رسالة اليوم

05/08/2018 - الثِقَةُ المَطْلُوبَةُ

-

-

 

"وَتُبْصِرُ عَيْنِي بِمُرَاقِبِيَّ، وَبِٱلْقَائِمِينَ عَلَيَّ بِٱلشَّرِّ تَسْمَعُ أُذُنَايَ."(مزمور 92: 11)

وَثِقَ الملكُ داوُّد بأنّ الرَّبَّ ميَّزهُ عنْ الآخرين. فكُنْ صادقاً: هل تعرف أي شخصٍ لديهِ نفسُ هَذا المبدأ؟ للأسف، يَقضي الكثيرُ من المَسيحيين وقتاً طويلاً في الصَلاة إلى الرب لكي يَمنعوا العدوَّ من مُهاجمتهم، لأنهُم لا يُريدونَ مُواجهةَ الشرِّ. لكنَّ هَذهِ لم تكنْ الطريقةُ التي تصرّفَ بها داوُّد. فلقد كان يَعلمُ أنّ العليَّ معهُ، وبالتالي لمْ يَكُن يَهتمُ بِمُهاجمةِ أعدائهِ. لقد وثِق في حَقيقةِ أنهُ بالقوَّة الإلهيةِ التي مَعهُ سَيتغلبُ على جَميعِ هجماتِ الجَحيمِ. وكمسيحيّ يَجبُ أن تَتصرفَ بِنفسِ الطريقةِ: ولا تدعَ نفسك تسلُكُ بالتعصّبِ الديني، بلّ بالإيمانِ. لأنهُ هكذا فَقط تُحقق النّصرَ في كُلِّ شيءٍ.

أنت بحاجةٍ لأن تنمو في الإيمانِ، لدرجةِ أن تواجهَ اعداءك بِفرحِ. وبِذلك، سَتصبحُ المَعاركَ الرُّوحيةَ مُتعة عَظيمةٌ لكَ، وخدمةُ الله سَببَ فرحٍ لقلبكَ. حاول أن تنمو في النِعمةِ الإلهيةِ، ومَعرفةِ الكلمةِ وفي مَعاركِ الإيمانِ؛ وأخيراً، إذا كُنتَ في المَسيح لنْ يكون هُناك أي شيءٍ قادرٍ على هَزيمتكَ. إنّ الخوفَ من الخسارةِ في أيةِ معركةٍ أو الشعور بالألم من أي نَوعٍ من التجاربِ التي يَضعها العدوُّ في طَريقكَ، هي بِالفعل عَلامةٌ على اِنتصارهِ عَليك. لذلكَ، يجبُ عليكَ أن تُراقبَ هَؤلاء الذينَ يَنتظرونَ هُناكَ بِفرحٍ - وليْس بِحُزنٍ أو رُعبٍ .

إن آذانَ مَلكُ إسرائيلَ اَبتهجت بِما قالهُ الأشرارُ عَنهُ، وعلي مَا يَبدوا هَذا الأمر لا يُصدق. والسَبب في ذَلك هو أن دَاوُّد كان يَعرفُ أن مُضطهديهِ سوف يُهزمون. حسناً، إن العهدَ الذي قَطعهُ الله معَ أبراهِيم بأنه سَيكونُ ضدَ كُلِّ الذين يَقومونَ عليه، كانَ لنسلهِ أيضاً، والذين كانَ داوُّد من بَينهم. وفي يَسوع كانَ لنا التأكيد على هَذا العَهد. وكُلّ من يَتكلم بالشرّ على أبناءِ الله أو يُريد أن يُصيبهم بِأذى، سيكونُ عليهِ مُواجهة القَديرِ بنفسهِ، وبِالتأكيد، لنْ يكونَ لديهِ أيةَ فُرصةٍ للانتصارِ عليهِ على الإطلاق.

تجدرُ بنَا الإشارةُ إلى مَعنى أنَّ: "أعداؤنا يرتفعون علينا"، أنهُ يجبُ عَلينا ألا نُعطي اهتماماً لتهديداتهِم ونُؤمن بأنهُ سيتمُ هَزيمةُ خُصومِنا. وعَلينا أن نعيشَ حَياتنا مُؤمنينَ بأن إلهُنا حَقيقي، ولذلكَ، لا يوجدُ أي شيءٍ يجبُ أن نَخافَ مِنهُ. وأخيراً، بِما أن الرَّبَّ يَفيِّ بكُل وعودهِ، فإن اِبن الله لنْ يَخرُج أبداً مَهزوماً من أيةِ حربٍ سيخوضهَا، لأن الرَّبَّ سيقويهِ للحَرب.

فيا أخي، لا تخفْ لأنك جُزءٌ من هَذا الوعد. فالعليِّ لا يُريدنَا أن نَبتعدَ أو نَهرُب، لكنهُ يريدنَا أن نَخوضَ مَعاركنَا باسمهِ، وبِنفسِ الشجاعةِ التي وَاجه بِها دَاوُّد جُلْيَاتُ العِملاق. فهو لمْ يخف ولمْ يسمح لنفسهِ بالهربْ من تَهديداتِ جُلْيَاتُ، فلقد كان يَعلمُ أنّ العليِّ الذي بِداخلهِ يُعطيهِ النَّصر. إذن، مَاذا سَتفعل من الآن فَصاعداً؟ لا تُعطي الشَّيْطان مُتعة اضطهادِكَ. بل اِرتفع وعِشْ بِنجاحٍ!

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز