رسالة اليوم

18/07/2018 - حَمَاقةُ رَحبعَام

-

-

 

 "لَمَّا تَثَبَّتَتْ مَمْلَكَةُ رَحُبْعَامَ وَتَشَدَّدَتْ، تَرَكَ شَرِيعَةَ ٱلرَّبِّ هُوَ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ." (2 اخبار الايام 12: 1)

لا يَتبع الشَخص أسَلافَه دَائماً كمِثال. فلقد كانَ الشَاب رَحُبْعَامَ يَملك كُلَّ شيءٍ لكي يكونَّ شخصاً ناجحاً، لأنّ جَدَّهُ داوُّد، كانَ رَجُلاً بِحسبِ قلْبِ الله (أعمال 13: 22)، وقدْ كانَ لديهِ فُرصةٌ كبيرةٌ ليكونَّ أفضل، لكنْ قلبهُ لم يكُنْ كاملاً مِثل كاتبَ المَزامير. واليَوم، يَجبُ أن نَنظر إلى هَذا المَثل الكَارثي الذي قَدمهُ لنَا هَذا الشَاب، وأن نَتصرفَ بطريقةٍ مُختلفةٍ لكي نَنتصر. سَجل لنَا الكتابُ المُقدس الكثيرَ من الأمثلةِ، عنْ أُناس خَدموا الرَّبّ بِأمانةٍ، وهي دُروسٌ لنا لكي نَتعلمَ منها كيفَ نَخدُم إلهَنا حَقاً. والذي يَتصرفُ مثل رَحُبْعَامَ فَسَيصل إلى نَفسِ النَتيجةِ السَيئةِ.

بِدراستنَا للأخطاءِ التي اِرتكبهَا حَفيد دَاوُّد نجد أنهُ بِالرُغم من أنهُ رأى أن بِلادهُ سَتنقسمُ إلى مَملكتين، إلا أنهُ لمْ يتخلى عنْ طُرقهِ الشرِّيرةِ، وتخلى عنْ شَريعةِ الله، بِمُجرد أن قامَ بِتحصينِ مملكتهِ. منَّ المَعروف أن السُلطة تُفسدُ الشخص، وربمَا التَحسُن البَسيط في مُستوى مَعيشةِ الفَرد، يَكونُ كافياً لكي يَضل عنْ الطريق. ولذلك فالجَحيم مَليء بِالأشخاصِ الذينَ فَضلوا عدمَ التَخلِّي عنْ الخَطيئةِ، وهُم الآن يَصرخونَ من الألمِ، وهُم يَغرقون في المُعاناةِ التي لنْ تنتهي أبداً. فَالكذبُ والخَيانةُ الزَوجيةِ والسَرقة وغيرهَا من الخَطايا أخذت الكثيرينَ إلى الهَاوية.

لمْ يُفكر رَحُبْعَامَ أن قرارهُ بالتخلي عنْ شريعةِ الرَّبِّ، سَيجلبُ ملكَ مَصر إلى أرضهِ. وكان الوقتُ قدْ تأخر جِداً عِندمَا اِستيقظ، ليَجد جَميعَ مُدنِ يَهوذا بِما فيها أورشاليم، تم الاستيلاءُ عليهَا بيدِ الطاغيةِ الذي لا يَرحم. وبِالمثل، فإن الكثيرَ من الناسِ يَستيقظونَ بعدَ فواتِ الأوانِ، عِندما يَقولُ لهُم الطبيب أنهُ لا يُوجدُ أملٌ لعلاجِ هذا السَرطان، أو أي مَرضٍ خطيرٍ آخر، ووقتهَا سيتذكر المَرء كمْ أبتعدَ كثيراً عنْ الله.

أمرَ الرَّبُّ بعدَ ذَلك أحدَ أنبيائهِ أن يُبين لذلكَ الشاب جُنونهُ وحَماقتهِ، لكنَّ الأوان كان قدْ فاتَ والضررَ كان كَبيراً. وكان يَجبُ على حَفيدِ داوُّد وشعبهِ أن يَتواضعوا من أجلِ الشرِّ الذي اِرتكبوهُ ضدَّ الحقِّ، وبالتالي ضِدَّ الله. فَالخطيئةِ التي يَرتكبهَا المَرءُ هي عملٌ شريرٌ ضدَّ الرَّبُّ القُدوس. فالخطيئة هي ضدَّ الله العلىِّ، ولذلكَ فالذنبُ أكبرَ مما تظُن. فَرُغم تواضعِ رَحُبْعَامَ، لكنهُ خسرَ مَملكتهِ لأنهَا قدْ دُمرت إلى الأبدِ.

أثبت هَذا الشاب بِهذا المَوقف أنهُ لمْ يُحب الرَّبّ كما يَنبغي. إخوتي، أفحصوا طُرقكم التي تَتبعونهَا، وقراراتكم وأفعالكم في كُلِّ حياتكم، وأصلحوا طُرقكم. لقدْ أكتشفَ رَحُبْعَامَ أنهُ لمْ يتصرفَ بِالشكلِ الجيدِ ولكنْ بَعدَ فواتِ الأوان. وبالمثلِ، هُناكَ العديدُ من أبناءِ الله الذين سَيصلونَ لنفسِ النتيجةِ المُتأخرةِ.

لا تدعْ حَالتك تَصلُ إلى مَرحلةِ اللاعَودةِ. لذلكَ، لا تُخفي أخطأك لأنهُ في يومِ الدينونةِ أنت بِلا عُذرٍ. فإذا كُنتَ قد خُنتَ شريكَ حَياتكَ، فأذهب إليهِ وأخبرهُ بالحقيقةِ الكاملةِ. والشخصُ الذي تَعرضَ للخيانةِ لنْ يقبل أي هَدايا وسَيكونُ غَضبهُ عَظيماً جِداً. لكنْ، اليَوم هو اليَومُ الذي تَقولُ فيهِ لا للشَهواتِ، لذا اِصَرُخ للرَّبّ الآن ليَرحَمكَ.

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز