رسالة اليوم

23/08/2018 - لا تَدَع الشَّيْطانَ يَطَمَعُ فِيكَ

-

-

" وَٱلَّذِي تُسَامِحُونَهُ بِشَيْءٍ فَأَنَا أَيْضًا. لِأَنِّي أَنَا مَا سَامَحْتُ بِهِ -إِنْ كُنْتُ قَدْ سَامَحْتُ بِشَيْءٍ- فَمِنْ أَجْلِكُمْ بِحَضْرَةِ ٱلْمَسِيحِ، لِئَلَّا يَطْمَعَ فِينَا ٱلشَّيْطَانُ".(2كورنثوس 2: 10-11 أ)

سَنُقابل دَائماً في مَسيرتنا في هَذا العالم، أشخاصاً يُزعجوننَا. والسّببُ في ذَلك، هو أنّ الشَّيْطان مَوجودٌ فعلاً. ولأنهُ شرِّيرٌ جداً، فإنهُ سَيستخدمُ كُلَّ الوسائلِ ليجعلِ أي شَخصٍ يُهاجمنَا. ولذلك، بَدلاً من الشعور بِالقلق من التَعرُضِ للظُلم، يَجبُ أن نكون مُتأكدين من أن العدوَّ هو منْ خدعَ هذا الشخصَ، وجَعلهُ يُحاولُ الإيقاع بنّا. وأفضلُ شيءٍ يجبُ أن نفعلهُ معه، هو عدمُ أخذِ ذلكَ في الاعتبارِ - وفي حَالةِ تقابلنا مع مثلَ هَذا الشخصِ، يَجبُ أن نَغفرَ لهُ لأننا إذا غَضبنَا وهَاجمنهُ بالمثلِ، فَسنسمحُ للشَّيْطانِ بِخدعنَا أيضاَ.

لقد علّمنا يسُوع أنهُ إذا لمْ نغفر للناسِ خطاياهُم، فلن يَغفر لنَا أبانا أيضاً (متى 6: 15). لذا، فمن واجبنَا أن نَغفُر لمن تسببَ لنا في أي ضَررٍ. ولكنْ، ذلك لا يعني أننا يجبُ أن نعيش جَنباً إلى جنب مع أولئكَ الذين يَفعلون الخطأَ بشكلٍ مُنتظمٍ. فنحنُ عندمَا نُسامحُ شخصاً ما، لا نُزيل فقط الأذى من قُلوبنَا، ولكننَا أيضاً نكسبُ من أساءَ إلينا، ونَجعلهُ يفهمُ أننا لا نَسمح لأنفُسنا بأن تنجرَ وراء الأكاذيبِ التي يصنعها الشَّيْطان، وأننا لا نخدمُهُ، بلّ نلتزمُ بالتعاليم الإلهي. يا إخوتي، يُمكنُ لشهادتنَا هَذه أن تُنقذَ أولئكَ الذين سَممتهُم المَرارةُ الناتجةُ عن أفعالهم الشرِّيرةُ.

يقول الرسُول بولس: إِنْ كُنْتُ قَدْ سَامَحْتُ بِشَيْءٍ، فهو قد فعلَ ذلك من أجلِ إخوتهِ في كورنثوس، أولئكَ الذين سَيتعلمونَ فِعل الصَوابِ نتيجةً لذلكَ. ويَجبُ علينا نحنُ أيضاً أن نضعَ دائماً في اِعتبارنَا تَصرفاتنَا، لأنهَا مثال للآخرينَ. وأسواءُ شيءٍ عندما يَرانا الناس نَفعلُ ما نقولُ لهم أن لا يَفعلوهُ. فيجبُ علينا أن نُدركَ دائماً أن أفعالُنا تتحدثُ بصوتٍ أعلى من أفضلِ أعمالٍ تَبشيريةٍ؛ والشهادةُ التي نَحملُها تتكلمُ عنَّا دائماً بصوتٍ أعلى.

يجبُ أن نَنتبهَ أيضاً لتَصرُفاتنا وأفعالنا في مَحضرِ الرَّبِّ يسُوع، ولا نَتصرف بإهمالٍ بلّ بمسؤوليةٍ. ففكر مَلياً في ذلك وأنت لنْ تُؤذي أحداً. حتى لو أحزانكَ شخصٌ ما، سَامحهُ في مَحضرِ المَسيح. وبِقيامكَ بذلك سَوف تَحملُ عِبئاً بَعيداً عنْ قلبكَ، ولنْ يَكونَ لديكَ ذِكرياتٌ سَيئةٌ، والتي في كثيرٍ من الأحيانِ، تؤذي أكثر من لفعل نَفسهُ. إن المَغفرة في مَحضرِ الرَّبِّ أقوى من الإساءةِ، لأنها تُعطى بِطريقةٍ لا رجعةَ فيها.

أن أكثرَ شيءٍ مُحزن أن يَتغلب الشيطانُ على المَسيحي. فَيقومُ بِالبحثِ أولاً عنْ شخصٍ ليُسيء إلينا به، ثُم يَدفعنا لاضطهادِ أولئكَ الذينَ تَسببوا لنا في الضرر. ولكنْ عندما نَغفرُ لهُم بدلاً من الانتقامِ لأنفسنَا، نَنتصر على الشَّيْطان. وأخيراً، تُعلنُ لنا كلمةُ الله أنهُ في كُلِّ شيء نحنُ أكثرَ من مُنتصرين (رومية 37:8). ولكي لا نسمح للعدوِّ بأن ينتصرَ علينا، يجبُ أن نَفعل ما يَقولهُ الرَّبُّ لنا، ونَكونُ دائما مُستعدين، لضَمان عدم اتخاذِ أي قرارٍ دونَ وجودنَا في مَحضورِ المسيح. وبَهذه الطريقةِ نثبتُ للعدوُّ أنهُ مُجرَّدُ خَاسِرٍ!

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز