رسالة اليوم

02/09/2018 - حَياةُ الفَرحِ والتَفَاؤلِ

-

-

 " مَنْ ذَا ٱلْآتِي مِنْ أَدُومَ، بِثِيَابٍ حُمْرٍ مِنْ بُصْرَةَ؟ هَذَا ٱلْبَهِيُّ بِمَلَابِسِهِ، ٱلْمُتَعَظِّمُ بِكَثْرَةِ قُوَّتِهِ. «أَنَا ٱلْمُتَكَلِّمُ بِٱلْبِرِّ، ٱلْعَظِيمُ لِلْخَلَاصِ»". (إشعياء 1:63)

إنّ أحدَ الأسرارِ التي تَجعلنا نُؤمنُ إيماناً قوياً، هو التأملِ في الوحيِّ الذي تُعطيهِ لنا كلمةُ الله. وبِمجردِ ثباتِ إيمانكَ ستعيشُ بِطريقةٍ مُختلفةً بِالتأكيد. وما يَجعل الكثيرون من الناسِ يفشلون، هو أنهُم يَدْعونَ أنهُم مُستنيرينَ بِكلمةِ الحياةِ، ولكنْ، فقط الناجحون هُما الذينَ يَكونون قادرينَ على المُطالبةِ بتحقيقِ كُلِّ ما هو مُسجلٌ في الكتابِ المُقدسِ من أجلهم. وأولئك الذين لا يَعرفونَ من هُم في الرَّبّ، ليس لديهم فكرةٌ عمَّا ينتمي إليهم وما يُمكنهم فِعلهُ باسم يَسُوع. ولا يَملكون الشجاعةَ لمُواجهةِ مَشاكلِ الحَياةِ اليَوميةِ وتَحقيقِ النصرِ في مَساعِيهم.

تكلمَ اشعياءَ النبي عن الرَّبّ بهذهِ الطريقة: "مَنْ ذَا ٱلْآتِي مِنْ أَدُومَ، بِثِيَابٍ حُمْرٍ". لقد أتىٍ إلى حَفلةٍ وليس إلى حِدادٍ، فَملابسهُ مَطليةٌ باللونِ الأحمر فَقط لأنهُ داس المَعصرةَ، وَقد دَاس أعداءَهُ وأنهى عَملَ الرَّبِّ. وإلا لِمَا كان أتياً من أدوم، بل كانَ قد مكث هُناك طالمَا ذَلك ضَروريا لإبادةِ الباقين مِنهُم. ولكنهُ أنَجز العملَ بالكاملِ. ولذلك يجبُ أن لا نفشلَ في الاحتفالِ بنصرهِ وإنجازِ لعملهِ الكاملِ من أجلنَا.

يَجب أن نكونَ مُبتهجين وسُعداء ولنا أُمنياتٍ جَميلةٍ في جَميعِ الأوقاتِ. حسناً، لقدْ قدّمَ لنَا مُخلِّصنا عَطيةٌ عظيمةٌ: لقد هَزم أعداءنا. والدليلُ على ذلك، مَلابسهُ المُلطخةُ، والتي هي بِالنسبةِ لنا سَببٌ للفرحِ، لقدْ حانَ وقتُ الاحتفالِ، وشُكرهِ على مَا فعلهُ لنا، ولكن أفضلَ طريقةٍ لنقول لهُ ذلكَ، هو أن نَأخذ مَا هو مِلكٌ لنا في المَسيحِ.

لنَنتبه: فَالرَّبُّ سيأتي ويسيرُ في مِلءِ قوتهِ، لأنهُ لم يَفقد مِنها شيئاً. فلماذا الإحباط والتَشاؤمُ؟ لا تقل أبداً أنكَ لا تستطيعُ أن تفعلَ شَيئاً أو أنك لنْ تُحققَ أي شيءٍ. يُمكنُ لجميع أبناءِ الله أن يَفعلوا كُلَّ شيءٍ في الرَّبِّ لأنهُ يُقويهِم (فيلبي 4: 13). لذلك، لا تُفسح المَجال للخَوفِ بأن يَدخلَ إلى قلبكَ.

لاحِظ إن الرَّبَّ يَتحدثُ هُنا عن العَدالةِ وليْس عن المنطقِ. لقدْ حان الوقت للأخبارِ السَارة وليْس للبُكاءِ. لقد جَاء ليُعلن لنا أن الشَخصَ الذي تَسلطَ على البَشريةِ قدْ خَسِر المَعركةَ تماماً، وهو الآن ليْس سوى أكثرَ من خاسرٍ. لذا، فإن أولئك الذينَ يتعرضوا للاضطهادِ بِسببِ أفعالهِ الشرِّيرةِ يُمكنهم الآن اِعتبار أنفُسهم أحراراً ومُخلَّصينَ حقاً من أي ظُلمٍ. وهذهِ هي الرِسالةُ التي قَالهَا إلهُنا لكُلِّ الذين يُؤمنون بهِ. يا أخي، نحنُ نَعيشُ في عصرِ العدالةِ الإلهيةِ.

يَقولُ الرَّبُّ أنهُٱلْعَظِيمُ لِلْخَلَاصِ، لذلكَ لدينَا أسبابٌ حقيقيةٌ لنشعُر بالنصرِ، أليس كذلك؟ وبغضِ النظرِ عنْ المُشكلةِ التي تَمرُ بِها، لا تخف، وكُنْ قوياً، وأدخُل بجرأةٍ إلى عَرشِ النِعمةِ (عبرانيين 4: 16) وآمن أنهُ في المَسيح أنت أكثرُ من مُنتصرٍ (رومية 8:37).لا تَرفُض من سَيأتي ليُعلن لكَ عنْ الأخبارِ السَارةِ. وصَدِّقهَا!

 

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز