رسالة اليوم

01/09/2018 - أهَمِيةُ المُواظَبَةِ

-

-

 "... مُصَلِّينَ بِكُلِّ صَلَاةٍ وَطِلْبَةٍ كُلَّ وَقْتٍ فِي ٱلرُّوحِ، وَسَاهِرِينَ لِهَذَا بِعَيْنِهِ بِكُلِّ مُواظَبَةٍ وَطِلْبَةٍ، لِأَجْلِ جَمِيعِ ٱلْقِدِّيسِينَ،.." (أفسس 18:6)

تلعبُ الصَّلاةُ دوراً رئيسياً في حياةِ كلِّ شخصٍ يُريدُ أن يُصبحَ مُنتصراً بِالإنجيلِ. وأولئكَ الذينَ يُصَّلون بشكلٍ صحيحٍ يُدركونَ أن الله العليِّ معهُم، كما كان مع خُدامهِ في الماضي، ونَتيجةٌ لذلك أصبحوا أمثلةً رَائعةً لغير المخلَّصين. ومن نَاحيةٍ أخرى، فإن الشَخصَ الذي لا يَتعلم كيف يُصلي بِطريقةٍ صَحيحةٍ، فهو بِبساطةٍ يَعبرُ في هَذهِ الحياةِ دون تَحقيقِ أي نَجاحٍ. وبالنسبة لهَذا النوعِ من الأشخاصِ، يُصبحُ المَشي مع الرَّبّ عِبئاً وليْس لهُ أهميةٌ. بالإضافة إلى ذلك، فإن المِثالَ الذي يُظهرهُ لأولئكَ البَعيدين ليْس جَيدٌ، وأخيراً هو لنْ يستمتعَ بإيمانهِ المَسيحي.

يجب أن نُصلِّي كُلَّ حينٍ، ولا سِيما عِندما نشعُر بحاجتنا إلى ذَلك، أو عِندما نقعُ في تجربةٍ. فالصلاةُ الدائمةُ هي الإيمان، الذي هو أساسُ ما نتعلمهُ في الكتابِ المُقدسِ. وهي الصَّلاةُ الوحيدةُ التي يَستجيب لهَا الرَّبُّ. وعليه يَجبُ أن نَقول هَذهِ الصَّلاةُ حَتى لو كُنا قدْ فعلناها عِدةَ مراتٍ في يومٍ واحدٍ. لأن هَذه الصَّلاة ليست تِكراراً لما قُلناه بِالفعل في أوقاتٍ أخرى، بل هي تعبيرٌ عن مَا نؤمنُ به في قُلوبنَا. ومن الجيدِ قبلَ أن يُهاجمنَا إبليسَ بِشرورهِ، أن نُذكُر أنفسنَا بمَا يَقولهُ الله العَليِّ في كلمتهِ بشأن مَوضوعٍ مُعينٍ، ونُصلي بقوةٍ باتجاهِ الهدفِ.

إن صلاةَ الإيمانِ للحصولِ على بَركاتِنا، تختلفُ باختلافِ هَدفنَا: فإذا سَعينا إلى المَعموديةِ بِالرُّوحِ القُدس، يَجبُ علينا ألا نَصرُخ مثلمَا نفعلُ عندمَا نُريدُ الشفاءَ الإلهي. وإذا أردنَا إنقاذَ مَظلومٍ، يَجبُ علينا أيضاً أن نُصلِّي بطريقةٍ مختلفةٍ عنهَا عندما نَطلبُ الازدهارَ. ولذلك ، وبغضِ النظرِ عنْ ما نُصلي من أجلهِ، يجبُ علينا أن نُصلِّي بإيمانٍ بكلمةِ اللهِ التي هي الأساس.

صَلاةُ التشفعِ هي صَلاةٌ بَسيطةٌ، تُعبير عنْ أُمنيةٍ. على سبيل المثالِ، عندما نَعمل أو نَقومُ بشيءٍ آخر، ويَذهبُ شخصٌ ما إلى أذهاننَا، يجبُ أن نَطلبَ المُساعدةَ الإلهيةَ نيابةً عن ذلكَ الشَخص في تِلك اللحظةِ بالذاتِ ، ونقول: "أيُها الأب، بَاركهُ أو باركهَا." ويجبُ الَتشفعَ والصَلاة بالروح - وفقاً لفهمِنا أن الرُّوحَ القُدس يُعطينَا أو عِندما نشعرُ بوجودِ الله لأننَا في ذَلكَ الوقتِ نَكونُ على اِتصالٍ بروحِ الرَّبِّ.

من المهم بعد الصَّلاةِ، أن نَكونَ في حَالةِ تأهُبٍ فيما يَتعلقُ بما طلبناهُ. إذا صَرخنَا من أجلِ شيءٍ خارج الإرادةِ الإلهية، فلنْ نَتلقى جَواباً، ولكنْ إذا صَلينا وفقًا لما تكشفهُ لنا، فمنَّ المُستحيل أن يَحجبَ الله نِعمتهُ عنّا. وفي الواقعِ، سيحاولُ العدوُّ أن يَضمن أننا لن نَحصلُ على مَا لدى الله سُبحانهُ، ولكنْ ما تم الكشفُ لنا عنهُ في المسيحِ، هو لنا بالفعلِ! وكلُّ ما عَلينا فِعلهُ هو الانتباهُ لئلا يَستخدم الشَّيْطان حيلهُ ويَسرق منَّا النَصر. عَلينا أن نَكونَ سَاهِرِينَ لِهَذَا بِعَيْنِهِ بِكُلِّ مُواظَبَةٍ وَطِلْبَةٍ، لِأَجْلِ جَمِيعِ ٱلْقِدِّيسِينَ

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز