رسالة اليوم

23/06/2018 - البَحَثْ عنْ المُسَاعدة الإِلهيةِ، عِندَ الوُقوعِ في مُشكلةٍ مَا

-

-

 

"أَعْطِنَا عَوْنًا فِي ٱلضِّيقِ، فَبَاطِلٌ هُوَ خَلَاصُ ٱلْإِنْسَانِ".(مزمور60: 11)

أصَحاب كلمةَ الله - أولئكَ الذينَ يَتصرَّفونَ بالإيمانِ – تكونُ أفضلَ مُساعدةٍ في العالمِ: من اللهِ نفسهِ، تَحتَ تَصرفِهم. ولا يُوجد لهُ مًثيل، ولا أحدَ يَغلبهُ، الذي يَسكنُ في العلاَّ وفي القَداسةِ، وفي حَياة أولئكَ الذين يُنفذونَ إرادتهُ.

يُوجدُ الله دَائماً لأولئكَ الذينَ على اِستعدادٍ لسَماعِ الحَقيقةِ الأبديةِ والعملِ بها بِجرأةٍ. فهو يَفيِّ بمَا يعِدُّ بهِ (1يوحنا 1: 9)، ولكنْ، لتَحقيقِ ذلك يجبُ عليك أن تلتفتَ إليهِ وتطلُب مَا تُريدهُ، لأن منْ لا يسأل لا يَحصُل على شيءٍ، والذي لا يَبحثُ لا يَجدُ، والذي لا يَطرقُ البَاب لنْ يُفتح لهُ (متى 7: 7-8؛ لوقا 11: 9-10).

يستجيب الرب لمن يسأله، ولكن يجب أن يكون طلبنا محدد - كما فعل بَارْتِيمَاوُس الأعمى: الذي بَكى وطلبَ من الله أن يرحمهُ. فأرسل إليهِ السيد، وسَألهُ عمَّا يُريد منهُ أن يَفعل لهُ، فقال لهُ بكُلِّ بساطةٍ أنهُ يُريدُ أن يُبصر، وقدْ منحهُ الله مَا طلبهُ. ومن خِلالِ هذهِ القصةِ، نَتعلم نحنْ أن الإيمان وحدهُ ليسَ كافياً: ولكن، يجبُ أن تكونَ طلباتنَا مُحددةً!

لمَاذا لا نزال نُعاني ونحنُ نعلم أنَّ الرَّبَّ وعدَّنا بأن يُنقذنَا دائماً ؟ طلب كاتبُ المزمور المُساعدةَ عندمَا كان في وَرطةً. فإذا كانَ قدْ "مدحَ" مُساعدةَ الله فقط أو رغبتهُ فقط في طلبِ المُساعدةِ منهُ، فإنهُ رُبما لمْ يكُنْ الرَّبُّ قدْ أستجابَ لهُ. فعندمَا نَكون في وَرطةٍ، فيجب أن نفتحَ أفواهنا ونَطلُب المَعونةَ السَماوية. ويَجبُ أن نقولَ للرَّبِّ أن مُساعدة البشر بَاطِلة، ولكنَّ معونتهُ تُخلص بالكاملِ.

قدْ تبدو مُساعدةُ البشر فَعالةً، ولكنْ ليسَ لهَا القُدرة على هَزيمةِ أضعف الشَّياطين. ويقول العَديد من الفلاسفة الدِينيين كلماتٍ جَميلةٍ لأولئكَ الذينَ يَتعرضونَ للهُجوم من قبلِ قوّى الظلام، ولكنهَا ليست كافيةً. بينما المَعونةُ التي تأتي مِن كلمةِ الله في حدِ ذَاتها كُليةِ القُدرة، وبِالتالي يُمكنهَا أن تُخلّص الإِنسان.

بسقوطِ آدمَ أصبحنَا عَاجزين في كُلِّ مساعينا. ونتيجةً لذلك، كُلّ ما نقومُ به هو دون جدوى. ولكننا فقط عِندما نكونُ على عِلاقةٍ مع الكتابِ المُقدسِ، ونَعتمد عليه في كُلِّ أعمالنَا، نَكونُ بذلك قادرين على مُساعدةِ أي شَخصٍ وتَخليصهِ أيضاً من سهامِ العدوُّ. قدْ يبدو ذَلك سهلاً، ولكنْ أي اِنحراف عنْ ذلك يَجبُ أن يُحارب بالإيمان والثباتِ، لأنه سَيكونُ بدايةً لحربٍ كبيرةٍ من الشَّيْطان ضدّنا.

كلّ منْ لا يتصرف على أساسِ ما يَقولهُ الكتابِ المُقدسِ، يُضيعُ وقتهُ وجُهدهُ - والنتيجةُ هي الفشلُ الكامل. يَحملُ المَسيحيون الغير مُنتصرين شَهادةً مُروعةً عنْ الإنجيل، والنتيجةُ، لنْ يُصدقهُم أفرادُ أسرهِم وأصدقاءهِم وغيرهِم من الناس، عندمَا يَتحدثونَ عنْ يسُوع. قدْ نُحقِّق بَعض النَجاحِ عِندمَا نَتحدث عنْ محبةِ الله، ولكننَا سَننجح أكثر ونتمتع بِالحياةِ الأفضلِ التي يُقدمهَا لنَا الرَّبَّ (يوحنا 10:10).

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز