رسالة اليوم

04/09/2018 - فِدَاؤنَا

-

-

" لِأَنَّ يَوْمَ ٱلنَّقْمَةِ فِي قَلْبِي، وَسَنَةَ مَفْدِيِّيَّ قَدْ أَتَتْ". (أشعياء 63: 4)

بِفحصنَا لمَا يقولهُ الكتابُ المُقدّس، نجدُ أنهُ لا يُوجدُ سببٌ يجعلنَا نَستمرُ في المُعاناةِ بسببِ نقصِ شيءٍ مَا، أو بِسببِ مَرضٍ ما أو أي أعمالٍ أخرى للعدوُّ، لِأَنَّ يَوْمَ نَّقْمَةِ الرَّبِّ قد جاءَ، وتم تنفذهُ بطريقةٍ أكثرَ من مِثاليةُ. لمْ يَترُك الله أي عملٍ للشرير إلا ودَمرهُ – نعم، لقد كانَ كَذلك في عَملِ خلاصهِ. فكُلُ شيءٍ أستطاعَ الشَّيْطانُ ترسيخهُ في البشر حَملهُ آبنُ الله، الذي بَعد أن مَات مَكاننَا، حملَ بنفسهِ الخَطيئةُ إلى الأبد. واليوم، لَا شَيْءَ مِنَ ٱلدَّيْنُونَةِ ٱلْآنَ عَلَى ٱلَّذِينَ هُمْ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ (رومية 8: 1).

بِسقوطِ الإنسانِ الأول أصَبحت البَشريةُ في يدِّ الشَّيْطان، الذي كانَ يلعبُ بها كمَا يَشاء، مما أدى بالبشر لارتكابِ أفظعِ وأكثرِ الأعمالِ تدميراً وأجراماً. ونَتيجةً لذلك، أصبحَ الإنسانُ أسيراً لإمبراطوريةِ الظُلمة. لكنْ، بِمجيءِ السيدِ المَسيح اِنتهت هَذهِ العُبوديةِ، وهُزم الشَّيْطانُ إلى الأبدِ. واليوم، لا يُمكنُ لأيٍ من قوى الشرِّ التسلطُ على أولئكَ الذينَ دعاهُم الله ليكونوا أبناءً وبناتً لهُ. فقد تقرر مَصيرُنا الأبدي على مَوتِ يسوعَ، والآن نَحنُ قد تَحررنَا في المَسيح (يوحنا 36:8) وأيضاً نحنُ أكثرَ من مُنتصرين على قوَّى الشر (رومية 8:37). ولنْ تسودَ علينَا أكاذيبُ العدوُّ.

بَدء الرَّبُّ بتنفيذِ خِطةِ انتقامهِ، مُنذُ سُقوطِ الإنسانِ في عدن. لأن الإنسانَ - الذي خُلق في صورةِ وعلى شبهِ الرَّبِّ – قدْ خدعهُ الشَّيْطان، وأصبحَ عبداً للشهواتِ ولجميعِ الخَطايا. وبدونِ شكٍ، فإن العليِّ يُريد أن يَستعيد لهُ جمالهُ من يدِّ الشرِّيرِ.

لِأَنَّ ٱللهَ مَحَبَّةٌ (1 يوحنا 4: 8)، فقد وضعَ خطةً مثاليةً لنا لكي لا ننفصل عنهُ بعْد. والآن. لنْ يسمحَ لنا الرَّبُّ أن نَتعرض للاضطهادِ من قبلِ قوَّى الشرِّ أبداً. ولأنه يُحبنا، اِبتكر طريقةً لخلاصنَا.

إن الكذبةَ التي قالهَا الشَّيْطان لأولِ زوجين، وزنهَا في قَلبه، وهي جَعلت البَشرية تقع في يدِ العدوُّ. ورأى الآبُ في قلبهِ، أن الثمن الذي سَيدفعهُ لتَخليصنا عَظيمٌ جداً، لكنَّ الكلمة تقول لِأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ ٱللهُ ٱلْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ٱبْنَهُ ٱلْوَحِيدَ، وذلك لِكَيْ نعودَ ونصبح أبناء لهُ (يوحنا 16:3). لمْ يَستريح لحظةً واحدةً، وجَعل كُلَّ ٱلْأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ ٱللهَ (رومية 8: 28).

لقدْ استعدَ الرَّبُّ لتنفيذِ خطةِ خَلاصنَا كعملٍ من أعمالِ الانتقامِ. ونتيجةً لذلك، تم فدائنَا. وهَذا ما حَدث بالضبط. أولاً كانَ لابُد أن يَتخلى عنْ ابنهِ الوحيد، وهَذا حدثَ في الصَليب، والذي يُعرفُ باسمِ المَوت الرُّوحي. ومِثلما أخطأ أدمَ ومَات، فإن يَسوعَ، الذي لمْ يُخطئ أبداً، عَاش ذَلك المَوتَ أيضاً. لذلك، مَات السيدُ جسدياً ونزل إلى الجَحيم. وهُناك، عانى كُلّ ما كان يَجبُ أن نُعانيهِ نحنُ، وبِذلك، غَلب الشَّيْطانَ، وآخذ منهُ مَفَاتِيحُ ٱلْهَاوِيَةِ وَٱلْمَوْتِ (رؤيا18:1). وصعدَ إلى السَماءِ مُنتصراً، والآن هو جالسٌ عن يَمينِ الآب.

حسناً، أنهُ بسببِ ما قام بهِ مُخلِّصنا في الجُلجثة، تحررنا من عُبوديةِ إبليس الذي كان يُسيطر علينا، وحَصلنا على الحُريةِ التي لنَا في المَسيح. وهَذه هي الرسالةُ التي يجبُ أن نَنقلها إلى كُلِّ البشريةِ. واليوم، الأشخاص الذينَ سَيكونون في يدِ العدوُّ هُم أولئك الذين لمْ يقبلوا بِشارةَ الحقِّ. ففي المَسيحِ لدينَا فداءٌ كاملٌ وشاملٌ، ولذا عَلينا أن نقولَ للجميعِ إن سَنَةَ المَفديينَ قَدْ أَتَتْ منَّ الرَّبِّ، واِنتهت مَعهَا العُبوديةِ.

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز