رسالة اليوم

03/08/2018 - السِّرُّ في نَامُوسِ الْحُرِّيَّةِ

-

-

 

" وَلكِنْ مَنِ اطَّلَعَ عَلَى النَّامُوسِ الْكَامِلِ ­ نَامُوسِ الْحُرِّيَّةِ ­ وَثَبَتَ، وَصَارَ لَيْسَ سَامِعًا نَاسِيًا بَلْ عَامِلاً بِالْكَلِمَةِ، فَهذَا يَكُونُ مَغْبُوطًا فِي عَمَلِهِ" (يعقوب 1: 25)

إخواننَا في المَسيح الذينَ لا يَهتمون بالتعليماتِ الواردةِ في الكتابِ المُقدَس، يفقدونَ الكثيرَ من البركةِ لأنّهم يتصرّفون بَهذه الطريقةِ، ولنْ يستطيعوا رؤية السِرِّ في التَمسُك بهذا النَاموسِ الكاملِ. وفي اِتباعِ الخَطواتِ الأخرى التي أخبرتنا بِها هذه الآيةُ. أخي إن الرَّبَّ لا يُعطينا أيةَ توجيهاتٍ من الفراغِ. لذلك، في كُلِّ مرةٍ تفهمُ فيها ما يُقولهُ كلامهُ لك، لا تؤجل فعلَ ما يجبُ عليك فعلهُ: امضي قُدمًا واِستلم مَا أعلنه لكَ.

كانَ ناموسُ موسى يُطبَّقُ في المَاضي. لكنَّ هذا الناموس كانَ مُعيباً، لأنهُ لمْ يُعطِ الإنسانَ الحُرية، ولم يكُنْ قادراً أن يوقفه عنْ فعلِ الخطيئةِ. ولكنَّ ناموسَ الحُريةِ الكاملُ لدينَا الآن. وهو الإنْجيل نَفسهُ - وهو أفضلُ سبيلٍ لإخراجنَا من الظلامِ. وعندمَا يُضيفُ الإنسانُ لهُ شيئاً يرتكبُ خطأً فادحاً. فلا يجبُ أن يفعل ذَلك، لأنهُ ببساطةٍ، بِناموسِ الحُريةِ الكاملِ يُمكننا إرضاءُ العليِّ فيكونُ معنا.

يجبُ فقط أن نجتهدَ في فهمِ الإنْجيلِ، وما يَكشفهُ لنَا. لأنهُ لا توجدُ طريقةٌ أخرى للنجاحِ. يَقرأ بعضُ الناسِ هذهِ الآيةِ بشكلٍ سريعٍ ويَعتقدون أنهُم بِحاجةٍ للاستمرارِ في تطبيقِ هذهِ القواعدِ الدينيةِ أو التضحيةِ بأنفسهِم. ولكنْ، فقط أولئك الذينَ ليس لهُم أيّ علاقةٍ بالأخبارِ السارةِ التي بيسوعَ المَسيح، يفكرونَ بهذهِ الطريقةِ. فَتجدهُم يَميلون إلى الصَيام والصلاة وإجهادِ النَفسِ كثيراً، لكنهُم لا يحصلونَ على شيء في المُقابل. ولكنَّ، الذين يَسمعون ويَعملون بِالكلمةِ، يَبدؤون العَيشِ ضمنَّ الخطة الإلهية.

استقبل من الله كنزك الحَقيقي في كُلِّ مرةٍ يكشفهُ لك من خِلالِ الكلمة. ولهذا السبب فأنهُ من المُهم أن لا تكونَّ مستمعاً غافلاً. واخيراً، يُمكنُ مقارنةِ أولئك الذين لا يَحتفظونَ بما هو مُعلنٌ لهُم، بعاملِ مَنجمِ الذهبِ الذي يَجدُ حجراً ثميناً للغايةِ، لكنهُ يتركهُ على جانبِ الطريقِ بَعض الوقتِ. وعندما يعودُ للبحثِ عنهُ، يجدُ أنّ شَخصاً آخراً قد أخذهُ بالفعل.

إن الخَطأ الذي يرتكبهُ الكثير من الناسِ هو أنهم لا يَهتمون بِتوجيهاتِ الرَّبِّ فوراً. والمُشكلة هي أنهُ عندمَا يتركونها لوقتِ لاحقٍ يكتشفون أنهُم ضيعوا الوقت الصحيحَ لبركتهم، لأنّ المِسحة قد اِختفت وما تبقى منها هو مُجردُ ذكرى غَامضة لشيءٍ قوي وقَيِّمْ للغاية.

سيضيعُ الكثيرُ من الناسِ إلى الأبد، بسببِ عدم فَهمهم، أو بسببِ عدم قُبولهم دعوةَ السيدِ لهُم. ولأنهم قدْ أجّلوا القضايا الإلهية، عندمَا يبدؤون التفكيرَ بِالأمر، فهُم لنْ يروا أهميةً كبيرةً لما تلقّوهُ. أخي، لا تتصرّف بهذهِ الطريقة. وبمجردِ أن تحصُل على الاستنارةِ في قلبك يَجبُ أن تفعل كُلَّ ما قيل لكَ. وسَتصبحُ سعيدًا بِعملِ الرَّبِّ. لذلك، اِختر عدمَ الهَزيمةِ. وفَاجئ نَفسكَ بِالعملِ بِالكلمةِ، وكنْ فاعلاً لعملِ الله!

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز