رسالة اليوم

02/06/2018 - كُنْ جَريئاً بالحَدِيث عمَّا فعلهُ المَسِيح

-

-

" لِأَنِّي لَا أَجْسُرُ أَنْ أَتَكَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ مِمَّا لَمْ يَفْعَلْهُ ٱلْمَسِيحُ بِوَاسِطَتِي لِأَجْلِ إِطَاعَةِ ٱلْأُمَمِ، بِٱلْقَوْلِ وَٱلْفِعْلِ" (رومية 18:15)

سَنري إذا فَحصنَا تَعاليم المَسيح، أنهُ جاء ليَدعوا أشخاصاً ليُصبحوا صَيادينَ للناس (متى 19:4). فهو في الواقعِ، كانَ يدعُ ويُباركُ هؤلاءِ الأشخاصِ ليعطيهم نفس المهمة التي أستلمها من الآب (يوحنا 14: 12).

حَياتنَا هُنا على الأرض مَحدودةٌ؛ ، وبسببِ ذلكَ لمْ يأت يَسوع لإقامةِ منظمةٍ دينيةٍ لتهتم بِالناسِ وتوفر لهُم الرفاهيةَ اللازمةَ ليعيشوا أغنياءَ ويتمتعوا بصحةٍ جيدةٍ. ولكنْ على العكس، فلقدْ جاءَ ليوضحَ لنَا أننا هالكين، وبِحاجةٍ لأن نولدَ مرةً أخرى، وأيضاً لنكونَ جاهزينَ لحُكمِ الموتِ الوشيك.

لقد فهمَ بولس أنهُ المسيح - وهَكذا أشارَ الرسُول إلى الرَّبَّ – وما فعلهُ من خِلالهِ. إخوتي، الله يُريدُ أن يُنقذَ الناس من خِلالكُم. فلا يوجدُ في الإنجيل، مَجموعةً من الخُدامِ الذينَ واجبهُم فقط أن يُصلوا من أجلِ نفوسِ المَفقودين والبَائسين، ولا يفعلوا شيئاً أخر. لأننا جَميعنا مَدعوونَ لتوصيلِ الرسالةِ التي فِيها خلاص ونعمة لجميع أولئك الذين يَعيشون في الظلمةِ.

استخدامَ الرَّبّ القَدير بُولس الرسُول بِهذهِ الكلمات التي أنقذت أولئكَ المَفقودين. ونحنُ بحاجةٍ لأن نَفهمَ أن تِلكَ الكلمات نَفسهَا يَجبُ أن تكونَ في أفواهنَا. وعِندمَا نَنطُق بها وتصِل لقلوبِ أولئكَ الذينَ يسمعونها؛ ستنفتحُ أعيُنهُم وتقودهُم بالقدرةِ التي لهَا إلى الخلاص. وفي الواقع، لتلك الكلمات قوةٌ للشفاءِ والتغييرِ وخلاصِ الضَائعينَ.

وعندما نَتكلمُ عن الإنجيلِ نحنُ لسنَا مُجردُ أطفالٍ رُضع. فمَا يخرجُ من شِفاهنَا له القوة على تغييرِ الحياةِ بالكاملِ، وبهِ يُمكننَا أن نصنعَ الآياتَ والعَجائبَ التي صَنعهَا الرَّبُّ عِندمَا كان بَيننا. وهَذه الأعمال تعملَ الفرق، لأنهَا لا تتركَ أي مَجال لشك بِحقيقةِ الرسالةِ التي نَبشر بِها. فبدون المُعجزات التي في المَسيحية سَتبدو مِثل تلك الأديانِ التي ليسَ لديهَا مَا تُقدمهُ.

لا يَجبُ أن تَتأملَ أن يَتمَ أستخدمُكَ فقط، ولكنْ عليكَ أن تَتجرأ وتَتكلمَ! وأمن فقط بِما تشعُر بهِ عندما تسمعُ الأخبارَ السارةَ وعِندما تَقرأُ الكتابَ المُقدس. فَهذا مَا يُريدهُ الرَّبّ مِنكَ أن تفعلهُ. لذلكَ، اِبدأ بالحديث مع الأشخاص الذينَ حَولكَ، عنْ تلكَ الأشياءَ التي تَعلمتهَا. وأخيراً، بمُشاركة ما نَحصُل عليه، سنحصل على المزيد. فَحذاري من الكسل، لأن كُلَّ مُستهترٍ سَيواجهُ ٱلْمَوْتُ ٱلثَّانِي (رؤيا 21: 8). فكُن أميناً مع الله الذي دَعاك أن تكونَ لهُ شاهداً. وبلا شك، سَتنمو كثيراً في حَياتِك الروحيةِ عندمَا تُقِدم على العَمل الإلهي بِشجاعةٍ.

يَجبُ أن يكونَ هدفكَ قيادةُ البَعيدين إلى لحَقيقةِ، لأنهُ لا يُوجدُ شيءٌ أكثرَ أهميةً من أنْ تسمحَ للرَّبِّ بأن يَستخدمكَ. وبغضِ النظرِ عنْ قبولِ الشخص لكلامِكَ عنْ الحياةِ الأبديةِ أم لا، لِأَنَّ بِنَفْسِ ٱلْكَيْلِ ٱلَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ». (لوقا 6:38).

 محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز