رسالة اليوم

31/08/2018 - الذِّي لنْ يَنَالَ شَيءٍ

-

-

 " فَلَا يَظُنَّ ذَلِكَ ٱلْإِنْسَانُ أَنَّهُ يَنَالُ شَيْئًا مِنْ عِنْدِ ٱلرَّبِّ." (يعقوب 1: 7)

كمْ هو مُحزنٌ أن نرى النَاس يُضيعونَ الوقتَ والفُرصَ! فالبعضُ يعتقدُ أن شَبابهُم سوفَ يستمرُ إلى الأبدِ، أو أنهُم سَيبقون في هَذا العالم لفترةٍ غيرِ مَحددةٍ من الزمنِ. كمَّا لو أن مَا عاشوه لمْ يكنْ كافياً - وحتى في الإنْجيليين – نجدُ أيضاً، العديدَ من الأشخاصِ الكُسالى الذين لمْ يَعودوا مُهتمينَ بِمعرفةِ الكلمةِ أو التَسليم للهِ بِالكاملِ. ونتيجةٌ لذلكَ يعيشونَ حَياةً مُضطربةً. بل إن البَعضَ يَلومُ الرَّبَّ قائلاً إن عُيوبهُ هي نَتيجةٌ لإرادتهِ. ولكنْ، من يَعيشُ ما يَعُلنهُ لهُ الكتابُ المُقدسُ يَكونُ منتصراً.

إن أحدَ أسوأ الأشياءِ التي يُمكن أن تحدث لأي شخصٍ يُؤمنُ بالإنجيلِ، هي تَقليدُ الأشخاصِ المُتدينين والتَقليديين، لأن هَؤلاءِ ليس لديهُم شيءٌ من الله في حَياتهم. ويدربهُم الشَّيْاطين لاختراع العَديدِ من المُمارساتِ الغَريبةِ - وفي بَعض الأحيان، المُضحكةِ - ويَبدئون في تَصميم نَمطِ حياةٍ تختلفُ عن النَاسِ العاديين. بل إنهم يَصِلونَ إلى مَرحلةٍ يُغيرونَ فيها حتى طريقةِ مَشيهم وكلامهُم. ويتعودونَ على هَذا السُلوك ويَطورونهُ. ولكنَّ، من يَعيشونَ بهذهِ الطريقةِ لا يُرضون الرَّبّ، وفي كثيرٍ من الأحيانِ تُهاجمهُم جميعُ أنواعِ المَشاكل.

يستجيبُ الله فَقط لصلاةِ أولئكَ الذين يَتصرفونَ وفقاً لتعليماتهِ. ولكنَّ، هَذه التعليمات لمْ تَفرِض عَلينا أطواراً غَريبةً، أو إن الرَّبَّ لهُ المجد قال أنهُ إذا لمْ نتصرف وفقاً لإرادتهِ، لنْ يسمعَ شَكوانا. إطلاقا! إن الرَّبَّ يُعطينا التَوجيهاتِ ليُبينَ لنا كيفَ يَعملُ كُلَّ شيءٍ. ولكنْ، الذي لا يُنفذُ وصايا الرَّبّ، بدونِ فهمٍ، سيذهبُ وراءَ رُوحِ الخَطيةِ. وللأسفِ أن هؤلاءِ الأشخاص لا يَعرفون أنهُ في العَالمِ الرُّوحي يُعرفون على أنهُم مُتمردونَ و أغَبياء. و إن لمْ يُصلحوا طُرقهم فإنهم لنْ يحصلوا على أي شيءٍ من الرَّبِّ. فهو قد مَنحهُم نفسَ الفُرصةِ التي مَنحهَا لأولئكَ الذين يَسمعونَ ما تعلمهُ الكلمةُ، ولكنْ لأنهُم يفضلونَ التَمرُد على الطاعةِ، فإنهُم يُستبعدونَ من النعمةِ السَماوية.

دَعونا نَتخيل هذا المشهد، من أجلِ فهمٍ أفضل. أن هُناك مُزارعٌ يَمتلكُ إمكاناتٍ كهربائيةٍ كبيرةٍ في أرضهِ. وفي الواقعِ، كانَ الخالقُ هو الذي صَنعَ تِلك المَزرعةُ مع شَلالٍ كبيرٍ شَكلتهُ بُحيرةٌ ضَخمةٌ، والتي بِدورهَا تَتكونُ من نهرٍ هَائلٍ. وكُلُّ ما يَحتاجهُ هذا المُزارع، هو تَركيبُ المُعداتِ لتوليدِ الطاقةِ هُناك. ولكن، ولأن هَذا المُزارع رَجلٌ صُوفي، فهو يَذهبُ إلى الصَّلاةِ، ويَطلبُ من تلكَ المياهِ الضخمةِ أن تُنتجَ لهُ الكهرباءُ اللازمةُ للمزرعةِ. وهَذا الشيءُ لنْ يَحدُث أبداً، أليْس كذلك؟ ونفسُ المبدأ يَنطبقُ على أولئكَ الذين يَحتقرونَ الإرشاد الإلهي.

فكُنْ حكيماً، ولا تُضيع القُوَّة التي تَمتلكهَا بإيمانكَ بالرَّبِّ. وتَصرف بِشكلٍ صحيحٍ وكُنْ مُستعداً للمُفاجآتِ السّماويةِ، لأنك تَستطيعُ أن تَفعلَ كُلَّ شيءٍ في المَسيحِ الذي يُقَوِّيكَ (فيلبي 4: 13).

 

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز