلنا مرةً، يُعطينا الأثبات بأنهُ ليس عَلينا أن نُعاني من أي دَينونة لأجل خَطايانَا، وأننا الآن نَتبعُ الإرادةِ الإلهيةِ.

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز