رسالة اليوم

11/06/2018 - والسَّيد الرَّبّ شَاهِدٌ مَعَهُمْ

-

-

" شَاهِدًا ٱللهُ مَعَهُمْ بِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ وَقُوَّاتٍ مُتَنَوِّعَةٍ وَمَوَاهِبِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، حَسَبَ إِرَادَتِهِ." (عبرانيين 2: 4)

مَلْعُونٌ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ ٱلرَّبِّ بِرِخَاءٍ (إرمیا 48: 10)، ولیسَ الإنسانُ من يَسعَى لتَنفیذهِ. ولكنْ في الواقعِ، الله هو الذي يُوجهنَا لتَحقيقِ إِرادتهِ، وأخَذ منصبَ القِيادةِ. فإذا أعَطينا الاهَتمامَ الكَافي لمَا يُعلمنَا إياهُ الرَّبَّ، سَنعملُ نَفس العَملِ وبِنفسِ الطريقةِ التي فَعلهَا يَسُوع. ولكنْ إذا قَررنَا أن نَعظ ونُصلي ونَخدُم من أنفسنَا، فإن عَملنَا سَيكون كلهُ بِلا جَدوى.

 نَعلمُ جيداً إن الإنسانَ قادرٌ على جَذبِ الكثيرينَ مِن حَولهِ، ولكنَّ أي شيء نَفعلهُ دونَ توجيهٍ من الله - حَتى لو كانَ شيئاً ناجحاً جداً - فليس لهُ قيمةٌ رُوحيةٌ. فقد عَلمنا السَيد: اَلْمَوْلُودُ مِنَ ٱلْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ (يوحنا 3: 6) وهَو بِلا جَدوى. والذي لا يُريدُ أن يَعمل عَمل الله بِإهمالٍ، يَجبُ أن يَسعى لطَلبِ التوجيهِ منهُ الرَّبّ لأن العَملَ عَملهُ وهو يَعرفُ ما يَنبغي عَلينَا فِعلهُ، حتى لا يَكونُ عملنا بِلا جَدوى.

يقفُ الله مَعنَا عِندمَا نَطلبُ تَوجيههُ. ولكنْ، إذا كانَ الشَخص يفعلَ مَا يراهُ مُناسباً وبِدونِ تَوجيهٍ من الرَّبّ، وسَيرى مَدى صُعوبةِ ذلكَ. أيضاً وسَيرى ضَعف النتيجةِ التي سَيحصلُ عليها. وبِذلكَ سَتكونُ خِدمتهُ كُلهَ هَشةٌ بسببِ عدمِ إتباعهِ لخطةِ الرَّبِّ، واتباعهِ للخطةِ الخَاصةِ بهِ.

يَظهر في الكنيسةِ المَسيحيةِ الأولى، كيفَ كانَ الرَّبّ شَاهداً على العَملِ من خِلالِ آياتٍ وعَجائبَ ومُعجزاتٍ. فَهل من المُمكنِ أن الذي لا يُصيبهُ تغييرٌ، قدْ تَغير؟ هل يُمكن أن يَكونَ لديهِ خِطط أخرى واِستراتيجياتٍ أخرى؟ هل الإنسان أختلفَ اليَوم، أم أنهُ هُو نفسهُ الخَاطئ القَديم مع نَفسِ العُيوبِ، النَجاسةَ والخَطاياَ؟ والحقيقةَ هي أننَا لا نَحتاجُ إلى اِستخدامِ تَقنياتِ العَلم أو الدعاية لجَذبِ النَاسَ إلى الكَنيسةِ وكسبِ أتباعَ لها. ولكنْ، مَا نَحتاجُ إليهِ من أجلِ تحقيقِ نفسِ النَتائجِ في وقتِ الرُسلِ هو أن نفعلَ ما فَعلوه، حَيثُ كانوا يَعيشونَ عِندَ أقدامِ الرَّبّ كمَّا عَاشوا.

كَانت مواهب الرُّوحِ القُدس شَائعةٌ بَينَ المَسيحيينَ الأوائل. وفقط الوِلادة منَ الرَّبّ تَجعلنَا نَستطيعُ الذهابَ إلى بَيتهِ. حَيثُ لا يُوجدُ الوَّحي - كَلمةِ الله – يَجْمَحُ ٱلشَّعْبُ،(الأمثال 18:29). وحيثُ لا يَعمل الله، مَا سَيسُود هو إرادةُ الجَسد.

بَعملِ الرُّوح فقط سَنرى العَديدَ من الذينَ يَعبرونَ، كمَّا حَدث في عَصر الإنْجيل. فعلى سَبيلِ المِثالِ، أدى شِفاءُ إِينِيَاسُ لتحولِ الكَثيرينَ مِن سُكانِ لُدَّةَ وَسَارُونَ إلى الرَّبِّ (أعمال الرسل 9: 35). وقيامةُ طَابِيثَا قادت العَديدَ من سُكانِ يَافَا إلى الإيمان بالرَّبِّ (أعمال الرسل 40:9).

ولذلك، يَجبُ ألا نَفعل أي شيءٍ بعيداً عن المشيئةِ الإلهيةِ. فعصرُ المُعجزاتِ لمْ ينتهي بَعْد. بالإضافةِ إلى حَقيقةِ أنّ الإنْجيل ليْسَ دِيناً، فهَو حَياةِ ورسالةٌ للخَلّاصِ.

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز