رسالة اليوم

31/05/2018 - صَارَ لَعْنَةً لِأَجْلِنَا

-

-

"اَلْمَسِيحُ ٱفْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ ٱلنَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لِأَجْلِنَا، لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ». 14لِتَصِيرَ بَرَكَةُ إِبْرَاهِيمَ لِلْأُمَمِ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِنَنَالَ بِٱلْإِيمَانِ مَوْعِدَ ٱلرُّوحِ." (غلاطية 3: 13-14)

بِسببِ خطيئةِ الإنسانَ حُكمَ علينا. وكُلّ الذينَ لا يَنفذوا كُلّ مَا كُتبَ في النَامُوس، سَيتحملونَ العَواقب والعُقوبة (تثنية 15:28). ولذلكَ، بِمجيء ابن الله قامَ بالعديد من الأعمالَ نِيابةً عنَّا، من بِينها، الخَلاص: ٱفْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ ٱلنَّامُوسِ، الذي هُو أهم من كُل البركات الأخُرى التي مَنحها الرَّبّ لحَياتِنا. وفَهم مَا أنجزهُ والإيمان بهِ، يُمكن أن يُجنبنَا العَديد من المَصاعِب اليَومية.

ولكي يَتحرر الإنسان مِن لَعْنَةِ ٱلنَّامُوسِ نِهائياً، كانَ على المَسيح أن يُصبح لعنةً لأجلنَا. ولمْ يَكنْ ذَلك الخِيار سَهلاً؛ وفي الحَقيقةِ لقدْ توسل إلى الآب إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ ٱلْكَأْسُ (متى 39:26)، ولكنْ كان على المَسيح أن يَشربهُ. لذلكَ لقد كان قوياً جِداً: وصارَ لعنةً لأجلنَا، وبِالتالي نفذَ الشرط الذي في النَامُوس، وأخذَ هَذا العار الثقيل والمُؤلم. واليَوم، يَجبُ أن يَكون أبناءُ الله على عَلم بأنهُم تبرروا إلى الأبد، بِدفع مِثل هَذا الثمن الغَالي، وأن أفضلَ طَريقةٍ لتكونَ شَاكراً من أجل هَذهِ العَطية هي مِن خِلال عَيش الحُرية التي أعَطاها لنَا.

لنْ يَتم تَغيير أو إلغاءَ ما هُو مكتوب؛ بلّ على العكس من ذَلك، يَجبُ الوفاء بهِ. ولنُعطي المَجد لله لأن هَذا العَمل قدْ تم بِالفعل. " إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ ٱلْكَأْسُ " سأل يَسُوع الآب، ولكنْ لمْ يكُن هُناك أي طريقةً أُخرى لتَنفيذِ هَذا المَشروع. أعتقد أن مَصيرنَا كانَ مُعلقٌ بَخيط واحدة. فلو كانَ يسوع رفضَ أن يتألم نِيابةً عنَّا، كُنَّا ضِعنا إلى الأبد. لكنهُ كان حازماً وتممَ الخِطة الإلهيةَ بالكامل.

 صَارَ المسيح لَعْنَةً لِأَجْلِنَا، لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ». ولقد كانَ الألم شَديد وشَنيع، ولكنَّ حُب مُخلصنا كانَ أكبر وبسبهِ اِشترنَا الله وانقذنَا من مخالبِ العدوُّ وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ٱبْنِ مَحَبَّتِهِ (كولوسي 1: 13). ونحنُ الآن، نَنتمي إلى الرَّبَّ وفي مَأمن من حروبِ العدوُّ. ولهَذا السبب لا يَجبُ أن يَقتربَ الخَوف مِنا عِند مُهاجمةِ الجَحيمِ لنا. لأنه، كُلُّ آلَةٍ صُوِّرَتْ ضِدَّكِ لَا تَنْجَحُ (إشعياء 17:54).

السبب الذي جَعل يسُوع يَنقذنا من لعنةِ النَامُوس كانَ لبَركةِ إبراهيم، لتكونَ أيضاً للأمم من خِلالِ المَسيح. ولكنْ، وللأسف، العَديد من المَسيحيين لا يَفهمون هَذا، ونَتيجةً لذلكَ يَعيشونَ حَياتهُم دُون تِلك البركةِ. والآن، إن أولئكَ الذين يَنتمونَ إلى الرَّبّ يَلزمهُم مَعرفة مَعنى بَركة إبراهيم ووعدِهِ، لأن عَدم التَمتُع بِما وعدَ الله ذَلك البَطريرك، لا يَعتبرُ فقط اِزدراء بِالعطيةِ الإلهيةِ التي حَصلنا عليهَا، بل وأيضاً جَريمةً في حقِّ الرَّبّ، وهو أيضاً بِمثابةِ إعلان أنهُ نَستحق تِلك العُقوبة.

وبِغضِ النظرِ عنْ بَركاتِ إبراهيم، فَبالحقيقةِ إن المسيحَ أصبحَ لعنةً لأجلنَا وكانَ سبباً أيضاً في حُصولنَا على الوعدِ بالرُّوحِ القُدس. والإيمان بِذلك نَحصلُ عليهِ بالعقل. ولهَذا الشيء يَجبُ أن نولي اِهتماماً للرُّوح القُدس الذي أُعطى لنا لكي نَفعل نَفس الأشياءِ فعلهِ في يَسُوع في فترةِ خِدمتهِ. كان مجيء الرُّوح القُدس لحَياتنَا لإنقاذنَا من جَميعِ الأعمال الشَّيْطانيةِ واعطائنا القُدرةَ على إِنجازِ مُهمتنَا.

 

 محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز