رسالة اليوم

05/06/2018 - ضَعْ مَلابسَ السَّماءِ

-

-

"وَأَمَّا نَحْنُ ٱلَّذِينَ مِنْ نَهَارٍ، فَلْنَصْحُ لَابِسِينَ دِرْعَ ٱلْإِيمَانِ وَٱلْمَحَبَّةِ، وَخُوذَةً هِيَ رَجَاءُ ٱلْخَلَاصِ." (1تسالونيكي 5: 8)

 

هُناكَ فرقٌ أساسيٌ بين البَشر: فمنْ الناحيةِ الرُّوحيةِ، يُصنّف البعضُ على أنهُ من النَهار وغيرهُ من الليل. وذَلك لأننَا ولدنَا مرةً ثانية بعدَ أن تقابلنَا مع الرَّبّ يَسُوع وقبلناهُ كمُخلصٍ لحَياتِنا، وأيضاً بسببِ ما فعلهُ على الصَليب نِيابةً عنَّا، نحنُ الآن أبناءٌ للنور – ٱلَّذِينَ مِنْ النَهَار. والظلام لا يُمكن أن يمسّنَا، ولا حَتى قوُّى الشرِّ يمكن أن تَحكمَ عَلينا لأننا نَسيرُ بِهُدى رُوحِ الله.

تُعبِّرُ كلمةً المَفقودين، عنْ المَعنى تماماَ. وذَلك، لأن أبناءَ النُور سوف يَتضرّرونَ كثيراً إذا وقعوا تحتَ سُلطانِ أبناءِ الظلمةِ. ولذلكَ، يَجبُ أن نَكونَ حُكماء، مُتوازنين، وحَياتنا سَتكونُ سعيدةً ولنْ تقع في التَجاربِ. وفي أي وقتٍ يهُاجمنا فيهِ العدوُّ، يجب أن نَذهبَ سريعاً لأقدامِ الرَّبِّ، ونَعترفُ لهُ بخطيئتنَا ونَسألهُ الغفران.

يَجبُ أن لا نَتصرَّفَ مثل الأشخاص البَعيدين، أولئكَ الذينَ يُسبِّبونَ دائما الفضائح. ويَجبُ أن نتحقق جَيداً قبل اِتخاذِ أي قرارٍ، وإذا كانَ هَذا القرار يَتعارض مع كَلمةِ الرَّبِّ، ومَا إذا كان الله أم الشَّيْطان وراءَ هذا القرار.

إن الإيمانَ الذي تَلقيناهُ من الرَّبِّ، بغضِ النظرِ عنْ غيرهِ من البَركاتِ، هو بِمثابةِ ثوبٍ يجبُ علينا ارتداؤه دائماً حتى لا يَتمكن خِصمنَا من الوصول إلينا. وإذا كانَ هُناك إيمانٌ في قلوبنا، فإننا لنْ نخشى سهام العدوُّ التي يُرسلها نحَوناَ، لأنهُ لا شيء سَوف يَصلُ إلينا ونحنُ داخلَ دَائرةِ الحمايةِ الإلهية. مع هَذه الحماية، لكُلِّ شيء، فنحنُ بالمسيح الذي أحبناَ أكثر من مُنتصرين (رومية 37:8).

وبالإضافةِ إلى دِرْعَ ٱلْإِيمَانِ، هُناك أيضاً المَحبة. والغرضُ منهَ ليسَ الدفاع عنا وإنما جَذبُ البعيدين والضَائعين. وإذا كُنت تَرتديه، فإنّ كلّ المَفقودين، والمُحتاجين وجميع الذينَ يُعانون سوف يتوجهونَ إلى الرَّب. إنّ المَحبة قويةٌ جداً وقوّةُ جَاذبيتَها كبيرةً جداً، بِحيث يرى النَاس من خِلاله اِننا مُختلفين، وبِذلك يَسعونَ لأن يَكونوا مِثلنا أيضاً. ولكن، بَعض الأشخاص يَجدون أنفسهُم عَالقين في مَخالبِ العدوُّ لأنُهم يَتصرفون بِطريقةً عكسيةً ويَغضبون من وجودنَا. وإذا كنا حَساسيين بِما فيهِ الكفاية وسَمحنا للرَّبّ بِاستخدامنَا، سَنرى مَا قيمةً أن نلبس هَذا الدِرع السَماوي.

يجبُ أن يَكون على رأسنا رَجَاءُ ٱلْخَلَاصِ، الذي هو بِمثابة خَوذة لحَمايتنا من الهَجماتِ الخَبيثة. واخيراً، مع عقلنا المَمتلئ بالرجاء، لن ينجح أي مُخطط للشَّيطان ضَدنا.

يَجب على جنود الصَليب أن لا يسببوا العار أبداً ليَسُوع، أعظم قائد. وإذا كانوا يَستعملون الأسلحة التي أعطاها لهُم الرَّب بكفاءةٍ، فإنهُم لنْ يَفشلوا أبداً. لذلك، يا إخوتي، كونوا ثابتين عِندما ترتدون ثِياب السَماء وأمضوا قُدما لكي لا تسببوا العار لكُم أو للمَسيح أو لمَلكوتِ الله.

  

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز