رسالة اليوم

10/09/2018 - عِندمَا لَا يَسْتَمِعُ لنَّا ٱلرَّبُّ

-

-

" إِنْ رَاعَيْتُ إِثْمًا فِي قَلْبِي لَا يَسْتَمِعُ لِيَ ٱلرَّبُّ." (مزمور 18:66)

دَعونا نَتناول مَوضوعاً سيكونُ مُفيدًا لكَ. أريدك أن تَفهم تماماً ما يُمكن أن تفعلهُ الشَهواتُ في حياةِ أولئكَ الذين يَقعون فيها.

إنّ قلةً من الناس يعرفون أننا لنْ نتلوث بأيّ خطيئةٍ مهما كانت قوتها، وحتى إذا كان فكرنا يقودنا للتفكيرِ في أشياءٍ سيئةٍ، فإننا لنْ نسقُط في الخَطيئةِ. ولكنْ، إذا نظرنَا للأشياءِ من خِلال مرآة الشَّيْطان، فسوفَ نقع في الخَطيئة بالفعل.

قال صاحبُ المزمورِ إِنْ رَاعَيْتُ إِثْمًا فِي قَلْبِي لَا يَسْتَمِعُ لِيَ ٱلرَّبُّ. في حينِ أن هجماتِ الشرير لا تستهدفُ سوى ذِهن الإنسان. وفي الحقيقةِ، لا يُمكن تحمُيل أي شخصٍ المَسؤولية عنْ ما يُحرضهُ الشَّيْطان عليه. لذلك، يا أخي، إذا كُنت واقع تَحت طوفان من الإغَراءات، فَصلِّي إلى الرَّبّ وأخبرهُ بأنكَ لا تُريد أن تغرق فِيهُم.

لقدْ علمنَا يسُوع في الصَّلاة الرَبانية، أن نُصلِّي ونطلُّب من الآبِ ألا يُدخلنَا في تجربةٍ (متى 6: 13). ويَجبُ أن نرى الأحداث من حَولنا وفقًا لما يَكشفهُ لنا الكِتاب، وليس مِثلما يُفسرهُ الناس. إن الشَّيْطان يَستخدمُ جهلنا لقمعنَا! وعلى كُلّ حال وهُناكَ العديد من البَشر يَصرخون أمام الرَّبّ، مُعترفين بِخطايا لم يَرتكبُونها بِالفعل. إن الاغراءَ لا يَعني خَطيئةَ. لكنْ الخَطيئةِ تحدثُ عِندمَا يَقبل المَرء بِعُمق ما يُقدمهُ العدوُّ.

لا يُمكننا أن نَجعل قُلوبنا تَنظر إلى الظُلم. لذلكَ في كُلِّ مرةٍ يأتيك فيها العدوُّ مع بعض من المُقترحات، أرفُضها. وقُولك لا لعُروضهِ سَيجعلك مُباركٌ أكثر. وَاضح جداً لأولئكَ الذينَ يُريدونَ أن يَعيشوا حَياةَ مرضية أمامَ الله، أن لا يَقعوا في الإغراءاتِ، لأنهُ قدْ يبدو لنَا من الوهلةِ الأولى أن الشَخص الذي يَتعرض للتجربةِ ضَعيف، ويُخطط للتصرفِ بشكلٍ غير صَحيحٍ. فالمسيح نَفسهُ خاضَ التجربة، وجُربَ في كُلَّ شيءٍ، لكنهُ لم يَخطئ أبداً، لأنهُ لمْ يَحتفظ بأي خَطيئةٍ في قلبهِ. وهَذا هو السَبيلُ لنا للوصولِ إلى الغايةِ.

يَتمُ ارتكابُ الخطيئةِ عِندما يَأتي القرار من القلّب. لذا كنْ على أهبة الاستعدادِ لكي لا يحدُث ذلَك لكَ، وإذا كُنت بِحاجةٍ إلى مَزيدٍ من النِعمةِ، أسأل الله ذَلك. ومما لا شكَ فيهِ، إن المُجرب يَعرف النعمةَ العظيمةَ التي لديكَ من الله، وسوفَ يَفعلُ أي شيءٍ لجعلكَ تقع في الخَطيئةِ، وإذا لمْ يَستطيعُ النَجاح فهو سَيجعلُك تَعتقد أنك أخطأت، عندما تَعرضت للتجربةِ. وبعد ذَلك، سوف يَجعلك تَشعُر بالحُزن والبؤس، والمَشاعر الغير لائقة، وغير قادر على تلبيةِ الدعوةِ الإلهيةِ. ولكنْ، إِنْ لمْ ترَاعَي إِثْمًا فِي قَلْبِك ولمْ تفعل مَا يُريدهُ الشَّيْطان مِنكَ، فأنت لنْ تُخطئ. لذلك، أفرح بالرَّبّ، ومَجِدْ القدير وأقفز بِسعادة!

كُنْ صادقاً وشفافاً مع الرَّبّ. ولتحقيق هَذهِ الغايةِ، حَفاظ على نَفسكَ من الداخلِ نظيفة، وبالتالي سوفَ تكونُ نقياً بالكامل. وإذا كُنت قد استمتعت بِعروضِ الشَّيْطان، اسأل الله المَغفرةَ، وبِذلك، سَوف يغفرُ لكَ، حتى لو كُنتَ قد قَبلتَ اِقتراحاتِ الشرِّير في قلبكَ وأخطأت. وإذا صلِّيت إلى الآبِ، سوف يُعطيك فكراً واضحاً ونقياً ومُقدساً. وللهربِ من الخَطيئةِ، فقط قاوموا الشَّيْطان وفقاً لما تقولهُ الكلمة (يعقوب 4: 7).

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز