رسالة اليوم

11/08/2018 - لا تَكُنْ مُتَرَاخِي

-

-

" فَقَالَ يَشُوعُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: «حَتَّى مَتَى أَنْتُمْ مُتَرَاخُونَ عَنِ ٱلدُّخُولِ لِٱمْتِلَاكِ ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أَعْطَاكُمْ إِيَّاهَا ٱلرَّبُّ إِلَهُ آبَائِكُمْ؟ (يشوع 18: 3)

وُزِّعَت الأرضُ التي وعدَ الله بها بَني إسرائيلَ بَينهُم، ولكنَّ سبعةَ قَبائلَ مِنهُم لمْ ينجحوا في الحُصولِ على نَصيبهم. وبَعدها خَاطب القَائدُ يَشوعَ الشَّعب، وحَذرهُم من إهمالِ ما أعَطاهُم الله إياه.

ولا يَتمتعُ اليَوم المَلايين من المَسيحيينَ بِالحياةِ الأفضل. والإنجيل بِالنسبةِ لكثيرينَ منهُم - أرضُ الموعدِ الحَقيقيةِ – ليَس إلا سِوى دِيانة. ولذلك، يا أخي، كُنْ مُدركاً لهَذهِ الحَقيقةِ: ٱلْآنَ مَلَكُوتُ ٱلسَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ، وَٱلْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ. (متى 11: 12)! لذا عَلينا أن نَأخُذ مَكانتنا في المَسيحِ، ونَعملَ ونُجاهدَ، وسنأخُذ مَا نُريد.

يَجبُ على جَميعِ خُدامِ الرَّبِّ الذينَ يَشغلونَ مَناصِب قِيادية، الالتزامَ عندمَا يَشعروا أنها اللحظةَ المُناسبةَ من الرَّبِّ لقيادةِ شُعوبهم، من أجلِ القيامِ بِواجباتِهم كمسيحيينَ. ومنْ لا يَفعلُ ما هو مَفروضٌ عليهِ، لنْ يرى عملَ الآبِ يُنفذُ في حَياتهِ. ومهما كانت حَاجتُك، بِمُجردِ أن تَعرفَ أن نِعمةً مُعينةً هي لكَ، لا تقف سَاكناً بل اسعَ لامتلاكها. فإن الفَشل في اِمتلاكِ مَا أعطاهُ لك الله هُو تراخٍ! ولنْ يكونَ هُناك فَائدةٌ من الصَلاةِ للرَّبِّ من أجلِ شِفاءكَ، عَلى سبيلِ المثالِ، لأن العِلاج والشفاء من كُلِّ الأمراضِ قدْ أخذناهُ بالفعلِ، عِندما تَحمل المَسيحُ جِراحنَا، ولذلك يَجبُ عَلينَا أن لا نُعاني من أي مَرضٍ. ونفسُ الشيء يَنطبقُ على الخَطيئةِ التي تُسيطرُ على العَديد من أبناءِ الرَّبِّ: ولقدْ عانى بِسببهَا يَسُوع بِالفعل! ولهَذا السَبب، يَجبُ على كُلِّ أولئكَ الذين يَخدمون الله العلي ألا يَسمحوا أبداً للخطيئةِ بأن تَحكُم عَليهم. وعَلاوةً على ذلك، من حَقهم التَمتعَ بِالسلامِ، لأن تَأديبَ سَلامهِ كانَ عَلينَا (إشعياء 53: 4-5)

إن التَمسُك بِالوعودِ الإلهيةِ هُو واجبٌ عَلينَا، لأن من لا يُصارع ويُكافح لنْ يَحصلَ على شيءٍ. مِثلمَا كانَ على الإسرائيليينَ أمتلاكُ الأرضِ في المَاضي، يَجبُ عَلينا اليوم أن نَمتلكُ اِرثنَا: إنجيلُ يَسوعَ المَسيح. وإذا كُنتَ لا تؤمن بِالكلمةِ، فأنتَ لا تُؤمنُ بالرَّبِّ. لأن الطريقةَ الوحيدةَ للإيمانِ بشخصٍ ما، هي أن نؤمنَ بما يَقولهُ أو وعدَ بهِ. وأولئك الذينَ لا يَفعلون مَا أوصاهُم بهِ، لا يؤمنُ بهِ.

قدْ أعُطيت الأرضُ بالفعلِ لبني إسرائيلَ في الوقتِ الذي وعدهُم به الله. فيا اِخوتي أنتم اُعطيتُم البَركة عِندما عَرفت وعُود الرَّبِّ طريقهَا إلى حَياتكم. فأغتنِم ذَلك، وأستولي على مَا هو لكَ في الرَّبّ. ولا تفشل في اِمتلاكِ ما تَتعلمهُ من الكلمةِ. فالعديدُ من المَسيحيينَ يَتصرفونَ بِهذهِ الطريقةِ، ولكنْ، ينتهي بِهُم المَطافُ في اليَأس وهُم يَصرخون للآبِ ليَنصرهُم ويُخلصهُم من الشُرورِ. فَكلُّ ما عليك فِعلهُ هو سَماعُ الكلمةِ، ثُم الإيمانُ بها وتنفيذ مَا تأمُرك بهِ. وبِهذهِ الطريقةِ، لنْ تَكونَّ مُخَيباً للأملِ!

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز