رسالة اليوم

19/06/2018 - شُرُوطٌ هَامَة

-

-

 

"وَأَنْتُمُ ٱلَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلًا أَجْنَبِيِّينَ وَأَعْدَاءً فِي ٱلْفِكْرِ، فِي ٱلْأَعْمَالِ ٱلشِّرِّيرَةِ، قَدْ صَالَحَكُمُ ٱلْآنَ، فِي جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ بِٱلْمَوْتِ، لِيُحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلَا لَوْمٍ وَلَا شَكْوَى أَمَامَهُ، إِنْ ثَبَتُّمْ عَلَى ٱلْإِيمَانِ، مُتَأَسِّسِينَ وَرَاسِخِينَ وَغَيْرَ مُنْتَقِلِينَ عَنْ رَجَاءِ ٱلْإِنْجِيلِ، ٱلَّذِي سَمِعْتُمُوهُ، ٱلْمَكْرُوزِ بِهِ فِي كُلِّ ٱلْخَلِيقَةِ ٱلَّتِي تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ، ٱلَّذِي صِرْتُ أَنَا بُولُسَ خَادِمًا لَهُ." (كولوسي 1: 21-23)

قبلَ أن يُغيرنَا الإنْجيل، كُنّا - كُلنَا بغضِ النظرِ عنْ أصلنَا - غُرباء عنْ المَواعيد التي جَعلهَا الله مع شعبِ إسرائيل. وكُنا أيضاً أعداءً لأن أعَمالنَا كُلها كانت شِريرةٌ. ومعَ ذلكَ، وصَلتنا رِسالةُ الخَلاصِ، وأدركتنَا النِعمةُ الإلهيةُ، وتَصالحنَا مع الله. والآن، نحنُ رَعِيَّةٌ مَعَ ٱلْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيْتِ ٱللهِ، وأعضاءٌ في جَسدِ المَسيح (أفسس 19:2).

يعُلنُ لنا الكتابُ المُقدسُ، أننَا تصالحنَا مع الله ولمْ نَعُد بعد أعداء، ولكنْ أَحِبَّاءَ (يوحنا 15: 15). ونحنُ الآن نَنتمي إلى شَعبهِ، ولا شيءَ يُمكنُ أن يفصلنَا عنْ الحُب الإلهي. إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي ٱلْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ (2 كورنثوس 17:5). ولذلك حتى ولو وقعنَا في الخطيئةِ بعدَ الإيمانِ، فنحنُ لنْ نَخرج خارجاً، ولكنْ بشرط أن نعترفَ بخطايانا ونَتوقف عنْ مُمارساتنَا الرديئة، حتى نَستعيدَ شركتنَا الكاملةَ مع الآب.

لقدْ حصلنَا على المُصالحةِ بصكٍ موقعٍ بموتِ ابنِ الله، والآن نَحنُ جزءٌ من جَسدهِ، لذلك فمنَ المُستحيل أن يَفصلنَا شيءٌ عنهُ. فنحنُ لهُ، وسَنكونُ معهُ إلى الأبدِ، وبعيداً تماماً عنْ كل أعمالِ العدو. وبِذلك، ليْس هُناك أدنى شَك أننَا سَنُدان مرةً أخرى، إلا إذا أساءنَا لرُّوحِ الله وتخلينا عنْ إدراكِ قيمةِ النعمةِ الإلهيةِ.

يُريدُ الله العلي أن نَأتي إليهِ كشعبٍ مُقدسٍ، ونَكُونُ بِلَا لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي ٱلْمَحَبَّةِ (أفسس 1: 4). فلقد، قَدسنَا بدمِ يَسوعَ وبكلمتهِ. ولذلكَ فنحنُ قِدسين. وهَذا يعني أن بُذورَ الشرِّ لم تعُدْ مَوجودةً فينَا. ولا يوجدُ عارٌ عَلينَا بعدَ الآن، لأن الدَيِنَ الذي كانَ علينَا قدْ دُفع بِالكاملِ؛ وأصبحنَا بلا لومٍ، ولا يُوجدُ شيءٌ يمكنهُ أن يُشوهَ سِجلنا أو شَهادتِنا.

في المَقطع الإنجيليِ الذي نَدرسهُ هُناك ثَلاثةُ شروطٍ يُمكنُ من خِلالهَا أن تتحققَ كُلَّ هَذهِ الفضائلِ في حَياتنَا: (1) يَجبُ أن نَبقى مُرتكزينَ على الصَخرِ، لئلا تَهُزنا رياحُ الجَحيم عِندمَا تهُب أو تُسببُ لنا المَطر والفَيضانات، أو أن يَدُقَ الخريفُ بشدةٍ على حَياتنا (لوقا 6: 48-49)؛ (2) يَجبُ أن نَكونَ ثَابتينَ في إيماننَا بِالرَّبِّ يَسُوع، (3) التَمسك بِرجاءِ الرِسالةِ التي سَمعناهَا.

كانَ الإنجيلُ رسالةً مُوجةً في العهدِ الجديدِ للبشريةِ كُلها، وكُلّ من يَقبلها تُصبحُ خدمتهُ. لذلكَ صمم على مَا يُمكنُ أن تَكونهُ، أو مَا كنتهُ عندَ سَماعكَ الأخبارَ المَفرحة، لأنهُ بذلكَ سَتحصلُ على البرِّ الإلهي.

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز