رسالة اليوم

26/07/2018 - سَتَكتَمِلُ رِسَالةُ الرَّبِّ

-

-

" وَاثِقًا بِهَذَا عَيْنِهِ أَنَّ ٱلَّذِي ٱبْتَدَأَ فِيكُمْ عَمَلًا صَالِحًا يُكَمِّلُ إِلَى يَوْمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ." (فِيلِبِّي 1: 6)

يُريدُ الرَّبُّ أن يُعطيكَ شَيئاً، في كُلِّ مرةٍ تشعرُ فيهَا بِالتلامُس معَ الإنجيلَ ومع كَلماتهِ. وبمعنى أخر، يَجبُ ألا يَغيبَ عنّا هَذا الهَدفُ؛ ولِنَتَمَسَّكْ بِإِقْرَارِ الرَّجَاءِ رَاسِخًا، لأَنَّ الَّذِي وَعَدَ هُوَ أَمِينٌ (عبرانيين 10: 23). في الواقعِ، إنهُ في يدِّنا أن نَحصُل على مَا وعَدنَا اللهُ بهِ. لأنهُ عندمَا أعطنَا ذَلكَ الوعد، منَحنا أيضاً القُدرة على تَحقيقهِ (فيلبي 2: 13). وفي هَذهِ الحالةِ سوفَ نَراهُ يتحقق.

إن فَهمَ مَا أعدهُ اللهُ للبشر لا يَحدثُ في غَمضةِ عَينٍ. فلقد كانَ كلامُ الرَّبِّ يُعطى بالتدريجِ في عَصرِ الإنْجيلِ. ونفسُ الشيءِ يحدثُ اليَوم. فَالخُطط الإلهيةُ ليْست دَائما مَكشوفةٌ بِالكاملِ، لكنَّ الرَّبَّ يكشفُ لنّا النقابَ فقط عندمَا نقومُ بِالعملِ المطلوبِ منّا. وبالإضافةِ إلى ذَلك، فإن العليِّ لنْ يُغيرَ أبداً طَريقتهُ في التَعامُلِ مَعنا: وهي أَنَّنَا بِالإِيمَانِ نَسْلُكُ لاَ بِالْعِيَانِ (كورنثوس الثاني 5: 7).

مُنذُ اليومِ الأولِ الّذي سَمِعنا فيهِ الوعظَ بِالإنْجيل، بَدأ الله العَمل فينَا. ومن المُمكن أن نَكونَ قدْ ابتعدنَا عَنهُ، أو قدْ يَكون إيمانُنا قد أصبحَ بَارداً، ولكنَّ أبانَا لمْ يتوقف عنْ رُؤيتنَا نَفعلُ مَا وعدَ بهِ. فيجبُ علينَا فقط أن نُؤمنَ بِكلمتهِ، وبجديةِ الهَدفِ، ويَجبُ أن نَنطلقَ لإنجازِ مَا كلفنَا بهِ. ومن ثمَّ سَيقومُ هو بعملِ ما هو ضَروري لفعلِ مَشيئتهِ.

الكلمةُ واضحةٌ: إن القديرَ سَيكملُ العملَ الذي بَدئهُ فينَا. وهَذا يَعني أنهُ لا يُريدُ منَّا أن نفعلَ الأشياءَ بِتسرُعٍ، لكنهُ يريدُ أن يَكونَ عَملهُ كاملاً بلا عِيوبٍ وأن يُنفذَ بالنعمةِ التي أعطاهَا لنَا، والتي تُعدُ مثاليةً لمُساعدتنَا لأكرمِ اسمهِ الحلو. فلا تدعْ العدوَّ يقولُ لك أنكَ لنْ تَستطيعَ فعلَ مَا كلفك بهِ، ولكنْ اِبتهج لأنكَ ستنتصرُ وسَتفعلُ ذلك. لا تعمل الوصيةَ بِكسلٍ أو بنقصٍ، لأنهُ مَكتوبٌ: " مَلْعُونٌ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ ٱلرَّبِّ بِرِخَاءٍ!" (إرميا 48: 10 أ)

في يومِ الرَّبِّ يسُوع لا يُوجدُ وقتٌ للخدمةِ. ففي ذَلكَ اليَومُ لا يَكونُ الله تَحتَ تَصرُفنا من أجلِ تَأهيلنَا لخِدمتهِ. وعندمَا خَلقنا الأبدي صنعَ كُلَّ شيءٍ أفضلَ ما يَكون. وبَعدَ ذَلكَ قامَ بِتقييمِ عَملهِ " وَرَأَى ٱللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ [...] فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّاً" (سفر التكوين 1:31). فجهِز نَفسك لأن الرَّبَّ سَيُحللُ الأشياءَ التي تقومُ بِها بِمُساعدته، ولنْ يكونَّ سعيداً إذا كانت الثِمارُ التي تحملُها ليْست جَيدةً. يُريدُ الله أن تكونَّ خدمتُنا لهُ مُميزة، ولهَذا السبب سَيختبر جَميعَ أعَمالنا (1 كورنثوس ٣: ٩ـ ١٥).

فجهز نَفسكَ رُوحياً ومادياً من أجلِ القيامِ بِعملِ السَيد. وحَوِل تِلك المُهمةَ إلى الموضُوعِ الرئيسي لصَلاتِك. لا تدعْ الشَّيْطانَ - المُخادع - يُخبركَ أنكَ لنْ تنجحَ في إعلانِ حَقائقِ المَلكوت. اِستيقظ! سَوف يُكملُ الرَّبُّ مَا بدئهُ فيكَ! وسيكونُ عملُ الله في حَياتكَ مِثالاً على الإتقانِ الإلهي.

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز