رسالة اليوم

31/07/2018 - لا تُغَيِّرَ ٱلْقَوانِينَ

-

-

"وَأَمَّا مَا قَدْ أَدْرَكْنَاهُ، فَلْنَسْلُكْ بِحَسَبِ ذَلِكَ ٱلْقَانُونِ عَيْنِهِ، وَنَفْتَكِرْ ذَلِكَ عَيْنَهُ." (فِيلِبِّي 3: 16).

بِمُجرَّدِ معرفتكَ أنّ العليِّ ليْس مَصدراً للفَوضى، فلنْ تَقلق حَوّل مَا إذا كانَ النَاس يَفهمونَ أن مَا تفعلهُ هو الصَواب أم لا. والشَّيْطان أيضاً قدْ يُلمح لكَ أنكَ لمْ تتصرف وفقاً لما أمرتَ بهِ، ولكنْ يَجبُ عليكَ فعلُ ما تم الإعلان لكَ عنهُ من خِلالِ كلمةِ الرَّبَّ. وعِندمَا تُدرك مَا تَعلمتهُ من الكِتابِ المُقدسِ، عَليك أن تَنتظر الرَّبّ وتَتجاهل أي أكاذيب قدْ تَنقل لكَ فِكرةَ أنكَ فَاشل. وبِذلكَ سَوفَ تَصل إلى الهَدف على الفَور إذا أطَعتَ الكَلمة!

لا تدعْ العدوُّ الذي اِستخدمك في المَاضي، يُزعجكَ الآن بِالشُكوك أو الشُعور بِالذنب أو حَتى بِالرغبةِ في "تَحسينِ" خَلَّاصِكَ. فالرَّبَّ يُكَمِّلْكُمْ فِي كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ لِتَصْنَعُوا مَشِيئَتَهُ،(عبرانيين 13: 21). لذلكَ، ضَع في اِعتباركَ أنهُ لا فَائدةٌ من القيام بأي عَملٍ إذا لمْ يَكُنْ ضِمن خِطةِ الله.

يُحذرنَا الكِتاب المُقدس من الإضافةِ أو الطَرحِ من الوَّحي الوارد فيهِ، مِما يَعني أنكَ لستَ بِحاجةٍ إلى الذَهابِ إلى مَا هُو أبعدُ من مَا كُتبَ لكَ. كُلّ مَا عليكَ القِيامُ بهِ هو أن تَكونَ مُخلصاً للكلماتِ التي تَكلم بِهَا الرَّبّ. وعِندمَا تقوم بِذلكَ سَوف تَكونُ قدْ فَعلتَ واجَبكَ. في نفسِ الوقتِ، كُنْ على أُهبةِ الاستعدادِ لأن العدوَّ - الذي يَتضايقُ من مَوقفكَ في المَسيح - سَيأتي إليكَ بِأعذارٍ كثيرةٍ ومُختلفةٍ، لكي يَجعلك تَبتعدُ عنْ المَشروع الإلهَي. لِأَنَّهُ يُغَيِّرُ شَكْلَهُ إِلَى شِبْهِ مَلَاكِ نُورٍ (2 كورنثوس 11: 14) ويتصرفُ بِطريقةٍ تبدو على مَا يبدو مِثالية، لدرجةِ أن أي شَخصِ مشتت قدْ يَقول: "إنهُ عَملُ الله!" - لكنْ تذكر: مَا يأتي من فَوق فهو دَائماً كَاملٌ.

حاول تَجنُّب أي تَناقض بَينَ مَا تمَّ الكشف لكَ عنهُ، وبين مَا تفعلهُ حقًا. ولتحقيقِ ذَلك يَجبُ أن تَهرب من المحاولاتِ الدينيةِ التي تَهدفُ إلى أن تَكونَ "الرجُل" وأن تَتفاخر بمَا تَظُّن أنكَ قدْ فعلتهُ من أجلِ الرَّبِّ. فأولئكَ الذينَ يُحققونَ مَا يُريدهُ منهُم الرَّبِّ، يَذوقونَ الإحساسَ بِإنجازِ العَملِ، ولا يَبحثونَ عنْ أي مَجدٍ لأنفسهِم. لا يُوجد مُكافأة أكبرَ وتُعطي الكثيرَ من السَلامِ، أكثر من فِعلِ ما يقولهُ لنَا الآب بِالضبط. لذلكَ، لا تسمح لنفسكَ بِالابتعاِد عنهُ، والاتجاهُ إلى الأعمالِ البشريةِ في مُحاولةٍ لتحسينِ مَا لا يُمكنُ تغييرهُ بهذهِ الطريقةِ. وإذا كُنت تَسيرُ بنفسِ القانونِ الذي عَرفتهُ من الوصِيةِ الإلهيةِ، فسوفَ تقومُ بعملٍ رائعٍ جداً.

كُلُّ مسيحي يَعيشُ الكلمة سَيكونُ دَائماً مُنتصراً. فَلا يَهمهُ ما يَقولهُ لهُ عقلهُ، بل مَا تَكشفهُ لهُ الكلمةُ. في القَديم، طلبَ الله من مُوسى أن يَبني خَيمة على نَفسِ المقاييس التي سَيُعطيها لهُ في الوَّحي (خروج 25: 1-9). أيُها الإخوةُ ، لقدْ سبق لكَ أن رَأيتَ "نُموذجاً قِياسياً"، صَممهُ الرَّب، للعملُ الذي يُريدُ أن يَفعلهُ في حَياتنا. لذلك، لا تَتجاوز المَشروعُ الإلهي! لا تقع في تَجربةٍ باستخدامِ عقلكَ الجَسدي، أو أي حِيلٍ أخرى، للحُصولِ على مَا أُعطى لكَ بحريةٍ من الذي أحَبنا. ولا تُقدم نِيراناً نَجسةً على مَذبحُ الرَّبِّ. تُظهر لك المَشاكل والادعاءات والحُجج، الخُدام الذين لمْ يَكونوا حَقيقيين في خِدمتهم للرَّبّ، أيضاً مَشاعرك سَتكونُ مُختلفةً عَنهُم.

 

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز