رسالة اليوم

25/07/2018 - يُنْقَذَك مِنْ أَعْدَائِكَ

-

-

وَكَلَّمَ دَاوُدُ ٱلرَّبَّ بِكَلَامِ هَذَا ٱلنَّشِيدِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي أَنْقَذَهُ فِيهِ ٱلرَّبُّ مِنْ أَيْدِي كُلِّ أَعْدَائِهِ وَمِنْ يَدِ شَاوُلَ،"(2 صموئيل 22: 1)

هلّ فكرتَ في تَقديمَ أُغنيةٍ للرَّبِّ؟ حسناً، القليل من النَاس يُفكرونَ في القيامِ بشيءٍ من هَذا القَبيلِ. وعادةً مَا يَتم إنقاذ الكثيرين من حالاتٍ سَيئةٍ، ولكنهُم لا يَتذكرون أن يَشكروا الله على عَجائبهِ. إنهم لا يَعرفونَ أنهُ في كثيرٍ من الأحيانِ، يَزرعُ العدوُّ في لحظاتِ النَصرِ بُذور الهَزيمةِ. لا يُوجدُ شيءٌ يُحزنَ قُلوبنا أكثرَ من الجُحود. ونفسُ الشُعورِ يَحدُث معَ الله. في لوقا 17: 12-18 سَأل يَسُوع عنْ ٱلتِّسْعَةَ أشخاص البُرْص الآخرينَ الذينَ شُفوا، عِندمِا عِاد الشَخص السَامري لكي يَشكُره. حَيثُ كانَ يَجبُ على الأشخاص الآخرين، على الأقل، أن يَقولوا لهُ "شُكراً جَزيلاً!"

أُحبُ أن أتأملَ كثيراً في مَا فعلهُ دَاوُّد. فلقدْ كانَ يعرفُ ما يَجبُ عليهِ فعلهُ، ولَم يَدخرَ أي جُهدٍ لأداءِ وَاجبهِ، وهَذا هو سَببُ السَعادةُ الدَائمةُ التي كانَ فيهَا. فيا أخي، أتمنَا أن يَفرحُ بكَ الرَّبُّ أيضاً لأن فرحَ الرَّبِّ هو قُوتكَ (نحميا 8: 10 ب). ومن نَاحيةٍ أخرى، إذا أحزنتَ الرَّبّ، فلنْ تكونَ لكَ قوةٌ على الإطلاقِ. فتخيل هذا: خالق هذا الكُون الضخم الذي لديهِ مثلُ هذهِ القُدرة الهَائلة، ولكَنهُ يُفكر بِنَّا. ويُمكنك أن تكونَ مُتأكداً أنه يُلاحظكَ طول الْيَوْمَ ، ٢٤ سَاعةً.

هُناكَ العديدُ من النبوءاتِ في هَذا المَزمور الرَائع الذي ألفهُ داوُّد والتي يَتحدثُ فيهَا عنْ الرَّبِّ يسُوع. لمْ يَكونوا أعداءُ دَاوُّد قليلين ولكنْ لمْ يبقى ولا واحد مِنهُم واقفًا على أقدامهم، لأن الله أنقذهُ من جَميعهم. وهَذا الإعلانْ لنا جَميعاً، فعلى الرُغم من أن الكثيرُ من الشَّيْاطين يُحاولون أبعادنَا عنْ الطَريق، إلا أن الله قادرٌ على حِفظنا مِنهُم. لذلك، لا تحزنْ إذا كُنت قد تَعرضتَ للتجربةٍ ما، لأن ذلكَ يحدثُ للجميعِ. إذا كُنت قد سقطت بِسببِ الخطيئة يَجبُ أن تتوبَ وتطلبَ المَغفرةَ الإلهيةَ؛ وكنْ ذلكَ الشخصُ الذي تبتهجُ بهِ روحُ الرَّبِّ.

كانَ داوُّد يُعاني من مشكلة خطيرةٍ وهي: غيرةُ شاولَ منهُ، حيثُ حاولَ ذلك المَلك قتلهُ، لكنَّ الرَّبَّ لم يَسمح بحدوثِ ذَلك. إذا كُنت تواجهُ وضعاً مُماثلاً في العملِ، أو في مَنزلكَ أو في أي مكانٍ آخر، يَجبُ أن تعرفَ أن الله الذي سَلم دَاوُّد من يدِّ شاولَ ذاك الذي سَمحَ للشَّيْطانِ بأن يستخدمهُ، سَيكونُ معكَ أيضاً. وسَوفَ يُخلصكَ من أيدي جَميعِ أعدائِك.

الآن، خُذ هَذهِ النصيحةُ من شخصٍ سبقَ أن سَاعدهُ الرَّبَّ: عِندما تَكونُ في شركةٍ معَ العليِّ، وتشعرُ أنكَ بحاجةٍ إلى بَركةٍ خَاصة، لا تكون مَحدودَ الفِكر، ولا تَخجل من أن تُطالب بالوعودِ التي وعَدك بها؛ ثُمَّ تصرُخ بِإيمانٍ بأَن الرَّبَّ سيُعْطِيك هَذِهِ البركة، ففي كثيرٍ من الأحيانِ قام بمُساعدتي على هَذا النَحو. فالأغانِي التي كتبتهَا على سَبيلِ المِثال، أظهرتُ فيها الصَلوات التي أقولهَا بمشاعرِ الحُب مع الآب.

بِاختصار: فإنَّ الرَّبَّ إلهنا، يَقدرُ أن يَفعل أكثرَ مِمّا نَطلبُ أو نَفتكر(أفسس 3: 20) ، لذلكَ لا تُفكر بأنكَ صَغيرٌ! ودعْ الآب يَستخدمُك لتُباركَ الآخرينَ.

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز