رسالة اليوم

21/07/2018 - اِتبَعْ الأوامِرَ

-

-

 

"ثُمَّ قَالَ لَهُ: «قُمْ وَٱمْضِ، إِيمَانُكَ خَلَّصَكَ»".(لوقا 17: 19)

كانَ يَسوعُ هُنا يَشفي عَشرةَ أشخاص من مَرضى البَرصٍ، وذلك كمَا يُعلمنَا إنجيلُ لوقَا، لكنَّ واحدٌ منهُم فقط عَاد ليَشكُر الله. وكان مُمتناً جِداً لدرجةِ أنهُ وقع على قدمي الرَّبّ، وإذا لمْ يَكُنْ السيدُ المَسيح قدْ طلبَ منهُ أن يَقوم ويَذهب في طَريقهِ لأن إيمانهُ خلصهُ، لكانَ قدْ بقي في مكانه لمدةٍ طَويلةٍ. هُناك الكثيرُ من النَاس يَحتاجونَ لمعرفةِ أن المَسيحي يَجبُ أن يَنحني دَائما عِندما يَتكلمُ مع الرَّبِّ. وليسَ من الضَروري أن نَعترفُ بِخطايانا في الماضي طوالَ الوقتِ. ونَبكي عَليها أو نُقدم الشُكر والعِرفان على غُفرانها. فَما يُريدهُ مُختلفٌ تماماً، فالله بِغضِ النظرِ عنْ طهارةِ قلبنَا مَا يهمهُ هو أن نَقومَ بِمُهمتنَا.

إذا كُنا نَشعرُ بالامتنانِ ونُعبر عَنهُ، سَنحصُل على المَزيد من الرَّبّ. يُمكن للشفاءِ أن يَجلبُ الخَلاص، ولكنْ لاحِظ أن الرِجال التَسعة الآخَرين قدْ شُفوا أيضاً، ولكن لمْ يَنجح أي واحدٍ مِنهُم في الحُصولِ عليهِ. ولقدْ كان هَذا الشَخص مُباركٌ أكثر من الآخرين. خلالَ خدماتي تمَ بِالفعل شِفاء الآلاف من النَاس، ولكنْ للأسف، سَيضيعُ بَعضهُم إلى الأبد. أياً كانَ حالُكَ، يَجبُ أن تُحاربَ لكي لا تَضيع إلى الأبدِ، ويَجبُ أن تكونَ شاكرا لله على كُل شيء، والأهمُ من ذَلك، يَجبُ أن تُؤمنَ بِكلمتهِ.

يُمكننَا البُكاء في مَحضرِ الرَّبِّ ولكن المُهمُ هو أن لا نَفقدَ قُلوبنَا (يوحنا 16: 33). وأيضاً، يَجب علينا دائماً أن نَكونَ شَاكرين للعليِّ، مِثلما تُعلمنا إياهُ الكلمة. والآن، وبمجردِ أن ننالَ الخَلَّاصَ، يَجبُ أن لا نُصبحَ متشددين دِيناً - لأنهُ لا يوجدُ أي شكلٍ ديني يُرضي الله - وهَذا هو السَببُ في أننا يَجبُ ألا نُقلد أبداً المتدينين، بل وبدلاً من ذَلك، يَجبُ أن نُنفذَ مَاتقولهُ كلمةُ الله.

إنَّ أحدَ الأسبابِ التي تَجعلُ الرَّبَّ يَشفينا هو أن نُكملَ خِدمتنَا. وهُناك أشخاصٌ بمجردِ تَغيرهِم يُصبحونَ كسَالى، ويَهتمونَ لعَائلاتهم والقيل والقال. فالله يُريد لأبنائهِ العودةُ إلى دَعوتهم، ويَجبُ أن يَفعلوا ذَلك بِإخلاصٍ. أمَا أولئك الذين يَتغيرونَ للأسوأ، يجبُ عليهم أن يَفحصوا أنفسهُم لأنهُم رُبما لمْ يفهموا معنىَ الخلّاص. وأخيراً، فقد دفعَ يسُوع ثمناً باهظاً ليُحررنا من سُلطانِ الظُلمةِ.

تنفيذُنا لمَهمتها بِإخلاصٍ يُرضي الرَّبَّ إلهُنا، أكثر ممَا لو قضينَا اليَوم كُلهُ نخدمهُ بِشفهنَا وقولنا هَللويا. فليس من الخَطأ أن نَمدحَ الرَّبَّ - فهو يَستحقُ الثناءَ فِعلاً - إلا أن المديحَ يجبُ أن يكونَ عَظيماً وليسَ من قلبٍ مريضٍ رُوحياً. إن نوعَ المديحَ الذي يُرضي الرَّبَّ هو تَكريسنَا لأنفسنَا لإيصالِ الرسالةِ للمُعذبين. وعِندما نَأخذُ الإنجيل إلى أولئكَ الذينَ فُقدوا، وبِمقدار ما يَعتمدونَ علينَا، نَعيشُ في سلامٍ مع كُلِّ الناس (رومية 18:12).

علينا أن نعيش خلاصنا وهذا شيءٌ مُهمٌ أيضاً يَجبُ الإشارةُ إليهِ. وذلك، بأن لا نَتصرفَ كالعبيدِ (يوحنا 15: 15). فبعدَ كُلِّ شيءٍ حصلنَا عليهِ في المَسيحِ، يُمكنُ لكلمةِ الرَّبِّ أن تتحققَّ فينا. ومن أجلِ ذلكَ، نحنُ بحاجةٍ إلى التَمتُع بالحياةِ الأفضل التي قَدمهَا لنا يسُوع، بَدلاً من التَركيزِ على المَمنوعاتِ الدِينيةِ. فلا شيء خَلقهُ الله أو سمحَ لنا بهِ، خَاطِئٌ.

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز