رسالة اليوم

28/07/2018 - اِصرُخْ إِلى إِلهِكَ

-

-

"فِي ضِيقِي دَعَوْتُ ٱلرَّبَّ، وَإِلَى إِلَهِي صَرَخْتُ، فَسَمِعَ مِنْ هَيْكَلِهِ صَوْتِي، وَصُرَاخِي دَخَلَ أُذُنَيْهِ" (2 صموئيل 22: 7)

يَعتقد الكثيرون أنّ قِديسي الله يَعيشونَ في مَكانٍ مَخفي وبعيداً عنْ الشَهوات، لكنَّ الحقيقةَ هي أنّ الجَميعَ يَتعرضُ للشهواتِ. وحتى أنّ الكَثيرينَ الذين تَكرسوا كخُدام للرَّبِّ، اِكتشفوا أنّ الكثير من الألم يَزورهُم بِاستمرار. قدْ يسأل الإنسان نَفسهُ "إذن، أليسَ هُناك مَخرج؟" بِالطبع هُناك! وهَذا هو السَببُ الذي جَعل داود يُسجلُ لنا ذَلك الإعلانُ في سفرِ صَموئيل. لذلكَ، إذا كُنتَ تمُرُّ بأيِ مَشقةٍ، لا تدعْ المُجرِب يَجُركَ بعيداً. وتَواصل معَ الرَّبّ واِستدعيه، وبِهذهِ الطريقةِ لنْ يقترب الشّرّ منكَ بعدَ الآن.

نحنُ مُختلفونَ عنْ أولئكَ الذينَ لمْ يقبلوا يَسوع كمُخلّصٍ لهُم. رُبما الاختلافُ في نقطةٍ واحدةٍ على الأقل: فنحنُ لدينا مَخرج لأننا نَستطيعُ أن نَستدعي إِلهنا، ومنْ يَفعلونَ ذلكَ بالإيمانِ والاصرارِ سَينجحونَ؛ ومن نَاحيةٍ أخرى، إذا لمْ يَتمتع المُخلَّصون بِالصلاحِيات التي لهُم، ولا يَستدعونَ العليِّ القَدير والوحِيد، فَإنهُم سَيبقون بِالتأكيد تَحت سَيطرةِ العدوُّ. علينَا أن نَنظر إلى الأمِثلةِ التي في الإنْجيل، وأن نَتصرفَ مِثل إِخوتنا في ذَلك الوقت، الذينَ حققوا النَصر لأنهُم فَهموا الأوامر الإلهية ووضعُوها موضع التَنفيذ. وبِهذهِ الطريقة، سَنتلقى بِالتأكيد نَفس البَركات.

فَتح دَاوُّد فمهُ وصَرخَ إلى الرَّبّ، بدلاً من قَضاءِ الوقتِ في البُكاء واليأس، عندما سَأل الله إذا كانت هَذه هي الطَريقة التي يَتعامل بِها مع خُدامهِ. أخي، في أوقات المِحنْ، لا يَجب أن تصمُت أو تَتحسر في قَلبكَ. ولكنْ عليكَ أن تَصرُخ إلى الرَّبّ، وتتجه لهُ بالصلاة مع الإيمان والتَصميم على أساس تَعاليم الكتابِ المُقدس. وبأخذكَ لهذا المَوقف سيسمعك الرَّبَّ، وسَيفعل العليِّ كُلَّ شيءٍ من أجلِ مَصلحتكَ. ولكنْ، إذا استسلمتَ لاِعتداءات قوَّى الشرّ، فلنْ تَحصُل على المُساعدةِ السَماوية.

صَلاة الإيمان هي التي نَقولهَا بِكُلِّ قوّتنا وثِقتنا، وبِناءً على مَا تقولهُ كلمةُ الله. اِنتبه: ليْس صَلاةٌ بِخوفٍ أو تَقلقُل أو شَك، بلّ صلاةٌ بِإيمانٍ، والمُؤمن هو الشَخصُ الذي لا يَقبل بِـكلمةِ "لا" كإجابةٍ، ويَمنعَ العدوُّ من أن يَتغلب عَليهِ. هذهِ الصَلاة هي التي تَدخُل في هَيكل الله. وتُحرك يدَّ الرَّبِّ وقوُّته الإلهية للعَملِ لصَالحنَا.

يجبُ أن يَصل غَضبكَ إلى الأعلى - وهَذا مُمكن عِندما تُعلن للرَّبّ عنهُ بإيمانٍ بما تُعلنهُ كلمةُ الرَّبِّ. ولا يَجبُ عليكَ أبداً أن تُصلي بِخوفٍ، بل بإيمانٍ ويَقينٍ، لأن هَذا هو الطريقُ الذي يُؤدي إلى أُذُنَيْ الأب، ذاك الذي لا يَستمعُ لصَلاةِ الشَك أو التَرددِ. فَصرختك بإيمانٍ سَتُنجز العَمل.

هَكذا صَعِدَ أبطالَ الإيمان، بِاستدعاءِ الله القدير، دُون النَظر إلى مَا يُميزهُم (عبرانيين 11)، كمَا أنهُم تَصرفوا وفقًا لمْن يَخدمهُم. واليَوم، إذا فعلنَا نفسَ الشيء، بإيماننا، سَنصل إلى نَفس البَركةِ التي أخَذها أولئكَ الرِجال في المَاضي. لذا، صلِّ صَلاتك في هَيكلِ الله واجعلهَا تَصِل إلى أُذُنَيْهِ!

 

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز