رسالة اليوم

20/06/2018 - الفَرق

-

-

 

"اَلسَّارِقُ لَا يَأْتِي إِلَّا لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ، وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ." (يوحنا 10:10)

يُؤكدُ المَسيحُ لنا هُنا حَقيقةً يَجبُ أن نهتمَ لها: وهي أنّ الشَّيْطان جَاء ليَخدع أجَدادنَا – ونَجح في ذَلك! وإلى اليَوم، فلقدْ قال اِنه سيكونُ دائماً في مُواجهتنَا، لأنّ هدفهُ هو سَرقتنا وتَدميرنَا وقَتلنا. في المُقابل، جاء يَسُوع ليُعطينَا حَياةً أَفْضَل.

لاحِظ الفرقَ هُنا بينَ الفِعلين الذين اِستخدمهُما السّيد الرَّبّ: فقدْ قال إنّ الشَّيّْطان يَأتي. وهُنا صيغةُ الفعلِ مُضارع، مِمّا يَدلُ على أنّ الشَّيْطانَ يعملُ هذا العمل في نفسِ الوقتِ الذي تحدثت فيهِ الكَلمةُ عنهُ. وأمَا من الناحيةِ الأُخرى، فقدْ قالَ الرَّبّ: وأنا جِئتُ " بِصيغةِ المَاضي". وهَذا يُبينُ لنَا أنّ مُخلصنَا ليس عليهِ أن يَأتي إلينا كُل مرةٍ لكي نَحصل منهُ على البَركةِ الخاصةِ بنا، لأنّ العَمل قدْ تحقق كلهُ بالفعل. وكُلُّ ما علينَا القيامُ بهِ هو الإيمانُ بذلكَ، حتى نَتمكنَ من الحُصولِ على النَجاحِ.

قال يَسُوع إنّ الشَّيْطان هو اَلسَّارِقُ. وأيضاً الشَّيْطان - مَملوءٌ بِالنوايا السَيئة – والتي لنْ يُحققها بِالوسائلِ المشروعةِ، فلقد أعطى الله سُلطان للإنسان، ليكونَ أعلى سُلطةٍ على الأرضِ، ولكنَّ الشَّيْطان كذبَ عليهِ وسَرقها منهُ، حتى وصَلنا إلى هَذهِ الحَالة. يَتسببُ الشَّيْطانُ على سبيلِ المِثالِ، في أغراءِ شخصٍ مُلتزمِ باستخدامِ شخصٍ أخر جَذاب، دُون أن يُدركَ ذَلك، أن هَذا هو فَخٌ من العدوُّ، وذلك من أجلِ تَدميرهِ/ هَا. ولذلكَ تقولُ الكلمةُ: أَغْوَتْهُ بِكَثْرَةِ فُنُونِهَا، بِمَلْثِ شَفَتَيْهَا طَوَّحَتْهُ. ذَهَبَ وَرَاءَهَا لِوَقْتِهِ، كَثَوْرٍ يَذْهَبُ إِلَى ٱلذَّبْحِ، أَوْ كَٱلْغَبِيِّ إِلَى قَيْدِ ٱلْقِصَاصِ (الأمثال 7: 21-22).

إنّ الجزءَ العظيمَ مِن يُوحنَا 10: 10 هو الكلامُ الذي جاءَ به يَسُوع لنَا، ليُعطينَا الحياة الأفضل - والتي تُترجم إلى القَداسة والنَقاء والصِدق وغيرهَا من الصِفاتِ التي يَجبُ أن تكون لدى الجَميعِ، وإلا، فإنهُم لنْ يستطيعوا دُخولَ السّماوات. ومن ضِمنِ البركاتِ الكثيرةِ التي جاءَ المَسيحُ ليُعطينَا إياهَا، التَحرر من الرغباتِ القذرة، والتي قدْ تبدو مُغريةً، ولكنها سَتؤدي إلى المُعاناة، ليسَ فقط لأولئكَ الذينَ تتغلبُ عَليهم ويقعوا فِيها فحسبْ، ولكن أيضاً لأُسرهِم. فالسُمعةُ الحَسنة، هي أعظمُ ورثٍ لهُ / لهَا، ويمكن الاستمتاعُ بهِ وتورثهُ لغَيرنا.

يذكرُ الكتابُ المُقدسُ أنهُ إلى جَانبِ تَسلُط الإنسانِ على طُيورِ السَماءِ (تكوين 1: 26) التي، ترمزُ إلى الشَّيْطان في مثلِ الزارعِ (لوقا 8: 4-15)، فإنهُ أيضاً تَسلطَ على سَمكِ البَحر( كائناتٌ كانت تعملُ في مَلكوتِ الله، الملائكة) والحَيواناتُ التي تزحفُ (الأحياءُ الدقيقةُ، التي تتلامسُ مع أجسادنَا وتسببُ لنا ضَرراً هَائلاً). كان الإنسان يُلقي الأوامرَ، وهم يُنفذونَ العمل. وفقدَ البَشر كُلَّ هذا بِسقوطِ آدم. ولكنَّ، كلمةَ الله لمْ تتغير. وبعدَ كُلِّ شيءٍ، وبمجيءِ يسُوع، أستعدنَا السُلطة المَمنوحةَ لنا في ما مضي.

نحنُ لدينَا حياةٌ أفضل، وهَذا الأمرُ يجبُ الإشارةُ إليهِ. ولذلكَ، يا إخوتي، لا تُعطوا اِهتماماً للظروفِ المُعاكسةِ، ولا حتى للتفكيرِ في العجزِ أو عدمِ القُدرةِ على تَحقيق النصر. فقطَ أدخل إلى مَحضرِ الرَّبِّ الآن، وطالب بِحقكِ في مُمارسةِ سُلطان القوُّة الإلهيةِ الذي لكَ. كائناً من تكون، لا تقبل الهَزيمةَ أبداً. أنجِز العمل الذي عليك، فكلمةُ الله تقول أنهُ لا يوجدُ حدٌ لأعمالكَ عندما تَحصُل على الاستنارِة من الكتابِ المقدّسِ.

 

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز