رسالة اليوم

29/06/2018 - نَحْنُ نُورٌ في الرَّبِّ

-

-

 

 لِأَنَّكُمْ كُنْتُمْ قَبْلًا ظُلْمَةً، وَأَمَّا ٱلْآنَ فَنُورٌ فِي ٱلرَّبِّ. ٱسْلُكُوا كَأَوْلَادِ نُورٍ."(أفسس 5: 8)

هُناك فترتين في حَياةِ كُلِّ عابرٍ: واحدةٌ قبلَ الخَلاص وواحدةٌ بعدهُ. فعملُ الخلاصِ هو أكثرُ من التحوّلِ من دِينٍ لآخر، لأنَّ الله من خِلالهِ يؤدي سِلسلةً من الأعمالِ في حَياة أولئك الذينَ يقبلونَ يسُوع كرَّبّ ومُخلّص. ومن بينِ هذهِ الأعمال العَظيمة هو إعادةُ خلقِ الرُّوح الإنسانية. فَكما ولدنَا تحتَ سُلطانِ إبليس - وأصبحنَا عَبيداً للظُلمةِ – وعندمَا نقبلُ الخًلاص، نتجدد في المَسيح ونُصبحُ خليقةً جديدةً (2كورنثوس 17:5). إن تَجربةَ الولادةَ الجديدةَ ليست بَارزةٌ في حياةِ أولئك الذينَ يختبرونها فحسب، بل هي ضَروريةٌ أيضاً لأن الذينَ يُولدونَ مرةً أخرى، سَيقبلونَ أيضاً في السَماء (يوحنا 3: 3).

ولأنّ أروحنَا مُظلمةٌ فليس لديهَا أي شيءٍ لتُعطينَا إياه، ولأننا بِحاجةٍ لأن نَكونَ في ابنِ الله من جَديد، وتكونُ لنا قِيمةٌ رُوحيةٌ. وكمَا بآدمَ ماتَ البَشر جَميعاً، وولدوا تحتَ سُلطان الظُلمةِ، وأصبحَ طريقهُم نحو الجَحيمِ - بِحُكم طبيعتهم المَملوءةُ بِالظلمةِ – مثلَ حياةِ أولئكَ الذينَ لمْ يقبلوا المَسيح. وكُلّ أولئكَ الذينَ يَجدونَ أنفسهُم في هذهِ الحالةِ، هم أمواتٌ بالذنوبِ والخَطايا (أفسس 2: 1) وإذا لمْ يفتحوا قلوبهًم ليسُوع، فإنهَا ستستمرُ مُظلمةً.

أمَّا الذينَ يولدونَ من جديدٍ، يَختلفُ واقعهُم تماماً: رُوحياً، ينتقلونَ من إمبراطوريةِ الظُلمةِ إلى مَملكةِ النُورِ (كولوسي 1: 13)، ليصبحوا جُزءاً منها. وحينئذٍ، ملكهُم السَابق لمْ يعُد لهُ أي سُلطانٍ عليهم، لإجبارهِم على فِعلِ إرادتهِ - حتى ولو حَاول ذَلك لنْ يَستطيع. والآن الأمر مَتروك لأبناءِ الله أن يَقولوا للشَّيْطان "لا"، لأنهُ إذا قادهُم للخطيئةِ، سوف يَفعلونَ نفسَ الأشياءِ التي كانوا فِيها قبلَ خَلاصِهم مِنهُ.

يجبُ على جَميعِ العَابرينَ إلى النورِ، الذينَ هُم الآن نُورِ الرَّبَّ، أن يَسلكوا كأبناءِ النُور. ولتحقيقِ هذهِ الغايةِ يجبُ عليهم أن يَبتعدوا عنْ الأفعى وأفعالها الشرِّيرةِ، وأن يَسعوا للسيطرةِ على حَياتهم وإكرام ذَلك الذي دَفع حَياتهُ ثمناً لإنقاذهِم من مَملكةِ الخَطيئةِ والمُعاناةِ وكُلَّ الشُرور الأخرى. سلوكنَا كأبناءٍ للنُور، يَجعلُ رُؤوسنَا عَاليةً شامخةً، ويَجعلنا نَتمتع بِكُل البركات التي اِشترهَا لنا يسُوع بموتهِ على الصَليب.

وبالإضافةِ إن أبناءَ النُور - هُم مَسؤولين ويَعتبرونَ نموذجاً جَيداً – إلا أنهُم أيضاً دَائماً مُنتصرين، لأنهُم لا يَسمحونَ لأنفسهُم بأن يَنجروا وراءَ الأرواحِ الشريرةِ أو عروضهَا المُغرية. في الواقع، فإنها يُحضرونَ القوسَ قبل أي هُجومٍ. وبدلاً من الفرارِ من المَعركةِ، يَهزمون العدوُّ على جميعِ الجبهات، لأن الرَّبَّ يكون معهم، ويُسلحهُم بِكُل مَا يَحتاجونهُ ليكونوا مُنتصرين. بالإضافةِ إلى ذَلك، فإن أبناءَ النورِ هُم فرحُ الله، لأنهُم يَعيشون وفقاً لما تقولهُ لهم الكلمةُ. وبالنسبةِ لهُم فهُم يُفضلون المَكان الذي عَينهُ لهُم الرَّبّ، عنْ القيامِ بالعملِ الذي عَيَّنوهُ لأنفُسهم.

 

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز