رسالة اليوم

13/08/2018 - التَّسَليِمُ المُمَيَّزُ

-

-

" وَأَرْسَلْتُ قُدَّامَكُمُ ٱلزَّنَابِيرَ وَطَرَدْتُهُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ، أَيْ مَلِكَيِ ٱلْأَمُورِيِّينَ، لَا بِسَيْفِكَ وَلَا بِقَوْسِكَ.". (يشوع 24: 12)

كانَ بنو إسرائيلَ يعتمدونَ دَائماً على مُساعدةِ الرَّبِّ لهُم في جَميعِ مَعاركهم. والتي لمْ تكنْ تُمثلُ نِعمةً بالنسبةِ لهُم فَحسب، بل وأيضًا إعلاناتٌ لمَا يُمكنُ أن يَفعلهُ الله العلىِّ لهُم، ولكُلِّ من يَستجيبُ لوصاياه ويَمتثلُ لهَا. إن الله قادرٌ على فعلِ أعمالٍ مُذهلةٍ لمُساعدةِ شَعبهِ، ولتخلصهُم من الأسهُمِ التي يُرسلها العَدوُّ بِشكلٍ مُباشرٍ أو غيرِ مُباشر، لسَرقةِ وقتلِ وتَدميرِ أولئكَ الذين هُم من الله (يوحنا 10:10أ).

قادَ الرَّبُّ الإسرائيليينَ حتى أخذوا أرضَ المَوعدِ. وفي كنعانَ كان هُناك على الأقل سَبعةُ أشخاصٍ. وأرسلَ الرَّبُّ أمامهُم جَيشاً مُختلفاً. وأصبح الأعداءُ خَائفين ويَائسينَ من وباءِ ٱلزَّنَابِيرَ الذي أتى على كُلِّ أراضيِهم، لأنهُم لمْ يروا شَيئًا مِثلهُ من قَبل. فتركَ الكثيرُ مِنهُم هَذه الأرض، ولمْ يَعُد لدى الذينَ بَقوا فيها أي أملٍ.

إن خلاصَ الرَّبِّ لمْ يَحدُث فَقط في العَهدِ القَديمِ. ولكنْ، حتى يَومُنا هَذا الرَّبّ لديهِ الأسلحةُ المُناسبةُ لمُساعدتنَا أيضًا. وعِندما نَلتزمُ بِأوامرِ السَيدِ نَكتشفُ أنهُ يقومُ بأشياءٍ خَاصةٍ لنَا. وإن عَدونَا، الذي اِعتادَ أن يَشعرَ بِالقوَّةِ التي لا تُقهر، سَيرى أن ثقتهُ تنهارُ في غَمضةِ عينٍ، لأن الرَّبَّ العليِّ يُرسلُ العديدَ من مَخلوقاتِهِ التي تجعلُ الأعداءَ يَفرون من الأرضِ، ليتمكنَ أبنائهُ مِن امتلاكهَا. لذلكَ، وبِغضِ النظر عن نَوعِ الحَربِ التي سَتكونُ، ففي اللحظةِ التي يُعطينَا فيها القائدُ الأعلى أمراً بِامتلاكِ الأراضِ أو أنجازِ عَملهِ فِيها، هو سَيهتمُ بِكُل التَفاصيلِ حتى نَتمكنُ من تَحقيقِ النَصر.

أوامرَ الرَّبِّ من المُستحيلِ أن تفشلَ. وفي الواقعِ، لم يَفشل أي وعَدٍ من قِبلهِ، ولنْ يفشل أبداً (عدد 19:23). وفي اللحظةِ التي يَتكلمُ فيها، هو قدْ وضعَ خُطته بالفعل لتتميمِ الأمر، وللحُصول على البَركة. ولكن، أولئك الذينَ يُعطونَ اِهتماماً لتهديدات الشرِّير، ويُصرون على دُخولِ أرضٍ أُخرى، بَدلاً من اِتباعِ تَوجيهاتِ الله، سَيكتشفون أن الشَّيْطان قدْ خَدعهم. ولذلك، يجبُ أن تتحقق مَشيئةُ الله بِغض النظرِ عنْ الظروفِ التي تمرُ بها. وبالمناسبة، فالله بِنفسه هو المَسؤولُ عن إرسالِ " ٱلزَّنَابِيرَ العِملاقةَ" البْرِقْ و السِهَامَ (مزمور 144: 6).

ٱلرَّبُّ كَٱلْجَبَّارِ يَخْرُجُ. كَرَجُلِ حُرُوبٍ يُنْهِضُ غَيْرَتَهُ (إشعياء 42: 13). لذلك، عِندَ مواجهةِ أيةِ معركةٍ - سَواءَ كانت ضِد مرضٍ أو مُشكلةٍ ماليةٍ، ومَا إلى ذلك – سَيكونُ الرَّبُّ إلى جَانبكَ. وبِمجردِ التفكيرِ في مَا يُمكنُ أن يَفعلهُ الأب لأبنائهِ، يُغضبُ العدوُّ ويَبدأ في اِستخدمِ أساليبهِ لمحاولةِ إلحاقِ الهزيمةِ بِهم. ولكنْ، من يثبتُ في الإيمانِ سوف يَرى الرَّبَّ يُحققُ كلمتهُ المُنتصرةَ!

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز