رسالة اليوم

30/07/2018 - تَعَامُلنَا مَعَ الإِخَوَةِ

-

-

"لَيْسَ أَنِّي أَقُولُ مِنْ جِهَةِ ٱحْتِيَاجٍ، فَإِنِّي قَدْ تَعَلَّمْتُ أَنْ أَكُونَ مُكْتَفِيًا بِمَا أَنَا فِيهِ." (فِيلِبِّي 4: 11)

كانَ حُبُّ الرسُول بُولس تَجاهَ إِخوتهِ في الإيمانِ حَقيقياً جِداً وبدونِ أي مَصلحةٍ ذاتية. ولكنَّ، الشيءَ المُحزن هُو رُؤيةُ العَديد من المَسيحيين يَستبدلونَ الحُبَّ بِالمشاعر التي لا تُرضي الرَّبَّ. والبَعض يَهتمونَ فَقط بِالربحِ الذي يُمكن أن يَحصلوا عَليهِ من الآخرين، ويَبدؤون في التَصرُف بالخِداعِ مِثلما يَفعل غَيرَ المؤمنين. حَسناً، هَذا لا يَنبغي أن يَحدث بينَ المُخلَّصين، لأن حُبهم يَجبُ أن يَكون صَحيحاً وحَقيقياً؛ واخيراً، إذا وجدَ الشَّيْطان لو القليل من حُب الذَات في نُفوسهُم، سَتكون فُرصةٌ لهُ ليبدأ عَملهُ فيهم - والويلُ لأولئكَ الذينَ يَمنحونَ الشَّيْطان هَذهِ الفُرصةَ لاستخدامهم!

نُظهر نَحنُ أننا نُحب الله، فقط عِندما يَكونُ لدينَا مَحبةٌ تجاهَ إخوتنَا، وليسَ فَقط عِندمَا نقومُ بِاستخدام الوصَايا الإلهيةِ من أجلِ مَصلحتنَا، وهَذا بِالمناسبةِ يُسمى أنانيةٌ. إن اِكتمالَ مَحبةِ الله فينا عِندما نَرى أي شَخصٍ - سِواءَ كانَ قَريباً أو غَريباً - ويمرُ بِحالةٍ صَعبة ونَشعُر أننا يَجبُ أن نُساعدهُ. هل فَكرتَ في تَكريسِ نَفسك لصَالحِ أولئكَ الذين يَعيشونَ في بلدٍ بَعيدٍ. أو لصَالحِ الفقراءَ والبَائسين؟ هَل لديكَ الاستعداد للتَضحيةِ بِحياتكَ للذهابِ إلى مَناطقَ بَعيدةً جِداً من أجلِ التَحدُث عنْ يَسُوع إلى هَؤلاءِ النَاس؟

 ما مَعنى أن تُحب أخِوتك؟ يَعني أن تَمنح نَفسكَ لله، من أجلِ أن يَحصلوا هُم على الإعلاناتِ التي يَحتاجونَ إليهَا؛ يَعني أن تُحارب في الصَلاة، كمَا لو كُنت في مَعركةٍ من أجلِ شخصٍ ما وقعَ في ظُلم. ومن يَتصرفُ بطريقةٍ مُخالفة للكتابِ المُقدسِ، سَيغرق في التَكبر أو أي خَطيئةٍ أخرى.

نرى الآن بَينَ شعَب الله الكثير مِن الإدانة لأولئكَ الذينَ ابتعدوا عنْ الطريق. ولذلكَ، فنحنُ بحاجةٍ إلى الاهتمامِ بهذهِ الحَقيقةِ: فنحن نُحبُ الله فَقط إذا كُنا نُحبُ الأخوة بِنفسِ الطَريقةِ التي نُحبُ بهَا أنفسنَا. مَاذا أقول عنْ أولئكَ الذين ضَاعوا، أولئك الذينَ لا يعرفونَ حتى أن الآبَ قدْ اختارهُم بِالفعل لكي يَكونوا مِنَّا؟ ونَحنُ في بَعضِ الأحيانِ نُدينهُم، أليْس كذلك؟ ولكنْ، يَجبُ علينا أن نَكرهَ المُمارساتِ الخَاطئةِ وليس الخُطاة.

يجبُ أن يكون الجَميع فَرحنا. فبالإضافةِ إلى المُخلصين، هَؤلاءِ البَعيدين هُم أعضاءٌ في نفسِ الهَيئةِ التي نَحنُ جزءً مِنها: جَسد المَسيح. ومَاذا سَيحدثُ في حَياتنَا على سبيلِ المِثالِ، إذا خُضنَا حَرباً ضدّ قلوبنا أو إذا لمْ تُحب عِيوننَا أقدامنَا أو إذا لمْ يُحب اللسانُ الفمَ؟ أسئلةٌ صعبةٌ، أليسَ كذلك؟ وبالمثلِ، يُعاني جسدُ المسيحِ عندمَا نُفكرُ وتتصرفُ بِطريقةٍ مُعاكسةٍ لما سَبق تَحديدهُ. ولذلكَ يجبُ علينا أن نُحبَ بعضنَا البَعض لكي نُنفذ الوصيةَ الإلهيةَ.

إنقاذُ المفقودينَ هو أعظمُ مُهمةٍ أعطاهَا لنا الرَّبُّ الآن، وَأولئك الذينَ يُؤمنونَ بهِ هُم مُكافأتنَا! قدْ لا نفهم لمَاذا يَوماً ما تَكلمنَا بِألسنةٍ. وربمَا سَيكونُ الأمر أننَا كُنا نتشفعُ من أجل كُلِّ أولئكَ الذين لمْ يعرفوا الرَّبَّ؟

 يا أخي، مَا هي الفِكرةُ من اِحتقارِ ابنٍ أو شَقيقٍ أعطاهُ لنا الآب؟ ومِما لا شك فيهِ أن خَلاص أي خَاطئٍ يَزيدُ من مُكافأتنا إلى حدٍ كبيرٍ. وقدْ كانَ هؤلاءِ الإخوةُ من فِيلِبِّي راسخينَ في الرَّبِّ، لذلك علينَا أن نُساعد كُلَّ أولئك الذين يَأتونَ إلى العائلةِ الإلهيةِ لكي يَظلوا ثَابتين في إيمانِ الإنجيلِ. ونَجاحُ إخوتنَا سَيكونُ نَجاحُنا أيضًا. لذلكَ، خُذ هذا على مَحملِ الجدِ: وصلِّي واِفعل مَا هو ضَروري سِواء بِالنسبةِ للأشخاصِ الذينَ اِبتعَدوا أو لأولئكَ الذينَ تمَّ خلاصهُم!

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز