رسالة اليوم

09/09/2018 - أستمِعُ مَرَّتِين

-

-

" مَرَّةً وَاحِدَةً تَكَلَّمَ ٱلرَّبُّ، وَهَاتَيْنِ ٱلِٱثْنَتَيْنِ سَمِعْتُ: أَنَّ ٱلْعِزَّةَ لِلهِ" (مزمور 11:62)

الرَّبّ لا يَنطقُ بأي كلمةٍ بشكلٍ عشوائي. وبِوصفهِ أباً مُحباً، فهو يريدُ دَائماً الأفضل لأبنائهِ - وهو يُعاتبنا عِندما نَبتعدُ عنْ الطريقِ (سفر الأمثال 3: 12)، لكي نسمعَ صوتهُ في أعماقنَا.

يقولُ الكتابُ المُقدسُ أنّ بُطرسَ أنكرَ يَسوعَ ثلاثَ مراتٍ (مرقس 14: 66-72). وحدثَ هذا لأنّ الرسُول لم يَنتبهَ لمَا أخبرهُ بهِ الرَّبُّ. ونفس الشيءِ يمكنُ أن يَحدثَ لنا: إذا أخفقنا في الاستماعِ إلى مَا يقولهُ الله العليُّ لنا، وسوف نَتعرضُ لنفسِ الخَطأ. ومن ناحيةٍ أخرى، إذا حفظنا لما يُقال لنا، سوف يُغلق البابَ في وجهِ العدوِّ، وبالتالي لنْ نسقطَ في إغراءاتهِ.

يا أخي، يَجدرُ بنا أن نُكرر لأنفسنَا - مرتين أو أكثرَ إذا لزم الأمرُ - الأشياءُ التي يقولهَا لنا الرَّبُّ. وكُلما سمعتَ كلاماً أكثراً منهُ، كُلما شعرت أنك بحالٍ أفضل. إنه عملٌ راقٍ جداً وبسيط، الذي تقومُ به عند قراءتكَ للأسفارِ المُقدسةِ بصوتٍ عالٍ . وخاصةً إذا كُنت تَهتمُ كثيراً بما يُعلنهُ لك الرَّبُّ فيه. عِندما كُنت طفلاً صغيراً كُنت أقرأ دُروسي عنْ العَالم والأمريكتين، وتاريخِ البَرازيل بِصوتٍ عالٍ وواضحٍ، وأحياناً كُنت أغنيهَا، وأحيانًا كنت كما لو أني ألقى خِطاباً، ولكنني كُنتُ دائماً أنتبهُ لكُل ما أقرأهُ. ونتيجةٌ لذلك، حُفرت كُل تلكَ التفاصيل في ذَاكرتي، وقدْ حققتُ علاماتٍ جيدةٍ في الاختبارات.

يقول داود في المزمور 62، مَرَّةً وَاحِدَةً تَكَلَّمَ ٱلرَّبُّ، وَهَاتَيْنِ ٱلِٱثْنَتَيْنِ سَمِعْتُ: أَنَّ ٱلْعِزَّةَ لِلهِ. إن من الأفضلِ لنا أن نفهم هذهِ الحقيقةِ: إن السُلطة تُعطى لنَا، ولكنهَا ليست مِلكُنا، ولذا لا يُمكننا فعل كُلُّ ما نريدُ بها، لأن كُل ما يُعطى لنا هو لكي نعمل عملَ الله. حَتى إذا كُنا مُتعبين ومُحبطين، فإن هَذه السُلطة تبقى كمَا هي، ولا يعتمدُ عملها على ما نشعرُ به نحنْ، ولكن على ما نؤمنُ به في الكتابِ المُقدس. وإذا تصرفنا بناءً على ما يقولهُ الله العليِّ لنا، فبالتأكيدِ سَننجزُ العمل. وأما إذا كانت مواقفنَا قائمةٌ على مشاعرنا، فليس لهَا أي علاقةٍ بإرادةِ الأب.

إن ما نتلقاهُ من الرَّبِّ لا يَعتمدُ على مَواقفنَا. فهو يَعملُ كما يُريدُ، وكلُّ ما يعطينا إياه هو للاستعدادِ للقيامِ بعملهِ. الله هو الذي يَدعونا، وإذا قبلنَا الدعوةَ، فإنهُ سوف يُنفدُ ما وعدنا به، لأنهُ لا يتراجعُ عن كلامهِ أبداً (سفر العدد 19:23).

يضعُ الله سُلطانهُ في أيدينا من أجلِ أن نتمكنَ من العملِ. لذلك فمن الخطأ أن نُفكر أن لدينَا القدرةُ على فعل هَذا أو ذَاك فقط، حتى ولو كُنا قديسين أو مُميزين بأي شكلٍ من الأشكالِ. فعندما نحصلُ على السُلطةَ من العليِّ، نَحتاجُ إلى الكثيرِ من المَسؤوليةِ لاستخدامهَا بالإضافةِ إلى التوجيهِ الإلهي لإنجازِ المُهمةِ التي كَلفنَا بها. ولكنْ، يجبُ علينا ألا نفشلَ في إعطاءِ المَجَدِ اللازمِ لاسم الرَّبِّ القُدوس (مزمور 29: 2)، فهو المِفتاحُ لعملِ سُلطانهِ فينا. وللقيام بِذلك أتبع التعليماتِ الإلهيةِ، ويُمكنك أن تَضعَ يدكَ في العملِ وتفعل مَا أمركَ بهِ.

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز