رسالة اليوم

04/07/2018 - يَسُوعُ لا يَدِينُنَا

-

-

 " فَقَالَتْ «لَا أَحَدَ، يَا سَيِّدُ!». فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «وَلَا أَنَا أَدِينُكِ. ٱذْهَبِي وَلَا تُخْطِئِي أَيْضًا».".(يوحنا 11:8)

يَعتبرُ الزِّنا أحدُ أسوأ الخَطايا التي يُمكنُ أن يَرتكبهَا شخصٌ ما؛ وبالإضافة إلى ذَلك، فإنهُ يَحتوي على مُخالفاتٍ أخرى: مِثلَ الطمعِ والخِداعِ، وأيضا في حَالة الحملِ، يولدُ طِفلٌ بدونِ زَواجٍ. وبالرغُمِ من ذَلك، فإنَ الكثيرَ من النَاسِ يقعونَ في الزِّنا، الذي عادةً ما يُدمرُ زَواجهُم، ويُؤدي إلى مَشاكلَ في المَنزلِ، وأيضاً يَتركُ علاماتٍ لا تُمحى في حياةِ أولئكَ الذينَ أرتكبوهُ. فإن هَذا الفِعلُ المَجنون، إذا لمْ يكُنْ أي شيءٍ أكثر، سَيقودُ في النهاية مُرتكبيهِ إلى البُحيرةِ المُتقدةِ بالنارِ والكبريتِ (رؤيا 21: 8).

وللأسف، قدْ أصبحَ الزِّنا مَأساةٌ، ووباءٌ في أيامنَا هذهِ. وذَلك لأن، صِناعة السينمَا والتلفزيون ووسَائلِ الإعلامِ الأُخرى، دفعت الآلافَ من النَاس إلى التَفكير في أنّ هذهِ الممارسةِ الشرِّيرةِ، هي عِبارة عن صَفقةً كبيرةً. ونَتيجةٌ لذلكَ، فإن الكثيرينَ يَنجرفونَ وراء هَذهِ الكذبةِ المُقززة للعدوُّ ويَنتهي أمرُهم.

دعونَا نطرحُ السؤالَ التالي بِخصوصِ المرأةِ الزانيةِ: لمَاذا كانت هي الوحيدةُ التي يَجبُ رَجمُها بالحجارةِ؟ بَينما، ينص اللاويين 20: 10 على أنهُ يجبُ قتلُ الرجُل والمَرأة الزُّناة، ولكنْ في ذَلك الوقت اِعتقد النَاس أن اللومَ يَقعُ فقط على الأُنثى. ولكن، نحنُ ليسَ من حَقنا الحُكم على مَا يَنبغي فعلهُ أم لا؛ علينا فقط تَنفيذُ ما تقولهُ كَلمةُ الله!

كانَ من المُمكنِ إدانةُ تلكَ المرأةِ عِندمَا أُحضرت أمامَ يسُوع، لكنَّ ٱلْمَسِيحَ يَسُوعَ جَاءَ إِلَى ٱلْعَالَمِ لِيُخَلِّصَ ٱلْخُطَاةَ (1تيموثاوس 1: 15). وحُكم السَيد على هَذه المَرأة جعلَ أولئكَ الذينَ سَمعوهُ يَخرجونَ واحداً تلوَ الآخرِ لأنهُم جَميعهُم خُطاة. ثم سَأل يسُوعُ المرأة لأن كُلَّ الذينَ اِتهموهَا كانوا خُطاة، ولم يَكُن بِمقدورِ أي واحدٍ منهُم أن يُلقي حجرهُ عليها أولاً .

يُعلمنا هَذا المَقطعُ الكتابي أنهُ يجبُ أن نَتعاطفَ مع أولئكَ الذينَ يقعون في الإثم. لأنهُ من منّا غير مُمكن أن يَكون على وشكِ الوقوع في نفسِ الخَطيئةِ - أو حَتى أسوأ من ذَلك؟ كانَ هُناك العديدُ من هَؤلاءِ الناسِ في كَنيسةِ كورنثوس نَفسها، والذينَ تحولوا إلى الإنْجيل، وتخلوا عنْ مُمارسةِ الزِّنا والمِثلية الجِنسية (1 كورنثوس ٦: ١١).

ليسَ كُلّ شخص اِرتكبَ هَذهِ الخَطيئةُ البَشعة، الزِّنا. ولكنْ، في الحَقيقة لا يُوجد أحدٌ منَا لم يفعل خَطيئةٌ ما. لكنَّ الخَبرَ السار هو أن نعمةَ الله تُريدُ أن تَصلَ لكُل من لا يَزالُ في هَذهِ الحَالةِ. فالجميعُ بحاجةً إلى مُساعدةِ الرَّبِّ للتخلُص من العَذابِ الذي حَصلَ للبشريةِ بسقوطِ آدمَ، ولهَذا السبب أعدَ الرَّبُّ لنَا العِلاج. ولا يُوجدُ أي سببٍ يَجعلُ الشَّيْطانَ يضطهدنَا. فقد قال يَسُوع للمرأةِ، أنهُ حتى الله الذي لمْ يُخطئ، لنْ يَدينهَا. ولذلكَ ذهبت حُرة!

يا لهُ من إعلانٌ رائعٌ: "لا أَدِينُكِ ". ولكنْ، في يَومٍ ما لنْ يقولَ يسُوع هَذه الكلمات، لأنهُ سيأتي لا ليُنقذ بل للحُكم على الأحياءَ والأموات (أعمال 10:42). وطالمَا نحنُ مُوجودونَ في هَذا العالمِ سَيظلُ مُحامياً عنَّا، ولكنْ بعد أن يَنتهي الوقتُ المُتاح للتوبةِ، سَيحكمُ الإنسانُ بمَا فَعله في حياتهِ. وعندهَا ستعثُر الخَطيئةُ على كُلِّ واحدٌ وتُدينهُ.

" ٱذْهَبِي وَلَا تُخْطِئِي أَيْضًا " كانَ هَذا ما طلبهُ المُعلمُ من تِلكَ المَرأةِ. وهَذا القانونُ يَقعُ على كُلِّ من لا يُريدُ أن يَضيع إلى الأبدِ. يَا أخوتي، الخَطية ليسَ لهَا ثَمر، سِوى أنها تُبعدنَا عن الله، وتجعلنَا عَبيداً لإبليس. لذلكَ طالمَا لايزال هُناك وقتٌ، ابتعد عنها!

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز