رسالة اليوم

19/07/2018 - عِشْ الوَقْتَ الْجَديِدَ

-

-

 " هَأَنَذَا فِي ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ أُعَامِلُ كُلَّ مُذَلِّلِيكِ، وَأُخَلِّصُ ٱلظَّالِعَةَ، وَأَجْمَعُ ٱلْمَنْفِيَّةَ، وَأَجْعَلُهُمْ تَسْبِيحَةً وَٱسْمًا فِي كُلِّ أَرْضِ خِزْيِهِمْ"(صَفَنْيَا 19:3)

 

تُشير كَلمةُ الله في هَذا المَقطع، إلى الفَترة التي نَعيشُها الآن. ويمكن لنا جَميعاً حلّ مُشكلاتنَا الخَاصةِ عنْ طريقِ الإيمانِ ببساطةٍ بما يقولهُ الكتابُ المُقدّس. وبالرُغم من أننا نَسعى جَاهدينَ لتحسينِ مُستوى مَعيشتنَا، إلا أنَّ قلةً منَا فقط هم الذينَ يتبعونَ الكلمةَ حَقاً بِهدف إيجادِ حُلولٍ لمشاكلهم. حسنَا، فالامتثالُ لأوامرِ الإنْجيلِ هي جُزءٌ من الاحترام والخَوف من العليِّ، والذي يَجبُ أن يَكونَ لدى كُلِّ شخصٍ منَّا؛ ولكنْ، كيف نَحترمُ قَوانين الطَبيعةِ نفسها إذا كانَ الفَرد لا يَهْتم لمَا يَقولهُ الله؟ فيجبُ أن نولي أهميةً كَبيرةً لخالقِ كُلِّ الأشياءِ، حتى نَتمكن من عَيشِ حياتنا على أكملِ وجهٍ!

يقولُ الكتابُ المُقدس أن الله العلىِّ سوف يَتعاملُ مع كُلّ ما سيُصيبنا. وهذهِ واحدةٌ من أهمِ الوعودِ الإلهيةِ، لأن كُلَّ مَا يَرتفعُ ضدَّنا، سَيتعامل مَعهُ هو لهُ المجد. وبمجردِ أن يكون لنا هِذا الفِهم، يُمكننا التوقفُ عنْ القلقِ من الشَّيْطان، ذاك الذي هو سَببُ كُلِّ الشُرور، والمُعاناةِ. وإذا كانَ هُناكَ شيءٌ يُعيقُ رِحلتُك ويَجعلُك تُعاني، فإن الرَّبَّ الإله الأبدي سَوفَ يتصرفُ نيابةً عنكَ، وسَيشنُ حربًا ضدَّ ما يُزعجُ صحتكَ وأمُورك المَالية وسَعادتُك الزَوجيةِ وعَائلتُك.

وبالنسبةِ لأولئكَ الذينَ يَجُرون أنفسهُم خِلالَ رِحلتهم، فالرَّبّ وعدَ بِخلَّاصهم، وسيتمتعونَ فيهِ ببركاتِ أخرى كثيرةٍ: كالعلاجِ من جميعِ الأمراضِ، والحَل لجميعِ المشاكلِ وإنقاذٌ من جميعِ هَجماتِ الجَحيم. وعلاوةً على ذَلك، فإن الخَلاَّص هو حقٌ للجميعِ لأن يَسوعَ دفعَ ثمناً بَاهظاً لكي يُنقذ البَشريةَ كُلها ويحفظها منْ قوَّى الشَّيْطان (يوحنا 3: 16).

أخَرجت خَطيئةُ آدمَ الإنْسانَ من محضرِ الله، ونتيجةً لذلك فإن خَطايانَا تَحرمنَا أيضًا من إتباعِ الآب. لكنْ اليَوم، أحدَ الأعمالِ التي يَفعلها الله، هي أن يَجتمعَ في بَيتهِ جَميعَ أولئكَ الذين طُردوا. وبسببِ مَا فعلهُ المَسيحُ في الجُلجثة، وموتهُ من أجلنا، لدينَا اليقينُ أنهُ إذا قَبلناهُ، سوفَ يكون لدينا السُلطان لنُدْعَى أبناءَ العليِّ. إذن، ومن الآن أي شَخصٍ يَشعُر أنه بَعيدٌ عنْ الرَّبِّ يُمكنهُ اِتخاذُ القرارِ الأفضلِ - ويَطلبَ حُضورهُ - ويَنقلُ إلى بيتِ الآب.

ينصُ الوَعدُ الإلهي أيضاً على أنهُ سيكونُ هُناكَ مَدحٌ لحياةِ أولئكَ الذينَ يؤمنونَ بالرَّبِّ. وفي الواقع، عِندمَا نَسمعُ ما يَقولهُ الكتابُ المُقدسُ لنا ونَقبل يَسوع كمُخلِّصٍ لنا، نُصبحُ أولادَ الله على الفور، وفي العَالم الرُّوحي، يَصدرُ مَرسوماً نُصبحُ بِموجبهِ أبناءَ النُور (كولوسي 1: 12-13) وتصبحُ أسماؤنا بَارزةً ومُحترمةٍ ولهَا سُلطان، وأيضا من تِلك اللحظةِ يَعرفُ إبليسَ وكُلَّ شياطينهِ بَأنهم يَجبُ أن يُطيعوننَا.

فخُذ مَوقفكَ الرُّوحي، وتَقدم إلى الرَّبّ واِقبلهُ كمُخلِّصٍ لكَ!

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز